معركة الوراق

معركة الوراق

معركة الوراق

 العرب اليوم -

معركة الوراق

بقلم : عمرو الشوبكي

كشفت معركة جزيرة الوراق حجم الأزمة التى باتت تهدد البلاد بسبب غياب أى حوار مجتمعى وسياسى مثلما غابت من الأساس فكرة النقاش العام، وأصبحت القرارات تجهز فى دوائر ضيقة محدودة الكفاءة، معدومة الخيال، والمطلوب من الجميع التنفيذ الفورى.

قضية جزيرة الوراق ليست فى صراع بين من يدافعون عن هيبة الدولة وتطبيق القانون، وبين من يريدون هدمها وعدم احترام القانون، لأن كل من يحاول أن يختزل الأمر فى مخالفات بعض الأهالى بالبناء غير القانونى على الجزيرة يزور الحقائق ويتواطأ مع الفوضى والعشوائية، مثل أى معتد على أرض الدولة، لأنه لا يوجد خلاف حول حق الدولة فى مواجهة أى مخالفات فى الوراق أو فى الحزام الأخضر، بشرط تطبيقها على الجميع دون أى تمييز.

والحقيقة أن قضية جزيرة الوراق ليست مجرد عدة بيوت بنيت على أرض زراعية أو على أراض مملوكة للدولة، إنما هى تقريبا مدينة كاملة بها مئات الوحدات السكنية ويعيش عليها ما يقرب من 60 ألف مواطن وتبلغ مساحتها 1400 فدان ولا تمتلك الدولة فيها (كما ذكر رئيس المجلس المحلى السابق لحى الوراق) إلا 60 فدانا فقط، وبالتالى تصبح قضية تفريغها من السكان أو هدم بعض المساكن المخالفة ليست قرارا أمنيا إنما هى قضية كبرى لها أبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية.

ولعل البداية تبدأ بالشفافية، تلك الكلمة التى غابت عن نظامنا السياسى منذ عقود بتوضيح أسباب إصرار الدولة على أخذ الجزيرة، هل قصة المستثمر الإماراتى حقيقية؟ وهل هناك نية لضخ استثمارات تجارية واقتصادية فى الجزيرة ذات الموقع الفريد والخلاب تعود بالنفع على الجميع؟ ولماذا لا تقول الحكومة ذلك بوضوح هل خوف من الحسد؟ أم رغبة فى عدم تعويض الأهالى تعويضا مناسبا.

أما قرارات الإزالة فلم تخرج قصاصة واحدة من الحكومة ولجانها المختصة تحدد عدد المساكن المخالفة وطبيعة المخالفات، وتمهل سكانها فرصة لتقنين أوضاعهم إذا كانت لديهم فرصة للقيام بذلك، وهل تنوى مثلاً أن تقيم مشاريع خدمة عامة للناس مستشفيات مدارس حديقة عامة؟.

الحقيقة أن هناك «الوراق» فى كل بلاد العالم الثالث، ولكننا شهدنا إدارة سياسية ومبادرات أهلية وشفافية ووضوح فى التعامل مع كل «وراق»، فمن عشوائيات إسطنبول التى غابت تقريبا حتى بلد مثل البرازيل التى عانت من العشوائيات والبنايات المخالفة إلا أنها اعتبرت أى مشروع استثمارى يأتى لمنطقة عشوائية فرصة ليس فقط لتعويض السكان ماديا (وهو مؤكد) إنما أيضا تأهيلهم لكى يستطيع ولو قسم منهم أن يعيش فى مكانهم القديم بعد أن أصبح جديدا وراقيا ويكون لهم حصة أكبر فى العمل داخله (فعلنا ذلك جزئيا فى حديقة الأزهر) بطريقة التمييز الإيجابى حتى لا يكرهوا الدولة ويعتبروها سالبة لحقوقهم، ويشعروا بالتهميش والإقصاء الذى يخرج الجريمة والعنف، وأحيانا الإرهاب.

ما جرى فى جزيرة الوراق هو «غشم مجانى» وعكس كل تجارب النجاح وستكون لهذه الطريقة تداعيات خطيرة على استقرار هذا البلد وأمنه، فالمطلوب الوصول لنفس النتائج أى تنفيذ القانون بوسائل وطرق مختلفة قد يلجأ فيها للقوة كحل أخير فى حال فشل كل الوسائل المجتمعية الأخرى والتى لم يجربها الحكم مرة واحدة.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الوراق معركة الوراق



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab