نصف قرن على هزيمة يونيو

نصف قرن على هزيمة يونيو

نصف قرن على هزيمة يونيو

 العرب اليوم -

نصف قرن على هزيمة يونيو

بقلم : عمرو الشوبكي

فى مثل هذا اليوم يكون قد مر 50 عاما بالتمام على ذكرى هزيمة 5 يونيو 1967 والتى شهدت أكبر انكسار عسكرى وسياسى لثلاثة جيوش عربية مجتمعة فى مواجهة إسرائيل ودفعت مصر الثمن الأكبر لتك الهزيمة لأنها امتلكت الجيش العربى الأكبر والقائد العربى الأهم والأنزه والأكثر شعبية فى تاريخ العرب الحديث.

يقينا نكسة يونيو كما سماها الإعلام المصرى كانت قاسية لأنها كسرت معها حلم جيل كامل من الشباب المصرى والعربى آمن بقيادة عبدالناصر ومشروعه السياسى وانتظر أن تحرر فلسطين من البحر إلى النهر، فوجد أراضى 3 دول عربية احتلت فى ساعات ومنها القدس.

والحقيقة أن البعض تعامل مع هزيمة يونيو باعتبارها هزيمة لمشروع عبدالناصر التحررى والبعض الآخر نظر إليها باعتبارها نتيجة غياب الديمقراطية وسيطرة الحزب الواحد، والبعض الثالث حمل القيادة العسكرية وحدها مسؤولية الهزيمة وبرأ عبدالناصر.

والواقع يقول إن هزيمة أى دولة عسكريا واردة ومسؤولية عبدالناصر عن يونيو مؤكدة، إلا أنه لا يوجد رابط بين طبيعة النظام السياسى والهزيمة العسكرية، فروسيا انتصرت فى الحرب العالمية الثانية رغم أن نظامها كان شيوعيا استبداديا ولم يكن ديمقراطيا، وألمانيا النازية انتصرت فى البداية وخسرت فى النهاية نتيجة توسيع «جبهة الأعداء» وساحات الحروب وليس بسبب غياب الديمقراطية، وهزيمة 67 تتحملها أساسا القيادة العسكرية ومعها أيضا القيادة السياسية ليس بسبب غياب الديمقراطية ولا بسبب أن استقلال مصر ومحاربة الاستعمار وتأميم قناة السويس كانوا من أسباب الهزيمة كما يرى بعض «عديمى الوطنية» إنما بسبب سوء الإدارة السياسية والعسكرية.

فدولة عبدالناصر المدنية التحريرية الاشتراكية (التى لم تخل من سلبيات وعيوب كثيرة) لم تستطع أن تسيطر على دولة عبدالحكيم عامر العسكرية وظلت مصر دولة برأسين أحدهما مدنية يقودها ناصر وأخرى عسكرية يقودها عامر ولو كانت دولة الأول هى التى قادت وسيطرت على الثانى مثلما جرى فى نظم غير ديمقراطية كثيرة لربما لم تحدث الهزيمة.

تصوير الهزيمة على أنها هزيمة كاملة لمشروع عبدالناصر السياسى أمر مجاف للحقيقة، ولكنها بالتأكيد كانت هزيمة لنمط فى الحكم وإدارة الدولة غابت عنه الشفافية والمساءلة، وتصور فيها البعض أن الشعارات السياسية يمكن أن تغنى عن معانى الاحتراف والمهنية، والحاجة إلى جيش مهنى محترف وتحالفات دولية قادرة على مساعدة بلد مثل مصر على صنع النصر.

حسابات يونيو وأزمتها أنها تصورت أن الإنجازات الداخلية الحقيقية قادرة على إخفاء أسباب الهزيمة وأن الشعارات التى رفعتها ثورة يوليو وعبدالناصر يمكنها أن تحل مكان الأداء الفنى والمهنى، فى حين أن الواقع يقول إن أى نظام سياسى ناجح ليس مجرد مجموعة شعارات وعناوين كبرى إنما هو مجموعة تفاصيل فى الإدارة المدنية والعسكرية، وهنا كان مكمن الفشل وسبب الهزيمة.

المؤكد أن 5 يونيو 1967 كان يوما أسود فى التاريخ العربى المعاصر، ولكنه أيضا كان نقطة تحول تعلمت فيها مصر معنى مراجعة أخطائها، ولم يكابر زعماؤها فى الاعتراف بالهزيمة، إنما كانوا هم طريق العبور إلى النصر فى أكتوبر 1973.

علينا أن نتعلم كثيرا من العبر والدروس من هذا اليوم بالحديث عنه فهو أمر لا ينتقص منا إذا كنا نرغب فى بناء مستقبل أفضل قائم على الشفافية وعدم إخفاء الأخطاء والهزائم حتى نتعلم منها ولا نكررها.

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف قرن على هزيمة يونيو نصف قرن على هزيمة يونيو



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab