هل تتحقق المعجزة الليبية فى برلين

هل تتحقق المعجزة الليبية فى برلين؟

هل تتحقق المعجزة الليبية فى برلين؟

 العرب اليوم -

هل تتحقق المعجزة الليبية فى برلين

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

ما لم تحدث معجزة، فإن المؤتمر الدولى بشأن الأزمة الليبية، الذى سينعقد اليوم فى العاصمة الألمانية برلين لن يستطيع التوصل إلى حل شامل للأزمة.
أتمنى من كل قلبى أن تحدث المعجزة، ويتمكن المؤتمر من حل الأزمة بصورة تعيد ليبيا بلدا عربيا طبيعيا موحدا فى جيشه وأراضيه ومؤسساته، بعيدا عن حكم الميليشيات أو المنظمات المتطرفة أو الاستبداد.
الوقائع على الأرض تقول إننا مازلنا بعيدين عن الحل الشامل، والأسباب معروفة للجميع، لكن بعضهم لا يريد أن يرى الأمور بصورة واقعية بل بصورة حالمة حينًا ومتواطئة أحيانًا.
الطرفان المتصارعان أى الجيش الوطنى وحكومة الميليشيات، ذهبا إلى مؤتمر موسكو الأسبوع الماضى، لكن لم يتفقا على حل لأن كل طرف يتمسك بمواقفه الأساسية، وهى مواقف متناقضة ولا يمكن أن تلتقيا. حكومة الميليشيات التى يرأسها فايز السراج وقعت على الاتفاق؛ لأنها «محشورة فى الركن» بعد النجاحات الميدانية التى حققها الجيش الوطنى الليبى بزعامة خليفة حفتر، وأى اتفاق يوقف إطاق النار، هو مكسب استراتيجى لها، حتى تتمكن من إعادة تسليح نفسها عبدالبوابة التركية، والانقضاض على الجيش، الذى رفض قائده خليفة حفتر التوقيع، وغادر موسكو، معتبرا صيغة الاتفاق تكافئ الميليشيات وليس العكس.

التركية..

الرئيس التركى كتب مقالا أمس السبت فى صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، يهدد فيها أوروبا والعالم بصورة سافرة قائلا: إذا سقطت حكومة السراج فستجد أوروبا داعش والقاعدة أرضا خصبة فى ليبيا، وإننا سنقوم بتدريب قوات الأمة الليبية والمساهمة معها فى قتالها ضد الإرهاب والاتجار بالبشر، وبالتالى فإن طريق السلام فى ليبيا يمر عبر تركيا!!!.
ما قاله أردوغان يتسق مع طريقته التى حققت له بعض المكاسب الجزئية فى سوريا، ويعتقد أن الطريقة نفسها ستنجح فى ليبيا، هو يبتز أوروبا بالإرهابيين والمهاجرين، علما أنه هو شخصيا من يرعى الإرهابيين فى سوريا علنًا، ويحركهم كيفما يشاء من إدلب إلى طرابلس.
الهدف الجوهرى لأردوغان هو السيطرة على النفط الليبى أولا، وبسط سيطرة جماعة الإخوان وحلفائها على ليبيا ثانيا، وبالتالى بسط السيطرة على المنطقة اعتمادا على وجود جماعة الإخوان متمثلة فى حركة النهضة التى تشارك فى الحكم فى تونس.
أردوغان يحاول أيضا إغواء الجزائر، التى اتخذت موقفا صادما قبل أيام، حينما اعتبرت سقوط طرابلس فى يد الجيش الوطنى خطا أحمر لن تقبله، ولا نعرف ما هى الاعتبارات التى تجعل الجزائر تقبل بسيطرة الميليشيات المتطرفة التى قتلت مئات الآلاف من الشعب الجزائرى فى «العشرية السوداء»؟!.
إيطاليا تنحاز إلى حد كبير إلى حكومة السراج فى حين يقترب الموقف الفرنسى من المشير خليفة حفتر، وهو نفس الموقف الذى تتخذه اليونان وقبرص، والموقف الألمانى يميل إلى الحياد إلى حد كبير.
مصر تدعم وحدة الأراضى والمؤسسات الليبية خصوصا الجيش الوطنى، وهو نفس الموقف السعودى والإماراتى والبحرينى والأردنى، وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضوح أن مصر لن تقبل بسقوط ليبيا أو السودان تحت حكم الإرهابيين والمتطرفين.
الموقف الأمريكى غامض وملتبس، مرة يدعم حفتر وأخرى يطالبه بوقف الهجوم، أما الموقف الروسى فيميل إلى حد كبير إلى موقف الجيش الليبى، وإن كان البعض استغرب موافقة موسكو على الوثيقة الأخيرة التى رفض حفتر التوقيع عليها؛ لأنها تنحاز فى الجوهر لدعم حكومة الميليشيات. والبعض اعتبر الموقف الروسى الأخير حلا وسطا لارضاء تركيا، كى تتنازل فى مواقع وصفقات أخرى، خصوصا إدلب وخطوط الغاز، وصفقات السلاح بين أنقرة وموسكو.
تلك هى أبرز المواقف الدولية والإقليمية من الأزمة الليبية، والملاحظة الجوهرية، أن معظمها متناقض ومتصادم، ويحتاج إلى معجزة فعلا للوصول إلى حل حقيقى.
نتمنى الوصول إلى حل من أجل حقن دماء الشعب الليبى الذى يدفع الثمن الأكبر من هذه المأساة، المستمرة منذ عام ٢٠١١، لكن أى حل من دون نزع سلاح الميليشيات ووجود جيش وطنى موحد، وتوافق وطنى حقيقى، سيعنى مجرد مسكنات وبعدها تنفجر الأزمة، ربما بصورة أسوأ مما هى عليه الآن.
ورغم ذلك، نتمنى أن تحدث المعجزة ونرى حلا للأزمة عبر بوابة برلين.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تتحقق المعجزة الليبية فى برلين هل تتحقق المعجزة الليبية فى برلين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
 العرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab