الفيلم المغربي الكل يحب تودا يخطف الأنظار بـالزاف

الفيلم المغربي (الكل يحب تودا) يخطف الأنظار بـ(الزاف)!!

الفيلم المغربي (الكل يحب تودا) يخطف الأنظار بـ(الزاف)!!

 العرب اليوم -

الفيلم المغربي الكل يحب تودا يخطف الأنظار بـالزاف

بقلم - طارق الشناوي

من المخرجين العرب الذين حققوا تواجدا عالميا، خاصة على خريطة مهرجان (كان) المخرج المغربى الكبير الذى تابعته على مدى ربع قرن نبيل عيوش، هذا الفنان المبدع، يحمل على أكتافه وفى قلبه عشقا للوطن، وفى نفس الوقت يمتلك الجرأة أن يقول كل شىء على الشريط السينمائى، بين الحين والآخر يواجه هذا الصوت الغاضب الذى يتدثر عنوة ونفاقا بالمجتمع رافعا شعار سمعة الوطن، ومتهما كل من يقدم أى لمحة تحمل شىء سلبى أنه يبيع الوطن، من أجل الحصول على تمويل، أو للتواجد على الخريطة العالمية، تابعنا شيئا منها مع عدد من افلامنا بداية من أفلام يوسف شاهين فى مصر، وعيوش من اكثر المخرجين الذين يواجهون بقوة هذا السلاح العشوائى.

مع أفلام عيوش أو فى القسط الأكبر منها، ستلمح أن أكبر حائط صد امتلكه المخرج المبدع طوال تاريخه هو الشريط السينمائى، فهو كفيل بالدفاع عن أفكاره، كما أن أغلبها ستجد أن من يتصدر مشاركات الإنتاج (مركز السينما المغربى)، الداعم الأول، وهذا قطعا يعنى مباشرة موافقة ضمنية على الشريط السينمائى، تصبح الدولة شريكا فى تحمل المسؤولية وبالدفاع عن الفيلم لأنه يحمل أفكارها.

قطعا ليس لدينا فى مصر مركز سينمائى لديه ميزانية ويحمل أيضا مشروعا فكريا، نعم لدينا مركز للسينما، بلا دور حقيقى، الميزانية تكفى بالكاد دفع أجور العاملين، وإنتاجه يتضاءل من عام إلى آخر، ولا أحد يهتم، لأننا غالبا لا ندرك أهمية أن توجه الدولة دعمها لعدد من الأفلام، ولهذا لا يجد السينمائى من يدافع عنه وتلك حكاية أخرى!!

عيوش لا تواجه أفلامه فقط بغضب محلى ولكن أحيانا يصبح عربيا، أتذكر فيلم (كل ما تريده لولا) 2007، قدم حياة امرأة أمريكية قررت احتراف الرقص، تأتى للقاهرة، عند عرض الفيلم فى أحد المهرجانات العربية وقبل كتابة كلمة النهاية، استمعت إلى صوت نجم مصرى كبير، ردد نفس الاتهام، هذا الفيلم يحمل إساءة للوطن، وطالب بعدم عرضه، وهو ما وضع إدارة المهرجان فى حرج وكأنها شاركت فى جريمة ضد مصر.

نبيل عيوش تم اختيار فيلمه (الكل يحب تودا)، للعرض الرسمى فى قسم أطلقوا عليه (العرض الأول)، الذى يعنى أن المهرجان يشير إلى أهمية هذا الفيلم، فهو يلعب دوره فى الاكتشاف، إلا أنه لا يتسابق على الجوائز، واستطاع الفيلم أن يسرق الكاميرا، بما لدى المخرج من مصداقية وتاريخ، فهو صاحب العديد من الأفلام التى عرضت فى (كان) من بينها فيلم (يا خيل الله) 2012 الذى كان يفضح الإرهابيين الذين يشعلون النيران فى المسارح والملاهى باعتبارها ضد الدين.

فيلمه الأخير (تودا) حظى بالعديد من العروض فى المهرجان والتى شهدت إقبالا ضخما من الجمهور بمختلف الجنسيات، المؤكد سوف يصبح هدفا للمهرجانات العربية والعالمية. ولا أستبعد قطعا أن يعلو أحد الأصوات الغاضبة والمتحفزة دوما تجاه أى خروج على ما تعودنا عليه، واجه المخرج من قبل الكثير منها، ووصل الأمر إلى حد المطالبة بإسقاط جنسيته المغربية، بعد عرض فيلمه (الزين إللى فيك)، تماما مثلما واجه يوسف شاهين نفس الاتهام قبل 33 عاما بعد عرض فيلمه (القاهرة منورة بأهلها)، ومع الزمن وكالعادة يعلو صوت العقل على صوت التشنج.

