بقلم: وليد خدوري
يستمر ازدياد استهلاك الكهرباء العالمي السنوي، ليسجل الاستهلاك ارتفاعاً 4 في المائة خلال العام الماضي، في ظل زيادة استعمال الكهرباء بالقطاع السكني، باستعمال الأدوات الاستهلاكية الكهربائية في المنازل، وأيضاً ارتفاع الاستهلاك في قطاع الصناعات، وزيادة استعمال آلات التدفئة والتبريد المنزلية، ناهيك عن الاستعمال الزائد للكمبيوتر على الصعيد الشخصي، وفي مراكز الأبحاث التقنية، بحسب «التقرير الإحصائي السنوي 2025 للكهرباء» الصادر الأسبوع الماضي عن وكالة الطاقة الدولية، التي تتوقع استمرار هذه الزيادة الاستهلاكية السنوية حتى عام 2027.
ويتوقع التقرير أن تحصل معظم الزيادة الاستهلاكية الكهربائية في الدول النامية، خصوصاً في الصين، حيث إن الدول النامية ومن ضمنها الصين ستستحوذ على 85 في المائة من الزيادة العالمية حتى عام 2027.
كما يشير التقرير إلى أن نحو نصف زيادة الاستهلاك الكهربائي العالمي في عام 2024 كان مصدره الصين، حيث إن معدل الزيادة بالصين في عام 2024 سجل 7 في المائة، وكذلك في عام 2023. وتتوقع الدراسة أن زيادة الاستهلاك الكهربائي في الصين سترتفع عن 7 في المائة سنوياً حتى عام 2027.
كما تتوقع أن يرتفع الاستهلاك الكهربائي في الهند وبقية دول جنوب شرقي آسيا، نظراً للتوسع الكبير في اقتصاداتها وأسواقها، مقارنة بارتفاع استهلاكي سنوي 5 في المائة خلال الفترة من 2014 إلى 2015. أما في أفريقيا، فالصورة مختلفة كلياً، حيث لا تزال الكهرباء غير متوفرة لنحو 600 مليون نسمة من السكان الأفارقة جنوب الصحراء.
ويفيد التقرير بأن هناك زيادة ملحوظة للتوسع في الصين، حيث إن حصة الكهرباء تشكل 28 في المائة من الطاقة المستخدمة بالبلاد، مقارنة بنحو 22 في المائة بالولايات المتحدة، و21 في المائة بالاتحاد الأوروبي.
ويضيف التقرير أن استهلاك الكهرباء في الصين يفوق النمو الاقتصادي للبلاد منذ عام 2020، مما يدل على سرعة استهلاك الكهرباء بمختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد، وقد ازداد الاستهلاك الكهربائي خلال الفترة من 2022 إلى 2024 نحو 50 في المائة في القطاع الصناعي الصيني، بينما كانت الزيادة الاستهلاكية للكهرباء في القطاعين التجاري والسكني 40 في المائة.
كما أنه من الملاحظ في الصين، زيادة نسبة حصة الاستهلاك الكهربائي الصيني في القطاع الصناعي. وقد تمت تلبية هذا الطلب العالي من الطاقة الشمسية، والبطاريات والسيارات الكهربائية. وتتوقع الدراسة استمرار زيادة استهلاك قطاع الصناعة الصيني للكهرباء، وأن يصبح هذا القطاع المستهلك الأعلى للكهرباء في البلاد. كما تتوقع الدراسة زيادة الاستهلاك الكهربائي الصيني في مجالات المبردات، وزيادة عدد السيارات الكهربائية، وتوسع مراكز الأبحاث الرقمية، حيث إنه من المتوقع مضاعفة عدد مراكز الأبحاث الرقمية الصينية بحلول عام 2027.
وتلاحظ الدراسة أيضاً أنه بينما حافظت معدلات استهلاك الكهرباء في الدول المتقدمة خلال الفترة من 2021 إلى 2024، فإنه من المتوقع أن تشكل نسبتها 15 في المائة من زيادة الطلب الكهربائي خلال الفترة من 2025 إلى 2027. وستعكس الزيادة المتوقعة هذه، بدءاً من عام 2024، التركيز على الاقتصادات المتقدمة والكفاءات المتوفرة، حيث من المتوقع أن ينعكس هذا في زيادة ملحوظة للاستهلاك الكهربائي بالدول المتقدمة.
وفي الولايات المتحدة، ثاني أكبر دولة مستهلكة للكهرباء بعد الصين، ازداد الاستهلاك بنسبة 2 في المائة خلال عام 2024. وتشكل هذه النسبة أعلى زيادة سنوية من نوعها. وستشكل زيادة الاستهلاك الكهربائي في الدول المتقدمة عموماً زيادة في المجموع والاستهلاك الفردي خلال السنوات المقبلة.