أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي

أيهما أسبق: التطرف الإسرائيلي أم العربي؟

أيهما أسبق: التطرف الإسرائيلي أم العربي؟

 العرب اليوم -

أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي

بقلم - عماد الدين حسين

أيهما منع ويمنع تحقيق السلام في المنطقة وحل الصراع العربي الإسرائيلي: هل هو التطرف العربي أم التطرف الإسرائيلي، وهل من الأمانة أن نتحدث طوال الوقت عن التطرف العربي فقط، ونغفل ونتجاهل التطرف في الجانب الإسرائيلي؟! أطرح هذا السؤال ليس لوجود وجهة نظر إسرائيلية تحمل «التطرف العربي» مسؤولية عرقلة الوصول لتسوية سلمية، لأن ذلك طبيعي، ولكن لوجود أصوات عربية تتزايد في الفترة الأخيرة تتبنى وجهة النظر هذه.

 

السؤال الأول: هل هناك تطرف عربي؟!

الموضوعية تقول إنه موجود منذ سنوات وتسبب في العديد من النكسات العربية. وتقديري أن التطرف الذي قادته بعض التنظيمات العربية والمتأسلمة صب عملياً في خدمة إسرائيل وكل أعداء الأمة العربية بصورة لا تقبل الشك. وهناك تقديرات أن هذه التنظيمات المتطرفة، لم تكن بعيدة عن خدمة أجهزة معادية للعرب، سواء كانت تعلم ذلك فعلاً أم جهلاً.

لكن الموضوعية والدقة والأمانة والعدل تقتضي القول إن التطرف الإسرائيلي هو الأكثر أصالة وتجذراً وترسخاً، بل إنه كان هو الأساس في تأسيس دولة إسرائيل ولولاه ربما ما شهدنا هذا التطرف العربي والإسلامي المتاجر باسم الدين.

عصابات هاشومير والهاجاناة وشتيرن والأرجون المتطرفة كانت هي الأساس في تأسيس دولة إسرائيل، وهي التي صارت عماد الجيش الإسرائيلي، وهي التي طردت عرب فلسطين من مدنهم وقراهم، وارتكبت العديد من المذابح ضدهم خلال وبعد نكبة 1948 مثل دير ياسين وقبية.

كثيرون لا يعرفون أن بعض الذين تم تهجيرهم من بيوتهم من عرب 48 ذهبوا كلاجئين في غزة. إسرائيل احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية وجزءاً من الأراضي الأردنية في 5 يونيو 1967. وبعدها نشطت المقاومة في صورة تنظيمات ومنظمات وحركات غلب عليها الطابع اليساري عموماً، سواء كان ماركسياً أو قومياً أو حتى وطنياً.

وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» ظهرت لتقود المقاومة ضد المحتل. وهي حركة وطنية قومية، ورغم ذلك اعتبرتها إسرائيل تخريبية، لأنها ببساطة كانت تقاوم المحتل.

في عام 1978 اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان لضرب المقاومة الفلسطينية وكررت الأمر نفسه عام 1982، واحتلت بيروت وطردت منظمة التحرير من لبنان إلى تونس، اعتقاداً أن ذلك سيقضي على المقاومة.

قبل ذلك وقعت مصر معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، وبذلت المستحيل لحل القضية الفلسطينية، لكن إسرائيل أصرت على أن أقصى ما ستقدمه هو الحكم الذاتي وليس الدولة الفلسطينية المستقلة. حتى عام 1987، لم تكن هناك حركة تسمى «حماس»، أو «الجهاد». «حماس» ظهرت لأول مرة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 8 ديسمبر 1987 في مخيم جباليا في قطاع غزة.

الفلسطينيون تفاوضوا مع إسرائيل وقبلوا بحلول جزئية في اتفاق أوسلو 1993، وعاد عرفات ومعه السلطة الفلسطينية إلى رام الله، لكن إسرائيل تفننت في التملص من الاتفاق، ونتذكر أن متطرفاً إسرائيلياً هو إيجال عامير قتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في 4 نوفمبر 1995.

نتانياهو يتباهى بأنه تمكن من إنجاز أفضل خدمة لإسرائيل وهي عرقلة قيام دولة فلسطينية. هو يتباهى أيضاً بأنه أدام الانقسام الفلسطيني، بل وشجع على استمرار سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة منذ انقلابها على السلطة الفلسطينية عام 2007.

والآن فإن نتانياهو يتحالف مع أكثر الأحزاب الإسرائيلية تطرفاً، خصوصاً حزبي «قوة يهودية» بزعامة إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، ومعه وزير التراث عميحاي الياهو الذي طالب بتسوية قطاع غزة بالأرض باستخدام القنبلة النووية، ثم حزب «الصهيونية الدينية» الذي يرأسه وزير المالية بتسلئيل سموتيرتش، هذه الأحزاب لا تزال تؤمن بأن «العربي الجيد هو العربي الميت».

مرة أخرى: هل هناك تطرف عربي؟! الإجابة هي نعم، لكن علينا أن نتذكر أن غالبية المتطرفين العرب يعتاشون على وجود التطرف الإسرائيلي، ويتاجر معظمهم بقضية القدس.

الأصل في المشكلة هو وجود الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان، وحينما ينتهي هذا الاحتلال وتقوم دولة فلسطينية فإن غالبية المتطرفين العرب سوف يفقدون أهم ورقة يتاجرون بها.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي أيهما أسبق التطرف الإسرائيلي أم العربي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab