إيران وأميركا الصراع الصفري

إيران وأميركا.. الصراع الصفري

إيران وأميركا.. الصراع الصفري

 العرب اليوم -

إيران وأميركا الصراع الصفري

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

خطب المرشد الأعلى للنظام الإيراني مرةً أخرى باللغة العربية، وهو يفعل ذلك كلما اعتقد أنه انتصر أو انهزم في استهدافه للدول العربية، فعل ذلك إبان ما كان يعرف بالربيع العربي منتشياً بما ظنه نصراً، وهو يخطب اليوم لتثبيت قلوب ذيول إيران وعملائها في العالم العربي بعد مقتل أكبر إرهابي بالعالم في العصر الحديث.
المؤدلجون يكذبون على أتباعهم ويصدقون كذبهم، فهو زعم أنه لا يخاف ولا يتراجع أمام قوة الولايات المتحدة، وهو بالفعل يخشاها ويخافها ويسعى جهده لعدم الاصطدام بها بشكل مباشر، وهو يقول لأتباعه إنه بصواريخه التي سقطت في الصحراء العراقية قد أرعب أميركا وكسر هيبتها، وهو يعلم جيداً أن هذا كذب محض حتى وإن تجلّت الحقائق بإصابة أحد عشر جندياً أميركياً.
ظلت أميركا في توازن طويل بين حزبيها الكبيرين الديمقراطي والجمهوري وحدث اختلالٌ كبيرٌ في هذا التوازن حين اختار الرئيس السابق أوباما أن ينحاز لتيار الانعزالية وأن ينسحب من العالم وأن يخضع لخصم أميركا الألد في هذا الوقت وهو نظام الولي الفقيه في إيران الداعم الأكبر للإرهاب في المنطقة والعالم عبر «الاتفاق النووي» وأن يتحالف مع منبع الإرهاب الحديث في العالم جماعة «الإخوان» لإسقاط الأنظمة العربية ونشر الفوضى في الدول العربية.
كان واضحاً أن الشعب الأميركي الذي تمثل دولته أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ البشري سيغضب من حجم الذلّ والمهانة التي انتهجها أوباما في سياساته الخارجية أمام كل الخصوم وعلى رأسهم روسيا وإيران، وكان واضحاً أنه سيختار رئيساً قوياً يعيد لأميركا هيبتها ويحمي مصالحها ومصالح شعبها فكان الرئيس دونالد ترمب هو الجواب الحاسم.
ترمب كان صريحاً أنه سيحطم إرث أوباما ويستعيد مكانة أميركا في العالم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية وقد فعل، وألغى «الاتفاق النووي» مع إيران بوصفه «أسوأ اتفاق في التاريخ» وقد صدق، ثم فرض على النظام الإيراني أقسى عقوباتٍ في تاريخ الثورة الإيرانية باسم الولي الفقيه وها هو النظام يترنح تحت نير هذه العقوبات والدول الأوروبية تفتش عن مخرج من هذا الاتفاق المهين مع إيران.
لم يرض الديمقراطيون بنهج الرئيس ترمب ولكنهم هذه المرة أخذوا يصعدون ضده بشكل غير مسبوقٍ حتى وصلوا إلى الطمع بالمهمة المستحيلة وهي عزل الرئيس في مجلس شيوخ يسيطر عليه الجمهوريون، والأعجب أنهم بدأوا يدافعون عن أكبر نظام إرهابي في العالم نيابةً عن الملالي الديكتاتوريين.
طروحات الديمقراطيين شاطحة فيما يتعلق بالنظام الإيراني، فهم دفاعاً عن النظام الإيراني مستعدون لتبني مواقف لا يمكن تصديقها، وينكرون حقائق لا يمكن تكذيبها، فهم يصرون على أن جريمة لوكربي من فعل القذافي حتى بعدما اتضح أنها من تدبير النظام الإيراني، وأن إرهاب تنظيم «القاعدة» في 11 سبتمبر (أيلول) في أميركا بدعم من النظام الإيراني إنما جاء بدعم من بعض الدول العربية المعتدلة مع اتضاح الكثير من الحقائق التي كانت مغيبة، وثبوت مسؤولية النظام الإيراني عن ذلك لا في الصحافة وعند الباحثين فحسب بل بحكم قضائي أميركي بتغريم إيران وبقاء علاقات إيران صريحةً وواضحةً مع كل تنظيمات الإرهاب السني من «القاعدة» إلى «داعش» وباعتراف النظام الإيراني نفسه.
يقول بعض الديمقراطيين بأن قتل أكبر الإرهابيين المعاصرين قاسم سليماني خطأٌ كبيرٌ لما سيجره على أميركا من ويلات الإرهاب بينما كان الخطر الأكبر في تركه كل تلك العقود يعيث في العالم قتلاً وتدميراً وإرهاباً، ويصل خطل الديمقراطيين إلى أن تقوم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي في لقاء تلفزيوني بالدفاع عن النظام الإيراني ضد الشعب الإيراني المظلوم وتزعم أن مظاهرات الشعب ليست ضد نظام الملالي الطاغي بل «لأسباب أخرى».
لن ينسى الشعب الإيراني من دعموا ودافعوا عن النظام الذي يقتلهم ويقمعهم لأكثر من أربعين عاماً، فحال هذا الشعب أسوأ من حال الشعوب التي سيطرت عليها ميليشيات إيران في بعض الدول العربية، فالشعب الإيراني لا مدافع عنه ولا بواكي له.
كعادة النظام الإيراني في إطلاق التصريحات والشعارات غير المحسوبة والتي ظلت طويلاً تمرّ بلا حساب ولا عقاب أطلق روحاني تصريحات ضد أميركا فحذره الرئيس ترمب من التمادي، وعندما أطلق خامنئي تهديداته في خطبته المذكورة أعلاه رد عليه ترمب محذراً ومطالباً إياه بالانتباه إلى كلماته.
لدى إدارة الرئيس ترمب فهمٌ عميقٌ لخطر النظام الإيراني على العالم ورعايته الطويلة لكل الإرهاب المعاصر كما لديها خطةٌ استراتيجيةٌ واضحةٌ لمواجهة هذا الخطر المقيم وإخضاع هذا النظام المارق مجدداً للقوانين الدولية ويعود للاهتمام بشعبه بدلاً من كل أحلام التوسع وأوهام النفوذ.
كل المؤشرات تدل على أن الديمقراطيين خائفون من أن يحصل الرئيس ترمب على اتفاق أفضل مع النظام الإيراني، يلغي شروره كاملة ولا يكتفي بالاتفاق النووي الهزيل وغير المفيد والذي يقوم على تأجيل المشكلات لا على حلها، فهو يثبت بذلك ضعف سياسات أوباما الخارجية وهو أمرٌ تحدث فيه بعض أعضاء إدارة أوباما سابقاً مثل وزير الخارجية جون كيري وغيره.
نائب الرئيس مايك بنس تحدث بصراحة الأسبوع الماضي عن الأدوار الحزبية الضيقة التي ينتهجها الديمقراطيون في مهاجمة ترمب وقال بصراحة عن الفارق بين أوباما وترمب: «جميع قادة العالم يعترفون بأن الرئيس ترمب هو القائد الحقيقي في أميركا، وأن الرئيس السابق باراك أوباما لم يفعل أي شيء للشرق الأوسط»، والأصح أن الرئيس أوباما قد أضر كثيراً بالشرق الأوسط وخضع لإيران ودعم جماعة «الإخوان» وقد ثبت عملياً فشل كل رؤيته للمنطقة.
في مقابل تصريحات بيلوسي التي تقلل من شأن غضب الشعب الإيراني على النظام نجد النائب الجمهوري ستيف شابوت يقول في مقابلة مع قناة العربية: «علينا أن ندعم الشعب الشجاع في إيران، الذي يريد الحرية والحقوق والفرص الاقتصادية والوظائف. للأسف لديهم نظام هو الأكثر قمعية في العالم، لذا يجب أن ندعم الشعب ضد النظام الفاسد» وشتان ما بين الموقفين.
أخيراً، فالعالم يترقب انتصار ترمب على النظام الإيراني وكف شروره المفجعة وإخضاعه للقوانين الدولية بعد طول انتهاك لها وبلا مبالاة بأحدٍ.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وأميركا الصراع الصفري إيران وأميركا الصراع الصفري



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab