تحية لمجلس الدولة

تحية لمجلس الدولة

تحية لمجلس الدولة

 العرب اليوم -

تحية لمجلس الدولة

بقلم : عمرو الشوبكي

نادرا ما تعترف مؤسسة من مؤسسات الدولة بأخطائها، خاصة إذا كانت مؤسسة كبرى أو سيادية، وكثيرا ما سمعنا عن جمل من نوع: حتى لا تفقد المؤسسة ثقة الناس فيها، أو تهتز معنويات العاملين بها، ونجد الكبر والمراوغة وعدم الاعتراف بالخطأ سمة عامة فى حال الحديث عن فساد أو سوء إدارة.

ولعل ما فعله مجلس الدولة عقب إلقاء رجال هيئة الرقابة الإدارية القبض على أحد موظفى المجلس كان محترما وشفافا ونزيها حين أعلن بشكل واضح ومباشر إنه لا يتستر على فساد ولا فاسدين.

وكان مجلس الدولة قد أعلن قبول استقالة المستشار وائل سعيد شلبى، أمين عام المجلس، والمتحدث الرسمى، على خلفية وجود شبهة تورطه فى قضية الرشوة المتهم فيها جمال اللبان مدير المشتريات والتوريدات بالمجلس، والذى ألقى القبض عليه وفقا لتحريات هيئة الرقابة الإدارية التى كشفت تورطه وآخرين فى ارتكاب جريمة تلقى رشوة من إحدى الشركات لإرساء عطاء عليها بالمخالفة للقانون.

وقرر المجلس، فى بيان له، اختيار المستشار فؤاد عبدالفتاح محمد عبدالرحيم، نائب رئيس مجلس الدولة، للاضطلاع بمهام أمين عام مجلس الدولة خلفًا لشلبى.

وقام المجلس بتشكيل لجنة برئاسة المستشار ياسر الكردينى، نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية ممثل عن وزارة المالية، وممثل عن الجهاز المركزى للمحاسبات، وبعض العاملين بإدارة التفتيش الإدارى بمجلس الدولة، لفحص كل المستندات الخاصة بجميع العقود التى أبرمها مجلس الدولة خلال السنوات الخمس الماضية، للوقوف على مدى مطابقتها للقانون، وأكد مجلس الدولة فى بيانه أنه لا يتستر على أى فساد أو فعل يشكل مخالفة للقانون مهما كان من ارتكبه.

ما جرى فى الحقيقة هو جانب مضيء من صورة ليست وردية تمر بها مصر، فالبعض لايزال يعتبر أن اكتشاف فساد فى مؤسسة هو فرصة لاصطيادها أو النيل منها، والحقيقة أنه لا توجد مؤسسة فى مصر وربما فى العالم ليس بها فساد ولكن مشكلتنا فى التستر على الفساد، أو محاسبة من يواجه الفساد بدلا من محاسبة الفاسدين، أو الكشف عن الفساد حسب الأهواء والحسبة السياسية، وإذا كرمنا الله بمؤسسة سيادية تواجه الفساد فعادة ما يكون بعيدا عن المؤسسات الحساسة والكبيرة، وإذا قامت بعملها وضبطت فسادا فى مؤسسة كبيرة وأحد حصون العدالة، فإن البعض يعتبرها فرصة لتصفية حسابات لا محل لها من الإعراب مع هذه المؤسسة، أى مجلس الدولة.

يحسب لمجلس الدولة أنه لم يتستر على مستشار حامت حوله شبهات فساد (سيحسمها القضاء) وطلب منه تقديم استقالته، وهو موقف مشرف لحراس العدالة فى مصر.

والمؤكد أن ما قام به مجلس الدولة يفتح الباب أمام كسر نظرية أن الكشف عن حالة فساد أو أكثر يمثل إهانة للمؤسسة التى يعمل فيها الفاسد، والحقيقة هى العكس تماما، فأى مؤسسة مهما علا شأنها فإن قوتها واحترام الناس لها متوقف على قدرتها على الاعتراف بأخطائها ومراجعتها، لا التستر عليها بالكبر أو الحجج الملتوية.

مصر تحتاج بجوار جهود الرقابة الإدارية فى محاربة الفساد إلى منظومة جديدة تحارب الفساد من داخل كل مؤسسة، ومعايير جديدة ومنضبطة فى اختيار الموظف العام وكيفية تصعيده، وحتى نصل إلى ذلك فجهود الرقابة الإدارية فى مواجهة الفساد مقدرة، وتعامل مجلس الدولة مع اتهام أحد مستشاريه بالتورط فى فساد تعامل محترم، فيه اعتراف بالخطأ، ورسالة نتمنى تعميمها على كل المؤسسات، سيادية وغير سيادية، كبيرة أو صغيرة.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 05:40 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية لمجلس الدولة تحية لمجلس الدولة



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab