ترامب وحَّد العرب فهل نستمر

ترامب وحَّد العرب.. فهل نستمر؟!

ترامب وحَّد العرب.. فهل نستمر؟!

 العرب اليوم -

ترامب وحَّد العرب فهل نستمر

بقلم - عماد الدين حسين

من بين 47 رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية فإن دونالد ترامب قد يدخل التاريخ - حتى الآن - فى أنه أكثر من أضر بالعرب والمسلمين خصوصًا الفلسطينيين بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وضم الجولان، وأخيرًا اقتراحه بتهجير أهل غزة إلى خارجها.

ورغم ذلك فإن ترامب بأفعاله الأخيرة، جعل العرب للمرة الأولى منذ فترة طويلة يتوحدون على فكرة أساسية واحدة، وهى رفض التهجير.

قبل دخول ترامب البيت الأبيض، فى 20 يناير الماضى، وقبل اقتراحه العجيب، كان العرب منقسمين حول معظم القضايا، ومنها القضية الفلسطينية، بل إن الفلسطينيين أنفسهم منقسمون بين فتح وحماس، وبين السلطة والمقاومة، لكن بعد اقتراح ترامب فإن جميع العرب والمسلمين، بل كل شرفاء العالم اتفقوا على شىء واحد، وهو الاعتراض ورفض الاقتراح، وبالتالى فإنه يحق أن نقول ولو مجازًا إن ترامب نجح فى توحيد العرب- حتى ولو مؤقتًا- باقتراحه الغريب.

السؤال: هل يمكن أن يستمر هذا التوحد حتى يتم إجهاض الاقتراح تمامًا ثم تسوية القضية وإيجاد حل عادل لها أم يعود العرب إلى الشىء الذى أدمنوه طويلًا وهو التشرذم والانقسام؟!

أخشى أن تكون الإجابة هى العودة إلى الانقسام، وأتمنى أن يخيب ظنى ويستمر التوحد.

لماذا هذه الإجابة المتشائمة؟
ببساطة لأن عمق الانقسامات العربية خصوصًا فيما يتعلق بالتعامل مع إسرائيل وأمريكا، قد وصل إلى مرحلة فى غاية الخطورة.

العرب متفقون على الاعتراض على اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، لكنهم ليسوا متفقين بصورة واضحة على كيفية الرد ومواجهة هذا الاقتراح، إذا أصر ترامب ومعه اليمين المتطرف الحاكم فى إسرائيل على تنفيذ هذا الاقتراح.

من الأمور المبشرة مسارعة العرب والمسلمين إلى الموافقة على عقد قمة عربية ثم إسلامية طارئة بالقاهرة فى 27 فبراير الجارى. وقد أعلن السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، فى حوار مع الإعلامية لميس الحديدى، تأجيل القمة بضعة أيام لأسباب لوجستية تتعلق بمواعيد وارتباطات الرؤساء العرب، وقد تم بالفعل تأجيل عقد القمة إلى 4 مارس المقبل!

المهم نتمنى أن تنجح القمة الخماسية الطارئة فى الرياض بعد أيام قليلة فى وضع تصور عربى شامل وكامل لمواجهة اقتراح ترامب، على أن تقوم القمة العربية الطارئة باعتماده حتى يمكن تقديمه إلى الأمريكان باعتباره الخيار الذى يعبر عن كل العرب والمسلمين، بل عن كل الدول التى اعترضت على اقتراح ترامب بما فيها معظم دول الاتحاد الأوروبى وروسيا والصين والاتحاد الإفريقى، وعدد كبير من أعضاء الكونجرس الأمريكى، بل بعض المسئولين الإسرائيليين أنفسهم!

الاختبار الأهم ليس فى رفض اقتراح ترامب، لأن الجميع رفضه بمن فيهم قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين، لكن الأهم هو فى الاتفاق على خطوات عملية حقيقية قابلة للتنفيذ تواجه المخطط الأمريكى الإسرائيلى.

أخشى ما أخشاه أننا وبعد أن ننجح فى إجهاض اقتراح ترامب، ندخل كعرب فى مهاترات وصراعات جانبية فى كيفية إدارة قطاع غزة، والأهم مواجهة المخطط الأخطر، وهو تهويد الضفة وضمها إلى إسرائيل.

وأخشى أيضًا أن تتمكن الخلافات العربية والفلسطينية من تحقيق ما عجز العدوان الإسرائيلى المدعوم أمريكيًا عن تحقيقه.

نقطة البداية الأساسية فى تجنب السيناريو الأسوأ هو أن تتحلى القوى والأحزاب والجماعات الفلسطينية سواء كانت سلطة فى رام الله أو الفصائل فى غزة بالحكمة. ليس معقولًا أن يستمر الانقسام الفلسطينى منذ 2006 حتى الآن وإسرائيل ومعها أمريكا تصر على طرد المقاومة وعدم دخول السلطة الفلسطينية، هى تريد التهويد الكامل، فلماذا لا يتفق الفلسطينيون على حلول خلاقة تفوت الفرصة على المخطط الإسرائيلى الأمريكى؟!

ليس هذا وقت الصراع على السلطة والنفوذ والأموال وإرضاء هذا الطرف الإقليمى أو ذاك. لدينا لحظة اتفاق وتوحد عربى إسلامى ودولى غير مسبوقة، فهل نستغلها أم نهدرها كما فعلنا مئات المرات؟!

arabstoday

GMT 18:34 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

زمن الاستحقاقات.. وزمن القرارات!

GMT 18:24 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

الرياض عاصمة العالم... مرة أخرى

GMT 18:17 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

أمريكا واليمين الأوروبي

GMT 18:15 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

الريال والسيتى.. بداية ثورة فى اللعبة

GMT 18:14 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

صور لها حكايات.. بطاقة هوية لامتحان التوجيهية

GMT 17:53 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

سعد الحريري... وعودة «تيار المستقبل»

GMT 17:40 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

المواقف القوية تحتاج إلى تضحيات

GMT 12:45 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

خُذ على راسها دكتور عزمي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وحَّد العرب فهل نستمر ترامب وحَّد العرب فهل نستمر



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:48 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

ياسمين صبري تخوض صراعاً شرساً في برومو "الأميرة"
 العرب اليوم - ياسمين صبري تخوض صراعاً شرساً في برومو "الأميرة"

GMT 01:29 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

جيش الاحتلال يبدأ الانسحاب من قرى حدودية لبنانية

GMT 04:26 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

رياض السلام بين واشنطن وموسكو

GMT 01:02 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.4 درجة يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا

GMT 00:55 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

الجيش الإسرائيلي يتوغل بريف القنيطرة الجنوبي

GMT 10:22 2025 الإثنين ,17 شباط / فبراير

عمر خيرت... إطلالة من «برلين»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab