هل حان الوقت لانعطافة نهائية في أوكرانيا

هل حان الوقت لانعطافة نهائية في أوكرانيا؟

هل حان الوقت لانعطافة نهائية في أوكرانيا؟

 العرب اليوم -

هل حان الوقت لانعطافة نهائية في أوكرانيا

بقلم : جمعة بوكليب

 

يقول مثل شعبي مصري: «يعيش المعلم ولسه بيتعلم»، تذكرت ذلك، حين رأيت في صحيفة «ذا فاينانشيال تايمز» في الأسبوع الماضي، صورة على صدر صفحتها الأولى، تجمع بين رئيسي أخطر جهازين استخباريين في العالم؛ وهما ديفيد بيرنز رئيس وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، ونظيره ريتشارد مور رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (إم آي 6).

رؤساء الأجهزة الأمنية، في أي مكان في العالم، بسبب طبيعة عملهم السرّية، لا يظهرون في وسائل الإعلام. الغريب، أن الصورة التقطت للاثنين لدى وجودهما بمعرض كتاب أقامته الصحيفة نفسها بلندن، وكانا ضمن المتحدثين. ولعل ذلك من أغرب ما رأيته وسمعته طوال حياتي. فالمرء منّا، لدى زيارته معرض للكتاب، يتوقع أن يلتقي بمؤلفين ومترجمين وناشرين، وليس برئيسي أكبر جهازين استخباريين في العالم وأخطرهما.

الاثنان كانا في مهمة تتعلق بتمهيد الأجواء لتطورات سياسية وعسكرية غير مسبوقة تتعلق بالحرب الأوكرانية - الروسية، والخطوة المتوقعة من قيام واشنطن وحلفائها (بريطانيا وفرنسا) بالسماح لحكومة كييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى، مصنوعة في تلك البلدان، لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، الأمر الذي كان خارج نطاق التوقع. الخطوة هذه جاءت بعد توفر معلومات استخباراتية تؤكد تزويد إيران لروسيا بـ200 صاروخ باليسيتي، متوسط المدى، تمكن روسيا من توفير استخدام مخزونها من الصواريخ بعيدة المدى، ضد أهداف أوكرانية ليست بعيدة. إيران كعادتها حرصت على النفي والإنكار. لكن رصيد طهران في هذا الخصوص بلا مصداقية. فقد فعلت الشيء نفسه بعد بيعها طائرات مسيّرة إلى روسيا.

المباراة الشطرنجية بين الغرب وروسيا وصلت إلى مرحلة حرجة، وفي نقلات أخيرة حاسمة. النقلة الأنغلو - أميركية لم تأتِ اعتباطاً، بل محسوبة، وهي لا تخلو من مخاطر، آخذين في الاعتبار رد الفعل المتوقع من روسيا.

وتابعنا عبر وسائل الإعلام التحركات الأنغلو - أميركية الدبلوماسية والسياسية على أعلى مستوى بين قادة البلدين؛ وآخرها زيارة رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر إلى واشنطن، وقبلها زيارة وزيري خارجية البلدين إلى كييف ولقائهما بالرئيس الأوكراني.

الخطوة الأنغلو - أميركية جاءت بعد فشل هجوم القوات الأوكرانية في شهر أغسطس (آب) الماضي على الأراضي الروسية، بمنطقة كورسك، في تحقيق هدفه؛ أي إجبار القيادة الروسية على سحب قواتها من منطقة دونيتسك في أوكرانيا، وتخفيف الضغط العسكري على القوات الأوكرانية المدافعة. الروس أدركوا الهدف، ولم يبلعوا الطعم، وواصلوا ضغوطهم، وتمكنوا من إحراز نجاحات تهدد بوقوع كل المنطقة تحت سيطرتهم. الآن، لم يبقَ أمام واشنطن وحلفائها سوى نقلة أخيرة على الرقعة، قد تغير موازين الحرب، أو - على الأقل - تؤخر القوات الروسية عن تحقيق الهدف.

الصواريخ الأميركية والبريطانية والفرنسية بعيدة المدى، سبق أن استخدمت من قبل القوات الأوكرانية داخل أراضيها، في ضرب مواقع روسية، خصوصاً في شبه جزيرة القرم. ولم يكن مسموحاً لها استخدامها داخل الأراضي الروسية، خشية من رد فعل روسي. الآن، وصلت واشنطن إلى قناعة برفع المنع المفروض، وصارت لا تمانع. وكما هو متوقع، حذّر الرئيس الروسي من مغبة الخطوة، على اعتبار أنها تورط مباشر من واشنطن وحلفائها في الحرب مع روسيا.

الخبراء العسكريون يقولون إن الخطوة الأنغلو - أميركية تحمل رسالة واضحة؛ وهي أن واشنطن وحلفاءها لم يعودوا يكترثون برد الفعل الروسي. وأنها، وهو المهم، ليس بوسعها قلب الموازين في الجبهات المشتعلة، كما يتوقع. وأفضل ما تستطيع فعله إجبار روسيا على نقل طائراتها المقاتلة إلى قواعد جوية في مناطق لا تصل إليها الصواريخ، مما يعرقل من عملياتها الهجومية الجوية، بسبب بُعد المسافات.

الخبراء والمعلقون يؤكدون أن الخطوة الأنغلو - أميركية فقدت أهم عامل؛ وهو عنصر المفاجأة، على اعتبار أن الروس على علم بتفاصيلها وبأهدافها، وأنهم، بلا شك، مستعدون لها، بما سيتخذونه من تدابير دفاعية وعلى وجه السرعة.

الهدف الأوكراني هو توجيه ضربات صاروخية داخل روسيا، ضد القواعد العسكرية الجوية وتعطيلها، لأن السلاح الجوي الروسي يلعب دوراً حيوياً في الحرب، ويسيطر على الأجواء.

السرعة الملحوظة في الخطوة الأنغلو - أميركية يمكن أن تعزو إلى قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وخشية الإدارة الحالية من وصول المرشح الجمهوري دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وتنفيذ وعده بإنهاء الحرب في أقصر وقت.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل حان الوقت لانعطافة نهائية في أوكرانيا هل حان الوقت لانعطافة نهائية في أوكرانيا



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab