السودان ومعادلة العسكر والشارع
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

السودان ومعادلة العسكر والشارع

السودان ومعادلة العسكر والشارع

 العرب اليوم -

السودان ومعادلة العسكر والشارع

بقلم:خيرالله خيرالله

لدى السودان ما يكفي من المشاكل والأزمات الداخليّة، كي تعي الطبقة السياسيّة فيه انّ ثمّة حاجة إلى تفادي الوقوع في تجارب الماضي الممتد منذ استقلال البلد في العام 1956. كانت كلّ تلك التجارب خاسرة... هل من يريد ان يتعلّم منها بالفعل، ام تبقى المزايدات والأحلام الوردية، التي لا أساس لها، مهيمنة على المشهد السياسي؟

 يفترض في الطبقة السياسيّة السودانيّة الإبتعاد عن السلبيات والكلام الكبير الخالي من ايّ مضمون كي لا يتعرّض السودان إلى مزيد من الهزات وكي يتفادى مستقبلا مظلما. بكلام أوضح، هناك سؤال في غاية البساطة يختزل الأزمة العميقة التي يمر فيها السودان: هل في الإمكان كسر الحلقة المقفلة التي يدور فيها البلد؟

في النهاية، بعيدا عن الشعارات البراقة التي لا تعني شيئا على ارض الواقع، لا بديل من تعاون بين الطبقة السياسيّة من جهة والقيادة العسكريّة ممثله بعبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) من جهة أخرى. توجد حاجة إلى تعاون وتفاهم بين الجانبين، على ان يعرف كلّ منهما حدوده، من اجل الانتقال إلى مرحلة الخروج من الحلقة المقفلة في بلد يتهيأ فيه جماعة الديكتاتور عمر حسن البشير، بينهم جماعة الأخوان المسلمين، للانقضاض على السلطة مجددا. لا يستطيع العسكر حكم السودان وحدهم ولا يستطيع ممثلو الطبقة السياسيّة اخراج البلد من الحضيض الذي وجد نفسه فيه من دون غطاء العسكر. هذه حقيقة مؤلمة لا مفرّ من التعاطي معها.

سلّم المدنيون السلطة إلى العسكر في العام 1958 نتيجة فشلهم في إدارة السودان وتكريس قيام نظام ديموقراطي قائم على التعددية الحزبيّة. فشل السياسيون الذين اعتقدوا ان العسكر يمتلكون عصا سحريّة. بعد ست سنوات، وبعدما تأكد فشل العسكريين، نزل السودانيون إلى الشارع يصيحون "إلى الثكنات يا حشرات". عاد العسكر بقيادة الفريق إبراهيم عبود إلى الثكنات وتركوا الأحزاب تحكم مجددا. اثبتت الأحزاب فشلها مجددا وسهلت وصول جعفر نميري ومجموعة من الضباط إلى السلطة في العام 1969 في وقت كانت مجموعة من الضباط، على رأسها معمّر القذافي، تقلب النظام الملكي في ليبيا. منذ الإنقلاب على النظام الملكي في ليبيا، لم ير البلد يوما أبيض، تماما كما حصل في العراق عندما أطاحت مجموعة من الضباط الدمويين النظام الملكي في الرابع عشر من تموز – يوليو 1958.

تكفل النميري، الذي لم يكن يتمتع بأي ثقافة سياسية، بالقضاء على كلّ ما هو حضاري في السودان. انتقل من الناصريّة (نسبة إلى جمال عبدالناصر) إلى حليف للإخوان المسلمين وحسن الترابي. إنتهى نظامه بطريقة مخزية. رحل النميري وعاد المدنيون في العام 1985. لم يتمكن هؤلاء من صنع فارق، على العكس من ذلك، تدهور الوضع الاقتصادي في ظلّ فراغ سياسي وفساد سهّلا استيلاء عمر حسن البشير والإخوان المسلمين على السلطة في 1989. بقي البشير، بكل ما يمثله من تخلّف، يحكم السودان ثلاثة عقود. لم يتردّد في الإقدام على ايّ خطوة أو مغامرة من اجل البقاء في السلطة. اعتبر تقسيم السودان امرا طبيعيا. ذهب إلى التقسيم بصراحة ليس بعدها صراحة. قسّم السودان وتخلى عن جنوبه متى شعر انّ ذلك يشكّل ضمانة لبقائه في السلطة. كذلك لم يجد حرجا في ارتكاب مجازر في دارفور مستخدما ميليشيا الجنجويد في تعبير واضح عن مشاعر ذات طابع عنصري. اخرجه تحرك شعبي من السلطة في العام 2019، لكنّ ما لا مفرّ من الإعتراف به أنّ ذلك كان بدعم من عدد من كبار الضباط الذين تصرفوا بحكمة عندما رفضوا مجاراة عمر حسن البشير في قمع الشعب السوداني المنتفض. وفّر العسكر الحماية للمواطنين ووضعوا البشير في السجن. تفادوا حمّام دمّ كان البشير مستعدا له!

ما العمل الآن؟ العسكر عاجزون عن حكم السودان ولكن لا قرارات كبيرة يمكن اتخاذها من دون غطاء منهم. في المقابل، لم تستطع القوى السياسيّة إثبات قدرتها على معالجة أي مشكلة. حسنا، تريد هذه القوى عودة العسكر إلى الثكنات. تتجاهل أنّ السودان في العام 2022 ليس السودان في العام 1964. مشاكل البلد اكثر تعقيدا واتساعا في بلد يواجه أزمة اقتصادية عميقة وأزمة العلاقات الصعبة والمعقدة مع اثيوبيا. ليس صحيحا ان لا حاجة لدى الطبقة السياسية والقوى السياسية للعسكر. كذلك، ليس صحيحا ان العسكر في السودان يستطيعون الإستغناء عن الشارع السوداني والقوى التي تتحكم بالشارع. العسكر يكملون القوى السياسية التي تكمل بدورها العسكر. لا غنى لأي طرف من الطرفين عن الآخر. على سبيل المثال وليس الحصر، هل توجد قوّة سياسيّة معيّنة في السودان قادرة على التفاوض مع سياسي محنك ومراوغ من طينة رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي احمد؟

التقى الفريق البرهان آبيي احمد، قبل ايّام، في نيروبي. في حال ترك الأمر للسياسيين أو ممثلي الأحزاب السودانية، لكان هؤلاء في حاجة إلى أسابيع او اشهر من اجل اتخاذ قرار بلقاء رئيس الوزراء السوداني او عدم لقائه... والعثور على شخصية تستطيع التفاوض معه.

يحتاج السودان في هذه المرحلة إلى من يتخذ قرارا. هناك قضايا مهمّة، بعضها مرتبط بالسياسة الخارجية وعلاقة السودان بمحيطه في حاجة إلى قرار حاسم. من الضروري العثور على صيغة تفاهم بين المدنيين والعسكر. سهّل البرهان ذلك في مداخلته الأخيرة التي ابدى فيها استعدادا لإبتعاد العسكر عن السياسة ولكن من دون غياب تام عن المشهد السوداني.

من الواضح انّ الضباط السودانيين ليسوا ملائكة، لكنّ الأكيد انّهم يدركون الحاجة إلى تغطية شعبية مصدرها الشارع. كيف العمل من اجل إيجاد معادلة تحمي السودان من طموحات العسكر وتحمي في الوقت ذاته العسكر من سذاجة الطبقة السياسية السودانية التي ترفض قراءة تاريخ البلد المهدد بانهيار اقتصادي، وهو تاريخ ممتد بين 1956 و2022؟

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان ومعادلة العسكر والشارع السودان ومعادلة العسكر والشارع



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab