بقلم - عماد الدين أديب
يصعب على عقلي المحدود المتواضع المسكين أن يفهم تصريحات المسؤولين الأمريكيين خلال الأيام القليلة الماضية.
وحتى لا أكون متعسفاً أو متجنياً على هذه التصريحات، أنقلها لكم، وأترك لعقولكم وضمائركم الحكم عليها:
تصريح جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض أول من أمس:
«إننا مع إسرائيل في استكمال عملياتها في غزة، بعدما رفضت «حماس» الوفاء بعهدها بالإفراج عن السيدات الإسرائيليات في الجولة الأخيرة من المفاوضات»، وعاد وقال: «اتفقنا مع إسرائيل على التخفيف من العمليات العسكرية حتى لا يتأثر المدنيون». وعاد وقال: «وتلقينا تأكيدات بعدم فرض التهجير القسري على الفلسطينيين الموجودين في جنوب غزة».
قبل ذلك بأيام قال وزير الخارجية الأمريكي وهو على سلّم الطائرة إنه «يؤيد حق إسرائيل في استئناف العمليات العسكرية مع مراعاة تخفيض خسائر المدنيين والسماح بدخول المساعدات».
وفي مؤتمر «كوب 28»، وبعد لقائها بالرئيس المصري، قالت نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس: «إن الولايات المتحدة تتفق مع مصر بالرفض الكامل لأي تهجير قسري للمواطنين الفلسطينيين في غزة».
هنا تأتي الأسئلة المنطقية:
1 - هل استمرار الرفض الأمريكي لفرض وقف إطلاق النار الفوري هو استمرار للضوء الأخضر الأمريكي للقتل والإبادة الجماعية والعمليات الوحشية؟
2 - حينما نطلب من إسرائيل التخفيف من خسائر المدنيين ألا يعني ذلك «اقتلوهم ولكن ليس بأعداد كبيرة»؟!
3 - منذ عودة العمليات العسكرية المدمرة عقب الهدن الأخيرة ووصول عدد الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من 10 آلاف شهيد جديد وتدمير مفزع لبيوت ومراكز مدنية في الشمال والجنوب على حد سواء، فهل هذا نوع من القتل السوفت SOFT بالمعايير الأمريكية؟!
4 - حينما يقول الجيش الإسرائيلي في منشوراته وبياناته إن الجنوب هو منطقة آمنة، ثم يستمر القتل الوحشي عليها ليل نهار، ويتم الطلب من النازحين من الشمال إلى الجنوب بنزوح جديد إلى منطقة رفح، أليس ذلك هو الخطوة قبل النهائية لدفعهم إلى سيناء عبر معبر رفح؟
وأخيراً بالنسبة إلى المساعدات لا تزال قوى العالم تشاهد وتتابع سياسة إسرائيل الرافضة والمعطلة والمعرقلة لوصولها إلى النازحين في الشمال والجنوب على حد سواء، دون محاولة فرض أي ضغط ولو إنساني عليها.
والله العظيم لسنا أغبياء، وما يصرح به المسؤولون الغربيون لم يعد ينطلي علينا، وهو عار عليهم أمام محاكم التاريخ والضمير الإنساني.
كيف نصدقهم بعد ذلك وهم يتبنون نظرية القتل «السوفت» لشعبنا في غزة؟!