حديث الروح

حديث الروح

حديث الروح

 العرب اليوم -

حديث الروح

بقلم - د. محمود خليل

كلما مر العمر بالإنسان ما لت روحه إلى الإضاءة وجنح جسده إلى الخفوت.

واشتعال الجسد في الشباب قد يؤدي إلى مستوى ما من الخفوت في أنوار الروح.

العمر عامل مهم في معادلة الضعف والقوة التي تحكم ثنائية "الروح والجسد"، لكن يبقى أن الإيمان هو الوقود الذي تضىء به الروح، سواء في الشباب أو الشيخوخة.

فالشاب المؤمن -مثل الشيخ المؤمن- تضىء روحه حين يعمرها الإيمان بالخالق.

وقد قدم القرآن الكريم نموذجين لشابين أحدهما غلبته روحه المضيئة بالايمان، في مقابل آخر استسلم لشيطان جسده وغرور قوته، وذلك في الآية التي تحكي حكاية ابني آدم عليه السلام.. قال الله تعالى: "واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين".

بدا "قابيل" القاتل في هذا المشهد المرعب مدافعاً عن سلطان الجسد، فقرّب أردأ ما لديه من زرع، لأنه أراد أن يحتفظ بأفضل ما عنده لغذاء جسده.

وأراد أن يربح به الأخت الجميلة المحرمة عليه، في مشهد دفاعي جديد عن سلطان الجسد، في حين كان "هابيل" يشعل قنديل روحه بإيمانه بربه ورضاه بأقداره وقدره، فقرب إلى الله أفضل غنمه، وتقبلها الله منه، ورضي بحكم الله، وحينما فكر أخوه في قتله، لم يواجه العنف بالعنف، بل رفض أن يدافع عن جسده في مواجهة صاحب الجسد الحانق والروح الخافتة. وانتهى المشهد بمقتل "هابيل" على يد "قابيل".

تأمل مشهد آخر في القرآن الكريم لواحد من أصحاب الروح المضيئة، وهو نبي الله زكريا، وهو المشهد الذي بدأت به سورة "مريم".. "يقول الله تعالى: "ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداءا خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا".

كان "زكريا" قد قطع سنين طويلة في الحياة حالماً بولد يرث عنه النبوة والدفاع عن الوحدانية، لكن الله تعالى -لحكمة يعلمها- لم يمنحه ذلك.

فعلت السنون فعلها في "زكريا" فأوهنت عظامه، وأصبح شيخاً مضعضع الجسد يشتعل رأسه بالشيب، وتشتعل روحه بنور الرضا والثقة في الله تعالى.

ويبدو أن سراً ما كان يصل ما بين قلب زكريا العابد الراكع الساجد وربه سبحانه وتعالى.

يدلك على ذلك تلك الآية الكريمة التي تقول: "إذ نادى ربه نداءاً خفياً"، لقد حدث المولى عز وجل بروحه المضيئة، وطار ما يجول بخاطره من حُلم بالولد إلى الملأ الأعلى، فشكت الروح إلى الله حالة الوهن الذي ضرب الجسد والأمل الذي تتشبث به الروح المنتعشة بالإيمان والثقة في الله، ولأن ربك رب قلوب، فقد استمع إلى نداء روحه، وبشره بولده "يحيى".

لذلك كان طبيعياً أن يظل "زكريا" على طول الزمان نموذجاً لرحمة الله بعباده، حين يصنع لأرواحهم المؤمنة المعجزات.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حديث الروح حديث الروح



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 12:05 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

انفجار قنبلة وسط العاصمة السورية دمشق

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab