المحلى والعالمى

المحلى والعالمى

المحلى والعالمى

 العرب اليوم -

المحلى والعالمى

بقلم : عمرو الشوبكي

تلقيت العديد من التعليقات على مقال «الدولة أم المجتمع الفاشل؟»، لعل من أهمها ما جاء من مينا منير، الباحث المصرى الشاب، والمعيد بجامعة لندن فى قسم التاريخ ودراسات الأديان، وجاء فيها:

عزيزى الدكتور الشوبكى، قرأت مقالكم الأخير، وقد ارتأى لى أنكم وضعتم يدكم على أخطر موضوع مسكوت عنه، وأنه هو الداء والدواء لحالنا: فهو مكمن الخطأ بنظرة شاملة تتجاوز الآنية إلى رؤية أوسع لحال البلد، ولا أعرف صراحةً إجابة على عنوان المقال. أتذكر أنى كنت مع زملاء فى مؤتمر فى جامعة هامبورج، وكنا نتناقش فى هذه المسألة، حيث كان الجو حينها مليئا بالتجهم واليأس بعد فوز جماعة الإخوان المسلمين بالبرلمان والرئاسة. قال لى الألمان إن طريقة تفكير الشعب الألمانى جلبت عليهم الدمار فى الحرب العالمية الثانية، ولكنهم كانوا محظوظين لوجود من تلقفهم وغيّر طريقة تفكيرهم (دول الحلفاء التى اهتمت ببرامج انتزاع النازية وتغيير طريقة التفكير المدمرة فى تراث الألمان حينها). وبدا لى الأمر حينها أن الحل لمأساة مصر يكون من خارجها، لا من خلال الاحتلال لا سمح الله، ولكن من خلال الانفتاح على العالم بشكل صحى خالٍ من غرور فكرة (إحنا حضارة الـ7000 سنة والأديان... إلخ)، وتقبل إمكانية التعلم من الخارج.. وأقصد هنا بالتعلم من التجارب الإنسانية وليس فقط الأمور التكنولوجية والهندسة والطب... إلخ.

ويبدو لى أن مكمن الصعوبة فى الوضع المصرى هو الانغلاق الثقافى والحضارى الناتج عن ثوابت تعطينا كمجتمع ثقة غير مبررة فى سلة القيم والمبادئ التى تشكل وعينا. هذا الانغلاق تنتج عنه الحالة التى وصفتها حضرتك فى مقالك المهم، وهى الدائرة المفرغة بين المجتمع والدولة: أيهما السبب فى تدهور الثانى؟ الحقيقة أن كليهما يغذى الآخر وهكذا، فى رأيى، أن أزمة مصر تكمن فى أن نخبتها لا ترى ما هو أبعد مما يراه المواطن العادى فى مسألة ما يجب مراجعته. الجميع خاضع لما يُسمى الثوابت، وأن السيناريوهات المتاحة هى إما الصدام مع الثوابت أو الخضوع لها فى صورها المتكلسة. بالإضافة إلى ذلك فإنه ليست لدينا مؤسسات يمكن أن تواجه أصعب الأسئلة.

مصر هى الدولة التى يتمنى كل أفراد شعبها أن يدخلوا كليات الطب والهندسة وأن العقلية الجمعية فى مصر لا تكن تقديراً للعلوم الإنسانية. ولذلك فإن التأخر فى تلك العلوم يتجاوز كثيراً التأخر فى مجال علوم الطبيعة. إذاً مع فقدان الجامعة دورها فى الدفع إلى الأمام، ومع قصر نظر النخبة يبدو لى أن الدولة تلقائياً لن تستطيع أن تقوم بشىء.

إذاً كسر تلك الحلقة يجب، فى رأيى، أن يكون بالانفتاح على الخارج.

إذا استطاع المصريون على الأقل إعادة اكتشاف فكرة الإنسانية المشتركة مع العالم، ستكون فكرة الانفتاح على تجارب الشعوب الأخرى وقيمها وأفكارها أكثر قبولاً. من الأشياء التى ألاحظها فى أحاديث رجال الدين مثلاً تعبير «الأخوة فى الإنسانية» عند الحديث عن الآخر، سواء كان من طائفة أو ديانة مختلفة. هذا التعبير فعلياً يتم تفريغه من محتواه ويستخدمونه على سبيل «الكياسة» أو إضفاء صبغة تحض على الخلاف والانقسام الشديد. فإن سألت أحدهم ماذا تعنى بالأخوة الإنسانية وما هى طبيعة ممارستها؟ لن تجد على الأرجح تعريفاً لذلك.

إن كل تجربة فريدة فى خصوصيتها، إلا أن القاعدة الإنسانية المشتركة بإرثها التاريخى الحافل بالنجاح والإخفاق هى ما يجب أن نلجأ إليه إذا أردنا أن نجد مادة يمكن أن نستلهمها من أجل إيجاد حلول جذرية لمشاكلنا.

ويمكن فى مرات قادمة أن أستفيض فى ذكر أمثلة على جرأة شعوب فى طرح أسئلة حول هويتها وما الخطأ الذى وقعت فيه وكيف أعادت قراءة نفسها.

arabstoday

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أقصى اليمين القادم

GMT 01:57 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

انتخابات حاسمة

GMT 23:16 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

الفكرة المغروسة

GMT 00:36 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

«آيديولوجيا» التضامن الإنساني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحلى والعالمى المحلى والعالمى



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 23:10 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

داليا البحيري تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - داليا البحيري تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 18:39 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن

GMT 18:00 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تشيلسي يعلن رسميًا ضم مارك جويو مهاجم برشلونة

GMT 21:12 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

مطبات جوية شديدة تصيب 30 راكباً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab