المهنية التي نريدها

المهنية التي نريدها

المهنية التي نريدها

 العرب اليوم -

المهنية التي نريدها

بقلم : عمرو الشوبكي

لا يجب أن يتصور أحد أن أى نظام مهما كانت ديمقراطيته وكفاءته واحترامه للقانون سينجح فى القضاء التام على الإرهاب، فالانتصار على الإرهاب الجديد يعنى بالأساس حصاره ووقف انتشاره وتقليل حجم ضحاياه.

والحقيقة أن سلسلة الجرائم الإرهابية التى شهدتها مؤخرا بريطانيا، سواء فى لندن أو مانشستر، ليست بالأمر المعتاد إلا أنها طرحت مجموعة من التساؤلات حول طبيعة العملية الإرهابية ومدى نجاح الطريقة البريطانية التى يراها البعض متسامحة فى حصار الإرهاب.

يقينا النموذج البريطانى الذى شمت فيه بعضنا بجهل مطبق هو الأكثر تسامحا فى التعامل مع الأقليات العرقية والثقافية فى أوروبا وربما العالم، وكأننا فى مصر من السويد أو سويسرا ولسنا جزءا من هذه الأقليات، وحتى من لم يعش هناك فهو غالبا يقف فى طوابير «الفيزا» سواء للعلاج أو الدراسة أو حتى السياحة، ومع ذلك يرى أن بريطانيا تدلل الأقليات.

صحيح أن مشكلة الخبرة البريطانية (وهنا يصبح النقد موضوعيا) أنها مدت هذا التسامح تجاه الأقليات العرقية والدينية المختلفة، حتى شملت المتطرفين ومشاريع الإرهابيين بحيث تصورت أنها حين تترك لهم هامشا للحرية ستتقى شرهم وهو ما لم يحدث.

مشهد عمدة لندن البريطانى المسلم وهو يعلق على الحادث الإرهابى الأخير أعطى مصداقية كبيرة لهذا النموذج ورفع عن قطاع واسع من المسلمين الحرج بأن يأخذهم البعض بجريرة الإرهابيين، وهو مشهد يقول إن لندن هى العاصمة الغربية الوحيدة التى انتخب فيها عمدة مسلم الديانة ومن أصول أجنبية.

اللافت فى الحوادث الإرهابية الأخيرة، التى ضربت بريطانيا، عده جوانب، أهمها أنها نجحت فى فرض رقابة صارمة على دخول السلاح والبنادق الآلية التى استخدمها الإرهابيون فى أكثر من بلد، خاصة فرنسا، وتسببت فى وقوع مئات الضحايا، وأن حادث مانشستر الذى استخدمت فيه المتفجرات تم صنعها عن طريق الإنترنت، وهنا بدأت الحكومة البريطانية فى وضع مزيد من الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعى التى تعلم الإرهابيين صناعة القنابل، ولذا لم يكن أمامهم فى العملية الأخيرة إلا طعن الناس بالسكاكين أو صدمهم بالسيارات.

عقب الحادث الأخير أوقفت الشرطة البريطانية حوالى 20 شخصا وليس 20 ألفا، ولم توسع دائرة الاشتباه فتطال أبرياء نتيجة الاستسهال وانعدام الكفاءة، ولم تخلط بين محاربة الإرهاب ومحاربة الرأى الآخر، فالصراع بين حزبى المحافظين والعمال لم يختفِ، واختلاف الآراء حول سبل مواجهة الإرهاب ظل حاضرا فى عالم السياسة والصحافة، والاعتراف بالثغرات والسلبيات وأوجه القصور كان نقطة الانطلاق فى التعامل مع حادث مانشستر، وكلها أسئلة تتعلق بالمعلومات الاستخباراتية عن خروج ودخول الإرهابى سلمان عبيدى إلى بريطانيا قادما من ليبيا وكيف صنع المتفجرات؟

فى الوقت نفسه فقد كان هناك تقدير واضح للكفاءة المذهلة التى تعاملت بها الشرطة البريطانية مقارنة حتى بنظرائها الأوروبيين مع الحادث الإرهابى الأخير، فقد وصلت لمكان الحادث وتعاملت مع الإرهابيين فى 8 دقائق وهو رقم قياسى بكل معنى الكلمة مقارنة بما جرى فى جرائم باريس، كما أنها نجحت فى قتل الإرهابيين الثلاثة رغم وجودهم وسط الناس وأصابت شخصا واحد فقط، وهو أمر يعكس تدريبا وكفاءة عالية.

سيظل الإرهاب موجودا فى البلاد الديمقراطية وبلادنا غير الديمقراطية، ولكن على الأقل يجب أن تكون مواجهة الإرهاب أكثر مهنية واحترافية، فلا يجب اعتقال مئات الأبرياء أو المعارضين واتهامهم بالإرهاب، ولا اعتبار الشعب خارج معادلة الحرب على الإرهاب، كما يجب أيضا التعامل مع البيئة الحاضنة للإرهاب ودوافعه المختلفة لا الاكتفاء بقتل الإرهابيين وترك المناخ الذى يفرزهم.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 05:40 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهنية التي نريدها المهنية التي نريدها



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab