«قِلّتهم أحسن»

«قِلّتهم أحسن»

«قِلّتهم أحسن»

 العرب اليوم -

«قِلّتهم أحسن»

بقلم - د. محمود خليل

هناك بشر فى الحياة تشقى الحياة بهم، لأن ضرهم أكثر من نفعهم. ماذا يمكن أن يستفيد الواقع من أشخاص غرامهم فى الحياة هو إضعاف المجموع الذى ينتمون إليه من خلال التفتيش عن العيوب والسلبيات، لا من أجل تصحيحها أو تصويبها، فتلك فضيلة كبرى، بل من أجل ترسيخ الإحساس بالضعف والهزال وجلد الذات، وهدفهم من ذلك ترسيخ الهزيمة داخل النفس ومنع أحرار الروح من التحرك لتصحيح أوضاعهم واسترداد حقوقهم المسلوبة.

هؤلاء هم «المتكلمون» الذين يجدون زبائنهم بين «السماعين» والذين صنفهم القرآن الكريم فى فئة «المنافقين». فمن أبرز سماتهم أنهم ينشرون أفكار الهزيمة بين المجموع، وبالتالى فعدمهم خير من وجودهم، أو بعبارة أخرى «قِلّتهم أحسن». يقول الله تعالى: «لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً». والمعنى فى الآية الكريمة: أن قعود المنافقين خير من تحركهم، لأنهم إذا انضموا إلى المجموع المؤمن وساروا معه، فسوف يكون لذلك أشد الضرر. يقول «ابن كثير» -فى تفسيره- إن الخبال معناه الفساد والضرر.

فى موقعة مرج دابق، التى خاضها المماليك ضد العثمانيين، حرص السلطان قنصوه الغورى على أن يصاحبه فى الخروج الأمير «خاير بك» ومماليكه، كانت المعلومات تصل إليه بأن «خاير» يتخابر مع العثمانيين، وأن احتمالية خيانته واردة، وبالتالى فعدمه خير من وجوده، لكنه أصر على أن يكون برفقته بالمعركة، حتى يستقوى به وبجنوده على العثمانيين، ومن بوابة «خاير بك» جاءت هزيمة قنصوه الغورى فى «مرج دابق»، حين جرى جنود خاير فجأة من المعركة، وأشاعوا أن الهزيمة حاقت بالسلطان، ونصحوا غيرهم (من السماعين) بالهروب فهربوا.

وفى العصر الحديث، حين عدّل الاستعمار استراتيجياته فى السيطرة على العالم الثالث، عمد إلى ترك فكرة السيطرة المباشرة على البلدان واتجه إلى الانسحاب منها، وتركها فى رعاية وكلاء له من أبناء بعض هذه الدول، ونجح عبرهم فى تحقيق أهدافه بكلفة أقل وبكفاءة أعلى.. فالوكلاء جزء من الشعوب فى «الصوت والصورة». وقد ارتدى بعض من هؤلاء ثوب المتكلمين خلال أحداث «طوفان الأقصى» فاتجهوا إلى طرح أسئلة تثبيطية حول الفائدة التى عادت على الغزاويين من العملية التى قامت بها المقاومة يوم 7 أكتوبر؟ وتعجبوا من حالة الفرح التى اعترت غالبية أفراد الشعوب العربية حين نجحت كتائب القسام فى العملية، وتساءلوا عن الحال بعد أن دكت آلة العدوان الإسرائيلى بيوت ومستشفيات ومساجد وكنائس ومخابز الغزاويين.

الأسئلة فى ظاهرها تبدو قابلة للطرح، لكنك إذا حللتها فستجد أنها أهملت أن زلزال 7 أكتوبر كان نتيجة ولم يكن مقدمة، نتيجة لممارسات العدو الإسرائيلى فى الأقصى، وفلسطين 48، وعمليات الاغتيال التى لا تتوقف لأفراد المقاومة، وقبل هذا وذاك احتلال استيطانى ما زال متواصلاً منذ ما يزيد على 7 عقود. وينسى المتكلمون بهذه الأسئلة أيضاً مسألة «الكرامة»، وما أضافه زلزال 7 أكتوبر إلى سجل الكرامة العربى الذى يشتمل على بضعة سطور، خصوصاً فى تاريخنا المعاصر.. ويبدو أن المثرثرين بهذا الكلام يعتبرون الكرامة «زائدة دودية».

a

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«قِلّتهم أحسن» «قِلّتهم أحسن»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab