لماذا يحبون «السيدة»

لماذا يحبون «السيدة»؟

لماذا يحبون «السيدة»؟

 العرب اليوم -

لماذا يحبون «السيدة»

بقلم - د. محمود خليل

من جديد أسأل: لماذا يحبون السيدة زينب؟

توارث المصريون محبة السيدة زينب بنت علىّ جيلاً بعد جيل.. لِمَ لا وهى تمثل نقطة التقاء لأصحاب الفضل والفضائل؟ فجدها هو النبى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، وجدتها خديجة بنت خويلد رضى الله عنها سيدة مكة الأولى فى زمانها، وأمها فاطمة بنت محمد ريحانة الرسول، رضى الله عنها وأرضاها، وأبوها على بن أبى طالب رابع الخلفاء الراشدين، وشقيقاها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

المتأمل لسيرة السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها يجد نفسه أمام شخصية ذات تركيبة فريدة، تنطوى على مجموعة من الصفات التى لمست أوتاراً خاصة لدى المصريين فاندفعوا إلى محبتها والاحتفاء بها بصورة عابرة للأجيال.

تركيبة شخصية فيها «الصلابة» التى مكنتها من الصمود فى أصعب المواقف، حين عاينت أخاها الحسين وسيوف الغدر تعمل فيه، يوم أن خرج ثائراً ضد التحول الذى أحدثه بنو أمية فى مسيرة الإسلام، حين جعلوا الحكم بالوراثة وليس بالاختيار من بين حراس القيمة الذين كان يمثل الحسين أعلى رمز لهم، وبان صمودها كذلك حين لملمت جراحات مَن تبقى من أهل بيت النبى، بعد موقعة كربلاء، وسارت بهم فى موكب حزين من العراق إلى الشام لتواجه بقوة صلف يزيد بن معاوية الذى تولى الأمر والسيف فوق رقاب العباد.

أحب المصريون الصلابة فى شخصيتها. وما أكثر ما حلموا بتولى شخصية من هذا النوع أمرهم، فوصفوها برئيسة الديوان، وتوارثوا جيلاً بعد جيل حكاية أن حكام مصر كانوا يجتمعون فى ديوانها ويستمعون إلى مشورتها فى إدارة مصالح البلاد والعباد.

وما أعظم الصلابة حين تمتزج بـ«العطف».

والعطف هو الصفة الثانية التى أحبها المصريون فى السيدة زينب، فقد مثلت خلال فترة وجودها فى مصر ملجأ للضعفاء والمستضعفين، إلى درجة أن لقبها أهل البلاد بـ«أم العواجز» التى فاض كرمها وعطفها على ذوى الحاجة، ممن يبحثون عن يد تقيم ظهرهم.

والمصريون يعشقون الشخصية التى تعرف القوة والصلابة أمام الجبارين فى الأرض، وفى الوقت نفسه تخفض جناحها للمستضعفين والضعفاء الذين يبحثون عن ملاذ.

الصفة الثالثة هى «الحزن» وما يضفيه على الشخصية من قدرة على استدعاء عزمها حين تواجه، واستحضار أرق مشاعرها حين تعطف، وقد كان الحزن معلماً أساسياً من معالم شخصية السيدة زينب، فقد مات جدها النبى صلى الله عليه وسلم وهى طفلة، ثم شاء الله أن تحرم من حنان أمها «فاطمة» التى توفيت بعد أشهر من موت جدها، ثم مات أبوها على بن أبى طالب، ثم «الحسن» أخوها الأكبر، ثم «الحسين» شقيقها الثائر. لقد عاشت السيدة الجليلة مواقف حزن قادرة على العصف بأى إنسان، صمدت فى مواجهتها بصبر وإيمان ويقين بالله لا يتزعزع.

والحزن جزء من شخصية المصريين، تجده ظاهراً فى تعابيرهم الفنية، وميلهم نحو البكاء فى كل المواقف، بما فيها المواقف المفرحة، وما أكثر ما يمتزج حزنهم بالأحزان الزينبية ليجد صداه فى أنغام الناى الحزينة ورجات الدفوف فى حلقات الذكر خلال الاحتفال بمولد صاحبة المقام الشريف زينب بنت علىّ رضى الله عنها وأرضاها.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يحبون «السيدة» لماذا يحبون «السيدة»



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 07:43 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي
 العرب اليوم - اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي

GMT 14:50 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

إياد نصار يكشف سبب حبه للشخصيات «التوكسيك»
 العرب اليوم - إياد نصار يكشف سبب حبه للشخصيات «التوكسيك»

GMT 17:06 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

سوريا تعلن وفاة مستشارة الرئاسة لونا الشبل
 العرب اليوم - سوريا تعلن وفاة مستشارة الرئاسة لونا الشبل

GMT 08:55 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ارتفاع كبير في حالات حمى الضنك من حول العالم

GMT 07:43 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي

GMT 16:37 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

سوناك يقر بالهزيمة في انتخابات بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab