مشكلة فكرية أم اقتصادية

مشكلة فكرية أم اقتصادية

مشكلة فكرية أم اقتصادية

 العرب اليوم -

مشكلة فكرية أم اقتصادية

بقلم : عمرو الشوبكي

فى بعض الأحيان أشعر بالحرج حين تصلنى رسالة من قارئ ليست مهنته الكتابة، ولكنه يكتب ربما أفضل من كثير من «الكتاب» ويطرح فكرة مهمة جديرة بالمناقشة، ومع ذلك أضطر أن أضع اسمى على عنوان المقال رغم أن الدكتور عمرو فياض هو صاحب الفكرة والرسالة/ المقالة، وهذا نصها:

السيد المحترم الدكتور/ عمرو الشوبكى..

تحيه طيبه وبعد...

أكتب لكم لما لمسته لديكم من قلق فى مقالتكم التى أحرص على متابعتها، على أحوال بلدنا التى يتغنى الجميع بحبها.

أنا طبيب وأستاذ جراحة المسالك البولية بكلية الطب جامعة القاهرة، وقد بدأت أشعر بالقلق الشديد والإحباط على ما سارت إليه الأمور فى السنوات الأخيرة.

السؤال الذى يدور فى ذهن الجميع هو: هل سبب التدهور المستمر فى أحوال البلاد هو تدهور الأحوال الاقتصادية؟ هل لو تم اكتشاف البترول والذهب والغاز بمصر ستتحسن الأحوال؟

إن مصر تعانى من مشكلة فكرية أكثر منها مشكلة اقتصادية. إن كلمة السر لعلاج المريض هى التشخيص الصحيح للمرض. فان دولة كمصر بها ثلث آثار العالم، وبها إحدى عجائب الدنيا السبع وبها نهر النيل وبحار، وأهم من ذلك كله بها ما يقرب من مائة مليون نسمة، أكثر من 40% منهم من الشباب لا يمكن أن تكون دوله فقيرة.

هل ذهبت مؤخرا إلى المتحف المصرى؟، إلى الأهرامات؟، إلى حديقة الحيوان؟، هل ذهبت إلى أى مصلحة حكومية؟ هل قدت السيارة على الطريق الدائرى أو المحور أو أى طريق فى الخامسة مساء؟، إن السمة الرئيسية التى تحكم الشوارع بمصر هى العشوائية وغياب القانون والفساد. هل إذا أردت أن تقضى أى مصلحة خاصة، فى أى مصلحة حكومية، هل تذهب وحدك دون الاتصال بالمعارف والأصدقاء؟، ما هى معايير التعيين بالخارجية والقضاء؟

إن الوضع الذى نحن فيه لم يعد يسمح بالتجربة والحل ليس فى تغيير أشخاص أو فى تعديل وزارى إنما يكمن الحل فى تغيير السياسات، ويجب أن تكون معايير الاختيار لمن يملك رؤية واضحة وقدرة على التغيير.

فمثلا عندما نتغنى جميعا بأن التعليم بمصر مجانى، وأن التعليم كالماء والهواء، هل هذا صحيح؟.. هل فى الوقت الحاضر التعليم بمصر بالمجان؟، هل تعليم الطب والهندسة وعلوم الجيولوجيا والفضاء كالماء والهواء؟.. إن التعليم الإلزامى حتى نهاية المرحلة الإعدادية واجب الدولة نحو المواطنين، وبعد تلك المرحلة يجب أن تتوسع الدولة فى التعليم الفنى، وعلى الجامعات أن تلتزم بتقديم منح للمتفوقين والنابغين من غير القادرين.

هل إنشاء مؤسسة التأمين الصحى وما يتبعها من مستشفيات أدى إلى تحسين الخدمة الصحية للمواطنين؟ هل يمكن أن تقوم الدولة بإنشاء المستشفى وإدارتها وتوفير ما يلزم من دواء    1

وأجهزة حديثة ورعاية مركزة وغرف عمليات مجهزة وتوفير رواتب لأطباء مدربين وأجهزة معاونة من تمريض وفنيين وخبراء إدارة مستشفيات لعلاج ما يقرب من خمسين مليون شخص بالمجان؟.. أم أن تتبع الدولة مبدأ أن يكون لكل فرد تأمين صحى، وأن تقوم جهة العمل التى يعمل بها بعمل تأمين صحى لكل العاملين بها على أن يتم خصم نسبة من الراتب للتأمين الصحى، وينطبق هذا على العاملين بالقطاع العام أو الخاص. وعلى الدولة أن تقوم بعمل عقود إيجارية لفترات طويله لإدارات قوية ومؤهلة للمستشفيات التابعة لوزارة الصحة    1 وتستغل العائد بعمل تأمين صحى لكل الذين لا يقدرون على العمل أو لا يعملون، وبذلك تتحول وزارة الصحة    1  إلى جهة رقابية تراقب عمل المستشفيات وشركات التأمين والأدوية وتقوم بسحب التراخيص من أى جهة مقصرة.

لا أريد أن أطيل عليك ولكن الإحباط الذى بدأ يتسلل إلى النفوس هو الذى دفعنى للكتابة من شخص يتمنى أن يرى بلاده فى المكانة التى تستحقها وسئم من التفاخر بأننا أحفاد الفراعنة وبناة الأهرام.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة فكرية أم اقتصادية مشكلة فكرية أم اقتصادية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab