الخرطوم - العرب اليوم
قلّل قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، من تأثير العقوبات الأميركية التي فُرضت عليه، مشيراً إلى أنه لم يهتم بقراءة نص القرار الأميركي. في الوقت ذاته، اعتبر بعض المحللين أن هذه العقوبات قد تشكل "فرصة" لدعمه على المستوى الشعبي، حيث ستساهم في خلق رأي عام مساند له، في حين رأى آخرون أن العقوبات تمثل مساساً برمز الدولة وقد تؤثر على مشاركاته الخارجية، محذرين من إمكانية تأثيرها على الوساطة الأميركية لوقف الحرب في السودان.
العقوبات التي فُرضت على البرهان تأتي بناءً على الأمر التنفيذي رقم 14098 من وزارة الخارجية الأميركية، وهي عقوبات "شخصية" تستهدف تجميد الحسابات البنكية والممتلكات الشخصية، وهي لا تُعدّ عقوبات عامة مشابهة لتلك التي فُرضت على السودان أثناء حكم الرئيس السابق عمر البشير. وقد انتقد المحلل السياسي محمد لطيف طريقة فرض العقوبات، معتبراً أن تلك العقوبات لا قيمة لها بالنسبة للبرهان، الذي لديه أمواله في مناطق آمنة داخل بلاده أو في مناطق لا تطالها الملاحقات القانونية الأميركية.
لطيف أشار إلى أن العقوبات ستُستغل سياسياً لصالح البرهان من خلال تأجيج الدعم الشعبي له عبر وسائل الإعلام، متوقعاً أن تشهد الأيام القادمة مظاهرات تأييد له، في نفس السيناريو الذي واجه به الرئيس السابق عمر البشير العقوبات. وأضاف أن العقوبات لن تؤثر بشكل كبير على البرهان أو على المشهد السياسي السوداني، لأن الأخير جزء من نظام متكامل، وليس الطرف الوحيد في الصراع.
من جهة أخرى، اعتبر المحلل السياسي عثمان ميرغني أن العقوبات تعد استهدافاً "لرأس الدولة"، مما قد يؤدي إلى تصنيف السودان كدولة ذات أخطار عالية، ما يعقد المعاملات المالية والتجارية، ويجعل القطاع المصرفي الدولي يتخذ إجراءات احترازية ضد السودان. وأوضح أن العقوبات قد تؤثر على التجارة الخارجية للسودان وترفع تكلفة الصادرات والواردات.
ورغم تأثيرات العقوبات السياسية والاقتصادية المحتملة، فإن ميدانياً، لا تزال المواجهات العسكرية بين الأطراف السودانية مستمرة، مع تصاعد العمليات العسكرية والانتهاكات ضد المدنيين. ومع ذلك، يترقب الكثير من السودانيين تأثير إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في تغيير مجريات الوضع الراهن ووقف الحرب.
قد يهمك أيضــــاً:
قائد الجيش السوداني يؤكد أن من يريد إيقاف الحرب فليضغط على الدعم السريع
البرهان يؤكد قدرة القوات المسلحة السودانية على دحر التمرد والقضاء عليه
أرسل تعليقك