شهداؤنا وتاج راسنا

شهداؤنا وتاج راسنا

شهداؤنا وتاج راسنا

 العرب اليوم -

شهداؤنا وتاج راسنا

بقلم : عمرو الشوبكي

ذهبتُ أمس الأول بصحبة د. ماجد ظريف والأستاذ علاء سمير لتقديم واجب العزاء فى الشهيد محمد حسن الذى قتلته يد الإرهاب الغادرة فى سيناء الأسبوع الماضى.

أعرف والده منذ انتخابات 2012، استقبلنا فى صمت وهدوء، وتحدث عن ظروف استشهاد ابنه الذى تخرج فى الكلية الحربية منذ 80 يوماً، وكان نموذجا للإخلاص والتضحية، ورحب وربما سعى للذهاب إلى رفح لأنه يحمل قناعة حقيقية أن استشهاده شرف.

لا يشعر الكثيرون بالمعنى الحقيقى لكلمة شهيد إلا حين يقابل أهله وذويه، ويرى بنفسه السَّكينة التى هم فيها، وتقبل قضاء الله وقدره، حتى لو كان فراق الأحباب، أبناء وإخوة وأزواج، صعباً إلا أن الموت شهيداً يخفف الكثير من الآلام.

صافحت اثنين من زملائه الموجودين على الجبهة، وهو تعبير واقعى لا يتعلق فقط بمفردات جيلنا أثناء حروبنا ضد إسرائيل، لأن ما يجرى فى سيناء هو حرب حقيقية أبطالها هؤلاء الشباب والمقاتلون، وأشعرونى بأنهم مصرون على الثأر لمحمد، وأن خوفنا نحن من أخطار محيطة أو قلقنا من أمور قد تبدو صغيرة أمام ما يتعرضون له كل يوم من أخطار يدل على أن هؤلاء الرجال لديهم إيمان بشىء أسمى منا جميعا، بأن حربهم ضد الإرهاب هى حرب مقدسة، وأن الموت الذى يخشاه الجميع لا يخافون منه دون أن يعنى ذلك السعى إليه أو إلقاء النفس فى التهلكة، كما قال الله سبحانه وتعالى فى سورة البقرة: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين».

معركتنا مع الإرهاب لها وجهان، اتفق عليهما الجميع حتى لو لم يتم التنفيذ، الأول عسكرى وأمنى لا بديل عنه ولا رحمة فيه مع كل من يحمل السلاح ضد الدولة وجيشها وشعبها، والثانى تنموى واجتماعى وسياسى، وهذا فى الحقيقة لايزال غائباً حتى لو كانت هناك نوايا طيبة وإرهاصات أولى لمشاريع تنمية سيناء.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست فقط مع العصابات الإجرامية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء وتقتل رجال الجيش والشرطة، إنما مع البيئة الاجتماعية المحيطة التى جعلت انتشاره واقعاً حقيقياً، وهذه البيئة قد تكون مظالم سياسية أو مجتمعية أو علاقة ثأرية مع الدولة أو تضامنا قبلياً وعائلياً، كل هؤلاء قد يغمضون أعينهم عن الإرهاب أو يتواطأ بعضهم معه.

لا يوجد مجتمع عانى من الإرهاب إلا وسأل نفسه السؤال البديهى: لماذا هناك إرهابيون؟ فهذا سؤال يطرحه الغرب الديمقراطى حين صُدم بانضمام آلاف من مسلميه إلى تنظيم داعش الإرهابى، وسؤال طُرح فى الجزائر عقب «عشريتها السوداء» (مقصود بها عقد التسعينيات) التى راح ضحيتها 100 ألف مواطن نتيجة الإرهاب، وقامت الدولة بمبادرات كثيرة لفصل البيئة الاجتماعية الحاضنة فى المناطق الجبلية عن العناصر الإرهابية، فسهلت من مهمة الجيش والشرطة فى حصار الإرهابيين والقضاء عليهم.

فى مصر المطلوب أن تكون معركة الجيش والشرطة مع عناصر الإرهاب فقط، أما المجتمع الذى فرضت الدولة عليه كثيراً من القيود فعليها أن تتركه قليلاً ليستمع على الأقل لمشاكل أهالى سيناء من شيوخ قبائل إلى الشباب الغاضب، والعمل على حل المشاكل الجسيمة التى يعانى منها الواقع السيناوى.

لقد وقف أهالى سيناء مع الجيش والدولة فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى رغم المغريات الكثيرة، والآن صارت معركتنا هى كيف نفصل مليون مواطن يعيشون على أرض سيناء عن عناصر التكفير والإرهاب، ونسهل بذلك من مهمة الجيش والشرطة فى القضاء عليهم، ونوقف نزيف الشهداء المستمر.

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهداؤنا وتاج راسنا شهداؤنا وتاج راسنا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا
 العرب اليوم - السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab