أصدقاء سوريا في المربع الأول

أصدقاء سوريا في المربع الأول!

أصدقاء سوريا في المربع الأول!

 العرب اليوم -

أصدقاء سوريا في المربع الأول

طارق الحميد

على الرغم من انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا في لندن، إلا أن الواضح هو أننا ما زلنا في المربع الأول، على المستوى الدولي، حيث لا يزال الحديث حول ضرورة توحيد المعارضة، ولا يزال الأسد يؤكد أنه سيترشح في الانتخابات القادمة، كما لا يزال الجدال مستمرا حول جدوى حضور إيران لمؤتمر «جنيف 2» من عدمه. كل ذلك يعني أن الإشكالية تجاه التعامل مع الأزمة السورية ما زالت نفسها، والتي تتلخص في غياب الرؤيا والقيادة الدولية، فما تعانيه المعارضة اليوم هو نفس ما كانت تعانيه منذ اندلاع الثورة، حيث لا دعم دوليا حقيقيا على مستوى التسليح، وانعدام التعامل الجاد مع جرائم الأسد، وآخرها مجزرة الكيماوي، التي لم ينتج عنها أي عقوبات دولية حقيقية، بحق الأسد، سواء عبر مجلس الأمن، أو من خلال المجتمع الدولي، وبعد كل ذلك تتم مطالبة المعارضة بالحضور إلى «جنيف2» ودون ضمان رحيل الأسد، وهو ما يعرض المعارضة للانهيار ككل، حيث ستفقد مصداقيتها إن فعلت ذلك، وستبدو وكأنها شريكة للأسد! وبالنسبة للنقاش حول جدوى حضور إيران لمؤتمر «جنيف2» من عدمه فإنه أمر محير فعلا، فبدلا من أن يطلب من إيران، على الأقل، سحب ميليشيات حزب الله من الأراضي السورية، ووقف قتالها دفاعا عن الأسد، يتم الحديث عن دعوة إيران لـ«جنيف2»، وهو ما يعني منح طهران صلاحيات، ونفوذ، في سوريا لا تستحقه، وليس هناك ما يبرره، والمنطق السياسي الاستراتيجي، والذي يخدم الجميع، يقول إنه من مصلحة المنطقة وأمنها سقوط نظام الأسد لقطع يد إيران بالمنطقة، وليس تسليمها سوريا بعد أن تم تسليمها العراق، خصوصا وأن إيران جزء من الأزمة في سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن، وحتى البحرين، فكيف تدعى إلى المؤتمر الدولي الخاص بسوريا؟ هل لتقوم طهران بتتويج تدخلاتها غير الشرعية هناك من خلال الفوز بحصة من الكعكة السورية، هذا إذا بقي في سوريا كعكة أصلا؟ ولذا فإن كل ذلك يقول إننا لازلنا في المربع الأول سياسيا على المستوى الدولي، لأن هناك أزمة قيادة بالمجتمع الدولي، وهناك الرئيس الأميركي الذي لا يريد فعل شيء مؤثر، مما يعوق كل الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا، لفعل شيء ملموس، وإلى اليوم فإنه لا أحد يطلب من المجتمع الدولي إرسال جيوش وطائرات، بل لا يزال المطلب الرئيس هو ضرورة تزويد المعارضة السورية، وتحديدا الجيش الحر، بالسلاح النوعي ليس لدحر الأسد وحسب، بل ولكسر شوكة المتطرفين في سوريا أيضا، والذين سيكونون هم والأسد المستفيدين الوحيدين من التقاعس الدولي. والقصة ليست كما يقول وزير الخارجية البريطاني بأنه يخشى أن ينتهي الحال بالسوريين للاختيار بين الأسد أو المتطرفين، بل إنها أسوأ، حيث بات الخيار اليوم أمام السوريين، والمجتمع الدولي، هو خيار الكيان السوري أو اللا كيان، والسبب بالطبع هو التقاعس الدولي الذي لا يزال في المربع الأول للأسف.  

arabstoday

GMT 07:16 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أميركا والهرب من السؤال الإيراني الصعب…

GMT 07:14 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

غزو برّيّ إسرائيليّ أم طوفان أقصى لبنانيّ؟

GMT 07:05 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«عصابة الماكس» بلا طموح فنى ضحك ولعب وبومب!

GMT 01:58 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

العدوُّ الأول

GMT 01:56 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

حديث استقرار على ضفاف النيل

GMT 01:54 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أدبُ الحجّ وحولَ الحجّ

GMT 01:52 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

السعودية... خدمة الحجاج مجد خالد تالد

GMT 01:50 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل غزة قريبة من نقطة التحول؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصدقاء سوريا في المربع الأول أصدقاء سوريا في المربع الأول



الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ العرب اليوم

GMT 00:32 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

GMT 12:01 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

أرسنال يعلن عن وفاة نجمه السابق كامبل

GMT 03:57 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

قصف روسي على مدينة بولتافا الأوكرانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab