والآن السودان

... والآن السودان!

... والآن السودان!

 العرب اليوم -

 والآن السودان

طارق الحميد
بقلم- طارق الحميد

يبدو أنَّ منطقتنا ترتاب من السلم وتأنس إلى الحروب، كأنها تسير وفق هذين البيتين للشاعر الأحيمر السعدي:
عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى
وصوَّتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ
يرى اللهُ إنّي للأنيسِ ِلكارهٌ
وتبغضهم لي مقلة ٌوضميرُ
وهذا ما يحدث في السودان الآن للأسف، ورغم كل الصعوبات التي تواجه المواطنين السودانيين، والتهديد الذي يطال الدولة نفسها، وما تبقى من مؤسساتها، حيث يدور الاقتتال المسلح الآن بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، وهو صراع سلطة، ونقطة على السطر.
نعم هو صراع سلطة أرادت به قوات «الدعم السريع»، وزعيمها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، القفزَ على السلطة بقوة السلاح، وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر فيه لحظة الانتقال السلمي للدولة المدنية، وعلى ما تبقى من أنقاض الدولة العتيدة.
والأكيد أنْ لا أحد يريد استمرار هذا القتال، والسودان وأهله لا يستحقون ذلك بكل تأكيد، خصوصاً أن طبيعة الشخصية السودانية التي نعرفها عربياً هي طبيعة مسالمة، لا تتسم بالعنف، والتأجيج. لكن ذاك شيء، وما يحدث الآن شيء آخر.
اليوم وقع الفأس بالرأس، واندلعت المواجهات العسكرية في السودان بين العسكر، والمعلومات، ورغم زخمها، لكنَّها لا تعكس الواقع، وكما يقال فإن «أولى ضحايا الحروب الحقيقة».
ومنذ انطلاق الرصاصة الأولى في عملية انقلاب «الدعم السريع» هذه، قبل خمسة أيام، وزخم الأخبار يقول لنا إننا أمام دعاية كاذبة، وبشكل صارخ، وللأسف أسهم في انتشارها بعض الإعلاميين على «توتير»، خصوصاً الذين تبنوا الدعاية الخاصة بقوات «الدعم السريع».
والمهم والأهم هنا هو أنه كلما طال أمد هذه المواجهة العسكرية فإنَّ الخاسر الرئيسي هو السودان نفسه ومواطنوه، وكلما زاد التدخل الخارجي فإنَّ الأزمة إلى تفاقم، خصوصاً في عمليات الوساطة السياسية، وتحديداً من الأوروبيين والولايات المتحدة.
ولذلك فلا مناص، ولمصلحة السودان والسودانيين، من انتصار الجيش، وهو أقل الضرر، وصحيح أنَّ انتصار الجيش سيطيل من زهوة الإحساس بالانتصار بالنسبة للعسكر، وبالتالي الرغبة في الحكم، لكن انتصار «الدعم السريع» يعني نهاية الدولة السودانية لمصلحة الميليشيا.
واقع المنطقة وأزماتها المستمرة، وهي من فعل أبنائها أولاً وقبل كل شيء، يحتّم رفض الانقلابات العسكرية واللجوء إلى القوة، كما يحتّم رفض كل الميليشيات، أياً كانت مرجعيتها ومبرراتها.
آن الأوان ليقال إن كفى تعني كفى في التساهل مع الانقلابات، والاحتكام للسلاح، في السودان وغيره، ويجب أن يقال لمن يرفض منطق السلم، والاستقرار إن للبيت رباً يحميه، ولا علاقة لدولنا بإعادة إعمار، أو تقديم مساعدات سواء في السودان، أو حتى سوريا.
وعليه فإنَّ القصة في السودان الآن ليست كما يقول «الدعم السريع» بأنها دفاع عن الدولة والديمقراطية، فهذا كذب صريح، بل هو صراع على السلطة، ولا بد من انتصار الجيش، وهو أقل الضرر.
وما لم تُحسم المعركة بشكل سريع فإنَّ تداعياتها على السودان والسودانيين والدول المحيطة كبيرة وخطيرة، وستزيد من حجم المأساة التي يعيشها السودان من دون مبرر.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 والآن السودان  والآن السودان



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab