حين ينهار العراق
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

حين ينهار العراق

حين ينهار العراق

 العرب اليوم -

حين ينهار العراق

غسان شربل

كأننا أبناء الجزء الملعون من الكرة الأرضية. يلتفت العالم إلى البرازيل. ينشغل ثلاثة أرباع سكان الأرض بالمونديال. يذهبون في إجازة مع «الساحرة المستديرة». يشترون القمصان ويعلقون الأعلام على الشرفات. يتسمرون أمام الشاشات. يسألون عن نيمار البرازيلي. وليونيل ميسي الأرجنتيني. وكريستيانو رونالدو البرتغالي. تهتز الشباك فتطوف الصور العالم. ينشغل المحللون في تقويم التسديدات. وركلات الترجيح. وأعنف ما يمكن أن يحصل بطاقة صفراء تتحول حمراء.
كأننا أبناء الجزء الملعون من العالم. يلتفت العالم إلى البرازيل ونبقى غارقين في هاويتنا. نتابع التسديدات الدموية لـ «داعش» و «أبو بكر البغدادي». واهتزاز شباك نوري المالكي وانهيار فريقه. ينشغل العالم بحروب مخملية تنتهي بكأس. ونتابع نحن انحدارنا من جحيم إلى جحيم. خرائطنا تتفكك على وقع عصبياتنا العمياء وأعلامنا مبللة بالكراهية والدم. ينهمكون بتكريم الفائزين وننهمك بمواكب التشييع وأمواج اللاجئين.
لنترك المونديال لأهله. للشعوب الطبيعية التي تعيش في دول طبيعية. لدينا مهمات أكثر إلحاحاً. مباراة قاتلة على أرض العراق نتائجها تتخطى حدود أراضيه. ما جرى في الأيام الماضية ليس بسيطاً. إنه انهيار كامل للقوات المسلحة العراقية. أكاد أقول إنه انهيار كامل للعراق. من يصدق أن «داعش» استولت فجأة على ألف آلية ومدافع وصواريخ وكميات هائلة من الذخيرة. وإن صاحب القرار في الموصل حالياً ضابط سابق في جيش صدام. وإن سيد المدينة الجديد يعرف بوجود نصف بليون دولار في فرع البنك المركزي فيها. حدث ما كان يصعب تخيله أو تصديقه.
هاتفت أصدقاء في العراق. للمرة الأولى منذ سنوات أشعر بخوفهم الشديد. على العاصمة. وما تبقى من التعايش ووحدة العراق. تكرر تعبير «الانهيار الكامل» في وصفهم التطورات. استوقفني قول سياسي بينهم إن إنقاذ العراق من الخارج متعذر. وإن الغارات الأميركية على «داعش» لن تحل المشكلة، هذا إذا حصلت. وإن إيران تدرك تماماً مخاطر أي تورط عسكري مباشر لقواتها. والأمر نفسه بالنسبة إلى تركيا. قال السياسي إن الوقت ينفد بسرعة رهيبة. وإن وقف التدهور لا بد أن يبدأ باستقالة المالكي لإفساح المجال أمام حكومة وحدة وطنية تضمن الدفاع عن بغداد نفسها ومنع وقوع مذبحة كبرى فيها وحولها. حكومة تشرع فوراً في إعادة تنظيم القوات المسلحة وتتعاون مع قوات إقليم كردستان وأبناء المناطق التي استبيحت على يد «داعش» وحلفائها. ولفت إلى ما سماه «حقائق جديدة على الأرض في المناطق السنية وكذلك في كركوك التي باتت وللمرة الأولى في عهدة قوات البيشمركة وحدها».
قال السياسي إن خطورة الوضع لا تسمح بانتظار تبلور صفقة أميركية- إيرانية تضطلع طهران بموجبها بدور في مكافحة الإرهاب من بغداد إلى بيروت مروراً بدمشق. لاحظ أن ظروف مثل هذه الصفقة لم تنضج بعد، ذلك أنها لا بد أن تشمل عدم تهديد أمن إسرائيل. وهذا يعني تغييراً كبيراً في مبرر قيام هلال الممانعة وقاموسه.
أكد السياسي أن التأخر في الرد على الانهيار الذي حصل سيعني إعادة إطلاق الحرب الأهلية. وسيعني تصاعد التسابق بين المكونات على تقاسم أراضي العراق وثرواته. وتحقيق ذلك متعذر من دون مجازر وتهجير واستكمال عمليات الفرز المذهبي. ثم من قال إن تمزيق العراق سيقتصر عليه بعدما فقدت التركيبة السورية حصانتها وتصدعت وعاد التفكك اللبناني إلى الواجهة؟
من حق سيرغي لافروف أن يسخر من النتائج الكارثية للغزو الأميركي للعراق. ولا مبالغة في قوله «إن وحدة العراق مهددة». لكن من الصعب القول إن دم العراق موجود على أصابع السياسة الأميركية وحدها. هذا الدم موجود على أصابع كثيرين داخل العراق وخارجه. يخطئ لافروف حين يتحدث كأنه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر. التأخر في وقف الحرب في سورية سبب رئيسي للانهيار الحاصل في العراق. ومن يدري، فقد يأتي غداً من يذكر لافروف بأن أصابعه ليست بريئة من دم المنطقة.
ينشغل العالم باستقبال المونديال وننشغل نحن في وداع العراق الذي عرفناه واعتقدنا ذات يوم أنه عصي على الانهيار والانقسام. حين ينهار العراق على دول المنطقة أن تتحسس أطرافها.

arabstoday

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 13:43 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 13:42 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:37 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 13:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 13:34 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 13:31 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

البلد الملعون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين ينهار العراق حين ينهار العراق



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab