الغيبة والعودة

الغيبة والعودة

الغيبة والعودة

 العرب اليوم -

الغيبة والعودة

بقلم - د. محمود خليل

لم يبتعد "نجيب محفوظ" وهو يرسم شخصية "عاشور الناجي" عن مجموعة الملامح الشعبية التي تميز صورة علي بن أبي طالب في أفئدة وعقول المصريين. فقد أوتي عاشور من القوة ما يخيف به أكبر الفتوات، وأوتي من الحكمة وصفاء السريرة الكثير، بسبب نشـأته في حجر الحكيم الكبير الشيخ عفرة زيدان.

تشابهات أخرى يمكن أن ترصدها بين السيرة العشورية، وسيرة أئمة الشيعة الاثنى عشرية، من بينها الربط بين الأصل والفرع، فأصل أئمة الشيعة هو علي بن أبي طالب (الإمام الأول) وزوجه فاطمة، رضي الله عنه وأرضاها، وبالمثل كان عاشور الكبير (الناجي) هو أصل سلسال آل الناجي الذين توارثوا الفتونة بمعناها الذي يمزج بين القوة والعدل كابراً عن كابر.

وإذا كان عدد أئمة الشيعة 12 إماماً، فقد كان عدد الفتوات من عائلة الناجي 9 فتوات، يأتي على رأسهم عاشور الأول، ثم شمس الدين الناجي، ثم سليمان الناجي، ثم سماحة الناجي، ثم وحيد ابن سماحة الناجي، ثم جلال الناجي ابن عبد ربه الفران وزهيرة الناجي، ثم سماحة الثاني ابن شمس الدين ابن جلال الثاني (جلال عبد الله) ابن جلال الناجي، ثم فتح الباب ابن شمس الدين ابن جلال الثاني ابن جلال الناجي، ثم عاشور ابن ربيع ابن سماحة الثاني ابن شمس الدين ابن جلال الثاني (جلال عبد الله) ابن جلال الناجي.

فكرة الغيبة كجزء من التراث الشيعي كانت حاضرة أيضاً في السيرة العاشورية. فالشيعة (الاثنى عشرية) يؤمنون أن الإمام الأخير "محمد بن الحسن العسكري" قد غاب واختفى وأنه سيعود إلى الحياة ثانية، ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، والأمر نفسه تجده في مواضع عديدة من رواية الحرافيش، فقد اختفى الناجي الكبير فجأة دون أن يدري أحد أين اختفى، ومنذ غيبته مثّل حلم "عودة العادل الكبير" الحلم الأكبر للحرافيش، الذين كانوا يرددون أن الناجي سوف يعود ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً.

انظر هذا الحوار بين سحر الداية وفتح الباب أحد أحفاد الناجي الكبير:

"وراحت تحكي له قصة عاشور، عودته، مقامه في دار البنان، فتونته، عهده، حتى امتلأت عينا الصبي بالوجد والدموع فقالت سحر:

- وقد اختفى ذات يوم وطال اختفاؤه حتى آمن الناس بموته.. أما الحقيقة التي لا شك فيها هي أنه لم يمت.

فسألها فتح الباب بدهشة وأمل:

- حتى الآن يا جدتي؟

- وحتى الغد.

- ولم لا يرجع؟

- علم ذلك عند الله وحده.

- قد يرجع فجأة؟

- لم لا؟!.

ثنائية الغيبة والرجعة كانت حاضرة في رواية الحرافيش تماماً مثلما كانت حاضرة في التراث الشيعي.. فهل يمكن القول بأن تأثر نجيب محفوظ بهذا التراث هو مجرد تأثر ثقافي أم أن المسألة أبعد من ذلك؟. الأرجح أن التأثر الثقافي لعب الدور الأهم في ظهور بعض الظلال الشيعية في ملحمة الحرافيش للرائع "نجيب محفوظ"، عليه رحمات الله.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغيبة والعودة الغيبة والعودة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab