بقلم - مشاري الذايدي
كانت عاقبة «السفه» الذي اقترفه، جيف بيزوس، رئيس شركة أمازون العالمية، ومالك جريدة «واشنطن بوست»، تجاه السعودية، وبالاً عليه.
الرجل منذ تملَّك الصحيفة الأميركية الشهيرة، وهو منخرط في حملة عدائية ضد المملكة العربية السعودية، وفي صلبها حملة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقد ركَّز جيف بيزوس هجومه، سواء بشكل مباشر شخصياً، أو من خلال صحيفته المذكورة آنفاً، على ولي العهد السعودي، عرَّاب الرؤية والنهضة السعودية الجديدة، الأمير محمد بن سلمان.
لست أعلم: هل دافعه في ذلك، دوافع إيديولوجية، أو انتهازية لمغازلة جناح اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي، أو تحالف ما، مع قطر وتركيا وإيران، لا نعلم عنه... الله أعلم، لكن ما نعلمه على وجه التأكيد، هو أنَّ الرجل، ورغم أن الأمير محمد ألقى عليه تحية السلام في البداية عند زيارته لأميركا، سيئ النية تجاه السعودية، وهو لسوء طبعه، ردَّ التحية بالسوء.
خلاصة مهزلة جيف بيزوس، هو أنه كان على علاقة غرامية مع عشيقة سرية، ثم انفضح أمره، وانتشرت رسائله الغزلية وصوره الحميمية، وتسبب ذلك في طلاقه من زوجته، ذلك الطلاق الذي كلَّفه زهاء نصف ثروته، وهو أغنى رجل في العالم، تقريباً كلَّفه الأمر 38 مليار دولار!
لم يكتفِ الرجل بابتلاع الفضيحة، بل كما يقال «رمى بلاه» على عاتق السعودية، وسرعان ما تبيَّن مهزلة تلك التهمة، ومن داخل الصحافة الأميركية نفسها، كـ«وول ستريت جورنال».
صحيفة «نيويورك تايمز» أكدت أنَّ الصور الحميمية لبيزوس وصديقته لورين سانشيز، لم تتعرض للقرصنة، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، وإنما انتشرت عن طريق شقيق سانشيز، مايكل.
وأضافت أنَّ العشيقة سانشيز نفسها هي من أرسلت الصور لشقيقها مايكل، الذي حصل على مبلغ 200 ألف دولار بعد تقديم الصور لشركة «أميركان ميديا» الناشرة لصحيفة «ناشيونال إنكوايرر».
كما أكدت شركة «أميركان ميديا» مصداقية النفي السعودي حين أعلنت أن: «أي تلميح إلى تورط طرف ثالث في تقاريرنا أو تأثيره بأي شكل كان، هو تلميح خاطئ».
هذه حكاية كاشفة، حكاية نفخ في نارها اللوبي الإخواني العالمي، كما اللوبي الخميني العالمي، كما شركات العلاقة العامة التابعة لقطر، وغير بعيد عن ذلك بعض معاتيه اليسار الغربي، كما رأينا في قصة «الغارديان» البريطانية.
صحيح أن الكذبة سرعان ما انكشفت، لكنها لن تكون الأخيرة، لأنَّ مغذيات البكتيريا الكريهة التي تهبُّ على السعودية، وعلى ولي العهد السعودي خصوصاً، موجودة، ومستمرة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
لكن من العبر المستقطرة من هذه الحكاية، أنَّ معركة الإعلام وكسب الرأي العام أو على الأقل «مزاحمة» الرأي المعادي، أضحت ضرورة وليست اختياراً.