هل نكره إيران والإيرانيين

هل نكره إيران والإيرانيين؟

هل نكره إيران والإيرانيين؟

 العرب اليوم -

هل نكره إيران والإيرانيين

عماد الدين أديب
بقلم : عماد الدين أديب

للأسف الشديد، تعمق فى نفس الرأى العام الإيرانى أن العالم، وأن الغرب وأن العالم العربى، وأن السنة، لديهم «كراهية ثابتة» ضد إيران.

والدارس للتاريخ والمطلع على الحقائق والوقائع يعلم أننا كعرب ليس لدينا حالة كراهية أو شعور بالتناقض مع الشعب الإيرانى.

سياستنا مع إيران ليست مشكلة قومية عربية ضد قومية فارسية، أو مذهب سنى ضد مذهب شيعى، وليست معتدلين ضد متشددين.

إنه خلاف سياسى بالدرجة الأولى قبل أن يكون خلاف هوية، أو مذهب أو قومية.

إنه خلاف بين دولة لها نظام حكم، وهو القائم على مبدأ حكم الولى الفقيه، وهو النظام الوحيد فى العالم الذى ينص فى دستوره على هذا المبدأ من ضمن 212 نظاماً فى العالم المعاصر.

خلافنا مع نظام الحكم فى طهران، وليس مع أشقائنا الإيرانيين.

نحترم حق إيران فى أن تصبح قوة عسكرية، وأن تسلح نفسها، شريطة أن يكون هذا التسلح للدفاع الشرعى عن حدودها وليس للقيام بالمغامرات فى أراضى جيرانها.

خلافنا ليس لأن البعض فى إيران اختار المذهب الشيعى، أو أن غالبية المواطنين هناك ينتمون إلى الطائفة الشيعية الكريمة.

خلافنا أن من يحكم إيران على طريقته ورؤيته ومذهبه يريد تصدير ذلك لنا، وفرضه بالقوة بجميع أشكالها، بدءاً من «المال السياسى» إلى السلاح، وصولاً إلى السعى لقلب أنظمة الحكم.

خلافنا أن من يحكم فى طهران لا يكتفى بأن يمارس سيادته داخل حدود بلاده، لكنه يسعى إلى التدخل فى شئون الغير وعدم احترام اختيارات جيرانه.

القارئ للتاريخ يعلم أن إيران مهد مدارس الفكر والفنون، ومصدر صناعة السجاد، وتجارة اللؤلؤ، والفستق والبهارات.

لا يمكن أن نكره إيران التاريخ، والجغرافيا، والحضارة، وعلاقات التمازح الثقافى والمصاهرة والنسب، بالذات مع العراق وسوريا ودول الخليج العربى.

لا يمكن أن نكره إيران (82 مليون نسمة)، إحدى أكبر الدول الإسلامية المؤثرة فى العالم الإسلامى، وصاحبة المساحة الجغرافية رقم 18 فى جغرافية العالم؟

لا يمكن أن نكره إيران صاحبة ثانى أكبر مخزون للغاز فى العالم ورابع أكبر احتياطى للنفط العالمى.

نحن فقط نرفض تماماً أن يُفرض علينا نظام حكم من الخارج، سواء كان من طهران أو واشنطن أو أنقرة أو تل أبيب.

نحن لا نسعى لقب نظام الحكم فى إيران من الداخل أو الخارج، لأننا نؤمن بأن كل شعب هو وحده مصدر السلطات، وهو صاحب القرار فى اختيار حكامه.

نحن أمة مسالمة، نضع فى أولوياتنا إعادة النهوض الاقتصادى الغائب وليس انتظار عودة الإمام الغائب.

من حق إيران وشعبها أن تختار ما تراه لنفسها فكرياً وسياسياً ومذهبياً، شريطة ألا تحاول فرضه علينا بالقوة.

نحن لا نريد النموذج الإيرانى فى الحكم ولا فى التنمية ولا فى العلاقات الدولية، خاصة أنه نموذج لم يثبت نجاحه فى أى مجال من المجالات، بدليل الثورات الشعبية المكتومة من الشعب الإيرانى نفسه، والتى يتم قمعها بالقوة المسلحة.

نقول للأشقاء فى إيران رسالة: نحن لا نكرهكم، ولكن نكره تدخلاتكم فى شئوننا، وسنكون أسعد الناس لو جنحتم للسلم، واحترمتم سيادة وسلامة جيرانكم.

هل وصلت الرسالة؟!

رحم الله الإمام «شمس الدين التبريزى» الذى كتب: «لا يوجد فرق كبير بين الشرق والغرب، ولا بين الشمال والجنوب، فمهما كانت وجهتك فيجب أن تجعل الرحلة التى تقوم بها فى داخلك».

 

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نكره إيران والإيرانيين هل نكره إيران والإيرانيين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab