الجائزة الكبرى

الجائزة الكبرى

الجائزة الكبرى

 العرب اليوم -

الجائزة الكبرى

بقلم - د. محمود خليل

اعتبر "نجيب محفوظ" الصحابي "عمرو بن العاص" سياسياً محنكاً وقائداً داهية عرف كيف يفتح مصر بالحيلة والذكاء ليضمها إلى دولة الخلافة في عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ولا يستطيع أحد إلا أن يقر هذه الحقيقة فقد كان "عمرو" أوعي الصحابة بأحوال مصر، وصاحب مقترح فتحها، وتمكن من ذلك بقوة محدودة العدد. كان عمرو أيضاً من الحكمة بعد أن دانت له السيطرة على مصر أن يسوس أهلها بالحكمة والبعد عن التعصب، وأن يمنحهم حريتهم الدينية، إذ ظل أغلبهم في البداية متمسكاً بمسيحيته.

كان "عمرو" ذكياً أيضاً في الاستفادة من ثراء مصر بشكل متوازن لا يقوم على إهلاك أهلها.

وكان هذا التوازن سبباً في قرار الخليفة عثمان بإقالته من ولاية مصر وتولية عبد الله بن أبي سرح مكانه. تمكن الوالي الجديد من جمع 12 مليون دينار من مصر بالجباية.

وهو مبلغ أعجب الخليفة الثالث أيما إعجاب، ما دعاه إلى القول لعمرو بن العاص في لقاء جمع بينهما: "درت اللقاح من بعدك، فرد عليه الأخير: ذاك إن يتم يضر بالفصلان".

لم يكن "عمرو" بأقل طمعاً في مصر من "ابن أبي سرح"، لكنه كان أكثر دهاء منه، وأقدر في السياسة، ويعلم أن العرب الجباة إذا تمكنوا من حصد هذا المبلغ الكبير في عام فسيعجزون في العام التالي عن جمع دينار واحد، لأن الأهالي لن تملك ما تعطيه.

وليس أدل على طمع "ابن العاص" من أنه ظل يطارد "معاوية بن أبي سفيان"، حتى أرسله إلى مصر لينتزعها من أيدي ولاة علي بن أبي طالب، أثناء النزاع بينهما.كان أسلوب الاستنزاف الممنهج للمصريين سبباً أساسياً من أسباب ثورتهم على الخليفة عثمان. ولم يكن مبلغ الـ12 مليون دينار التي تم جمعها بالمبلغ العادي.

فحجمه يدل على أن "ابن أبي سرح" امتص دمائهم تماماً، والدليل على ذلك أن خراج مصر استقر أيام معاوية على مبلغ (3 مليون دينار).

وكان هذا المبلغ يقترب من إجمالي الخراج الذي يجمعه الخليفة الأموي من كافة الأمصار التي خضعت للعرب الفاتحين.

يقول اليعقوبي في تاريخه: "ﻭﺍﺴﺘﻘﺭ ﺨﺭﺍﺝ ﻤﺼﺭ ﻓﻲ ﺃﻴﺎﻡ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺁﻻﻑ ﺃﻟﻑ ﺩﻴﻨﺎﺭ، ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻴﺤﻤل ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻴﺴﻴﺭ، ﻓﻠﻤﺎ ﻤﺎﺕ ﻋﻤﺭﻭ ﺤﻤل ﺍﻟﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻴﻔﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋﻁﻴﺎﺘﻬﻡ، ﻭﻴﺤﻤل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻟﻑ ﺃﻟﻑ ﺩﻴﻨﺎﺭ".

اعتبر عرب الجزيرة العربية مصر "الجائزة الكبرى" التي حرص الجميع عليها، بسبب الخير الوفير الذي كانت تدره على دولة الخلافة،.

وأخشى أن أقول أن العرب لم يحرصوا على دخول المصريين في الإسلام قدر حرصهم على جمع "الخراج"، فالمال كان بالنسبة لهم أهم.

ويشير النص السابق الذي يحكيه "اليعقوبي" إلى أن عمرو بن العاص كان يضع الجزء الأكبر من الخراج في جيبه ويعطي الخليفة الشىء اليسير.

وربما كان ذلك أحد الأسباب التي دعت عمر بن الخطاب إلى محاسبة الولاة حساباً عسيراً، ومراجعة ذمتهم المالية قبل وبعد تولي أمور البلاد.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجائزة الكبرى الجائزة الكبرى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab