حاملة الطائرات جمال عبدالناصر

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر

 العرب اليوم -

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر

بقلم : عمرو الشوبكي

أن تمتلك مصر حاملة طائرات بحجم «ميسترال» فذلك تعزيز لقدرات الجيش المصرى، وخطوة مهمة فى اتجاه تأكيد تنوع مصادر السلاح، فهى سفينة عملاقة قادرة على حمل طائرات ومدرعات وعربات خفيفة، وأيضاً قادرة على القتال والمناورة فى عرض البحر.

وقد أرسلت مصر إلى مدينة سان نازير فى غرب فرنسا 360 بحاراً بشكل متتابع للتدريب على العمل وقيادة السفينة، وهم بمثابة الطاقم الأساسى لها، وقد اشترينا السفينتين الفرنسيتين بعدما ألغت باريس فى أغسطس من العام الماضى عقداً مع موسكو على خلفية النزاع فى أوكرانيا. وذلك بقيمة حوالى 950 مليون يورو، مقابل 1.2 مليار يورو قيمة الصفقة السابقة بين فرنسا وروسيا، وتم تغيير كل أنظمة الاتصال الروسية التى كانت السفينتان مجهزتين بها، وتم تثبيت الأنظمة الجديدة المناسبة للبحرية المصرية.

وهى بذلك تعد صفقة رابحة بالمعنى المالى، ومفيدة من الناحية العسكرية والاستراتيجية، وهى فى النهاية أول حاملة طائرات من هذا النوع فى منطقة الشرق الأوسط، وتمثل إضافة عسكرية واستراتيجية مؤكدة للجيش المصرى.

والحقيقة أن هناك جانباً آخر غير الحسابات العسكرية، يتعلق بإطلاق اسم جمال عبدالناصر على حاملة الطائرات، وهو ما يمثل أول اعتراف رمزى رسمى بأهمية إطلاق اسم الزعيم جمال عبدالناصر على حاملة بهذا الحجم مثلما هو الحال فى فرنسا، حيث تحمل واحدة من كبريات حاملات الطائرات الفرنسية اسم الجنرال الراحل شارل ديجول، مؤسس الجمهورية الخامسة، وأحد كبار الزعماء الفرنسيين، ونفس الأمر فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أطلق اسم أيزنهاور وغيره من القادة على عديد من حاملات الطائرات الضخمة.

والحقيقة أن القضية هى أساساً رمزية، تتعلق بأسماء أشخاص صنعوا التحول الكبير فى بلادهم، أو أسسوا لنظم جديدة، فاستحقوا التكريم الرمزى مهما كانت أخطاؤهم، ومهما كانت درجة الاتفاق والاختلاف معهم.

ففى فرنسا مثلاً، مطارها الرئيسى هو مطار شارل ديجول، وفى الجزائر مطارها يحمل اسم هوارى بومدين، بطل التحرر الوطنى الجزائرى، وفى المغرب يحمل مطارها اسم محمد الخامس، قائد التحرر أيضاً من الاستعمار الفرنسى، ما عدا مصر التى استخسر حكامها السابقون إطلاق اسم جمال عبدالناصر على مطارها باعتباره بطل التحرر من الاستعمار، ومؤسس الجمهورية المصرية التى أنهت الملكية وأسست نظاماً جمهورياً جديداً.

تسمية حاملة الطائرات المصرية باسم جمال عبدالناصر هى عودة للبدهيات التى غابت، وهى لا تعنى بأى حال تبنى برنامج عبدالناصر السياسى والاقتصادى فى 2016، فهو- يقيناً- كان فى معظم جوانبه صالحاً فى الخمسينيات والستينيات، ولكن بالتأكيد ليس الآن.

إن الخلاف حول عبدالناصر أو السادات يجب ألا يكون مبرراً لشطبهما من تاريخ هذا البلد، وأن تمييز الأول لا يعنى انحيازاً أكثر لسياساته، ولا يحول دون إيمان قطاع كبير من المصريين بدور السادات وأهميته فى التاريخ المصرى المعاصر، إنما يعنى تذكير الناس بالقيم والمبادئ العليا بعيداً عن تفاصيل السياسات والأخطاء، لأن هذه المبادئ هى التى تصنع أيضاً التحولات الكبرى، وعبدالناصر بهذا المعنى كان رمزاً لهذه المبادئ التحررية، وكان أيضاً قائداً لتحول تاريخى مازلنا نعتز بأننا جزء منه (النظام الجمهورى) مهما كانت أخطاء الحكم، ومهما كانت إحباطات الكثيرين، فإن الجمهورية أصبحت معطى وأساساً للحكم بفضل عبدالناصر، وأن مهمة الناس تصويبها ودمج الديمقراطية ودولة القانون بين ثناياه.

فخور بحاملة الطائرات الجديدة وباسمها جمال عبدالناصر.

arabstoday

GMT 23:16 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

الفكرة المغروسة

GMT 00:36 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

«آيديولوجيا» التضامن الإنساني

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

طوفان الدماء

GMT 23:07 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

غزة والانتخابات الفرنسية

GMT 03:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

أوروبا فى أقصى اليمين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر حاملة الطائرات جمال عبدالناصر



درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:45 2024 الأحد ,30 حزيران / يونيو

"طيران الرياض" يتعاون مع مصمم الأزياء محمد آشي
 العرب اليوم - "طيران الرياض" يتعاون مع مصمم الأزياء محمد آشي

GMT 19:56 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

العظماء السبعة ؟!

GMT 19:55 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

الحكومة تعتذر للشعب!

GMT 19:53 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

سقوط لأميركا وليس لجو بايدن

GMT 19:48 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

تأجيل الانتخابات لمدة عام.. لِمَ لا؟!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab