بقلم - مصطفى الفقي
لا أدعى أننى أعرف وزيرة البيئة ياسمين فؤاد عن قرب، ولكنى تابعت الأداء الرصين الذى تقوم به تلك الوزيرة فى مناسبات مختلفة، وعرفت أنها ابنة لإعلامية مرموقة تعمل فى صحيفة الجمهورية.
وأن وزيرة البيئة قد قطعت طريقًا طويلًا منذ تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وسافرت للولايات المتحدة الأمريكية لتحصل على الدرجة العلمية العليا بتشجيع كبير من أمها التى أدركت أن الاستثمار فى التعليم أعلى من كل ما عداه، وقد عملت الوزيرة فى جهاز حماية البيئة لعدة سنوات اكتسبت فيها خبرات واسعة.
وأحالت وزارة البيئة بالعدد القليل من العاملين فيها إلى خلية نحل يبرز دورها فى المهام الصعبة والظروف التى تحتاج فيها مصر إلى معرفة كل الأوبئة التى تحيط بها لكى تحد من التلوث بكل أنواعه، وأبلت هذه الوزيرة بلاءً حسنًا متعاونة مع وزير الخارجية اللامع السفير سامح شكرى.
وذلك فى فترة إقامة مؤتمر قمة المناخ فى مدينة شرم الشيخ عام 2022، ولقد جاءت المناسبة التى بلورت فيها رأيى عن هذه الوزيرة المثيرة للإعجاب والاحترام معًا عندما دعانى الصديق أحمد الفضالى سفير النوايا الحسنة والشخصية المعروفة على مسرح الحياة العامة من خلال رئاسته لجمعية الشبان المسلمين التى تطورت بشكل إيجابى رائع.
وأصبحت تحمل اسم جمعية الشباب العالمية، وتحتوى الجميع بلا تمييز أو تفرقة، حتى إن رئيس جمعية الشبان المسيحية كان يجلس بجانبى أثناء الاحتفال بالوزيرة وإلقاء كلمتها، وأكثر ما لفت نظرى بشدة هو أن الوزيرة تتصرف بتلقائية وعفوية، وهى من صفات العلماء، كما أنها تركز بشدة فى عملها ولا أظن أنها تهتم كثيرًا بأن تكون وزيرة أو لا.
فخدمة الوطن والاهتمام بتخصصها فى العمل هما كل رصيدها الذى تعمل فى إطاره، ولا يبدو فى شخصيتها ذرة ادعاء أو تظاهر، فكانت محل حفاوة الجميع وفى مقدمتهم صاحب الدعوة الأستاذ أحمد الفضالى الذى يجلس على المقعد الذى تبوأه من قبل الدكتور عبد الحميد سعيد، واللواء صالح حرب باشا، والضابط الثائر إبراهيم الطحاوى، والشيخ أحمد حسن الباقورى، وحسن عباس زكى وغيرهم ممن لحقوا بالرفيق الأعلى.
ولم يبق من تلك السلسلة الذهبية إلا الإمام العالم أحمد عمر هاشم أمد الله فى حياته، وقد كانت الوزيرة طوال الاحتفال نموذجًا للتواضع وهى تنسب الفضل لغيرها رغم أنها بذلت جهودًا ووضعت وزارة البيئة على الخريطة بعد أن كان الاهتمام بها محدودًا فى سنوات سابقة.
كما أن دورها فى قمة المناخ بشرم الشيخ سوف يبقى فى ملف خدمتها للوطن أمرًا يستحق العرفان والتقدير، إنها بحق وزيرة طبيعية لا يضيف إليها المنصب ولكنها هى التى تعمل من أجل رفع شأن مصلحة الوطن فوق كل المظهريات، إنها نموذج لسيدة مصرية من بيت طيب استطاعت أن تشق طريقها اعتمادًا على جهدها وتشجيع والدتها حتى أصبحت شيئًا مذكورًا.
تحية لوزيرة بلا رتوش تبدو كالزهرة فى بوتقة الوزيرات اللاتى يمثلن المرأة المصرية فى مجلس الوزراء، ويعبرن بشفافية عن مصر الأمل والمستقبل فى ظل ظروف شديدة الحساسية بالغة التعقيد والله غالب على أمره، فالكنانة أرض ولادة وها نحن اليوم نقدم ابنة بارة هى الوزيرة د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لكى تكون قدوة للشباب والشابات فى أنحاء الوطن المصرى العريق.