(تودا) هى مطربة تؤدى نوعا قديما من الغناء المغربى الفولكلورى يسمى (العيطة)، ارتبط تاريخيا بمقاومة الاستعمار الفرنسى، وكان فى الماضى حكرا على الرجال، لأننا نعتبر النضال قاصرا على الرجال، وننسى أن حماية الوطن بكل الأسلحة الممكنة شأن النساء أيضا، وهكذا فإن هذا الفن تاريخيا له فى الذاكرة المغربية بعدا وطنيا للدفاع عن الهوية.

يطلقون على المطربة فى المغرب لقب (شيخة)، فى مصر تعودنا منذ القرن التاسع عشر، أن يحمل المطرب والملحن لقب شيخ، حتى وهو لم يتحصل بالضرورة على أى شهادة أزهرية، ولكن لارتباط الفن والموسيقى بترديد القرآن وعدد منهم فعلا كانوا من حفظة القرآن، ظل اللقب مصاحبا لهم مثل سلامة حجازى وكامل الخلعى وسيد درويش وزكريا أحمد وصولا إلى سيد مكاوى.

يقدم نبيل مشهدا يدعم ويعمق هذا الإحساس من خلال المطربة تودا التى أدت دورها بإتقان نسرين الراضى، شاهدناها تردد مقطعا من غناء (العيطة) بالطريقة التقليدية، وصوت أذان الفجر الذى كان يتردد فى خلفية المشهد، وكأنه يصنع توافقا أو بالأحرى يشير إلى هذا التوافق بين الجانبين.

وهو من أكثر المشاهد إبداعا وحميمية، لأنه يحمل بداخله بدون صخب أو مباشرة عمق الحكاية.

بطلة الفيلم تغتصب، مع اللقطات الأولى، لأن هناك من يعتقد أن مجرد ممارسة الفن تستحق العقاب، وتقرر أن تذهب إلى كازابلانكا (الدار البيضاء) لتبدأ رحلتها مع النجاح.

ليس الجميع أشرارا، هناك أيضا الأخيار، من يتحمس لها ومؤمن بصدق موهبتها، مثل أبيها، وعازف كمان عجوز يصاحبها، والمفارقة أن هذه الشيخة (تودا) والتى تحلم بأن يصل صوتها للجميع، نكتشف أن أقرب الناس إليها محروم من سماع صوتها والحديث معها، فهو يعانى من فقدان حاسة السمع، وتتعلم من أجله لغة الإشارة، وتسعى برغم كل المعوقات لإلحاقه بمدرسة لذوى الاحتياجات الخاصة.

الخط العام الذى أمسك به عيوش وقدمه فى السيناريو الذى شاركته زوجته الكاتبة والمخرجة أيضا مريم التوزانى.

لا يقدم هذا الخط العام لرحلة صعود مطربة، ولا هو فيلم توثيقى عن فن (العيطة)، بقدر ما يسعى المخرج إلى إنعاش الأمل بداخلنا للمقاومة، وستصل الرسالة الأهم، وهى أنك بعد نهاية العرض ستجد كل مشاعرك تتوجه للإحساس بتقدير لهذا النوع من الفن، ولتلك الشخصية (تودا) القادرة على التحدى، وقبل كل ذلك للمخرج نبيل عيوش الذى تعرفت عليه بعد فيله الأول (مكتوب) ثم الثانى (على زاو) الذى عرض فى مطلع الألفية مى مهرجان (قرطاج)، ومن بعدها صارت أفلامه محط أنظار مختلف المهرجانات، قادرة على المشاغبة ولديها حس جماهيرى، وتمتاز بعصرية التناول البصرى والسمعى، عيوش أحد أهم الموهوبين قدرة على إحالة الإحساس السمعى النغمى الذى رأيته فى العديد من أفلامه إلى لقطات مرئية تدخل إلى القلب، وهكذا بعد العرض استمعت إلى كلمات بالمغربية (أحببنا الفيلم بالزاف) والتى تعنى أحببناه كثيرا!!.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلم المغربي الكل يحب تودا يخطف الأنظار بـالزاف الفيلم المغربي الكل يحب تودا يخطف الأنظار بـالزاف



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab