الاقتصاد الأردنى طموحات كبيرة وتحديات أكبر

الاقتصاد الأردنى.. طموحات كبيرة وتحديات أكبر

الاقتصاد الأردنى.. طموحات كبيرة وتحديات أكبر

 العرب اليوم -

الاقتصاد الأردنى طموحات كبيرة وتحديات أكبر

بقلم: عماد الدين حسين

الاقتصاد الأردنى يواجه غالبية التحديات التى يواجهها الاقتصاد المصرى مع فارق أن هناك ١٠٥ ملايين نسمة فى مصر و11.5 مليون فى الأردن.
أحد التحديات الأساسية التى تواجه الأردن أنها تستضيف أكثر من ٢ مليون فلسطينى و١٫٥ مليون سورى، إضافة إلى نحو ٣ ملايين آخرين غيرأردنيين، يضغطون بشدة على الاقتصاد الأردنى، خصوصا أن غالبية اللاجئين لا يعيشون فى مخيمات، بل هم مندمجون فى النسيج الأردنى وليسوا داخل مخيمات معزولة. وإضافة للمشكلات الاقتصادية فهناك المشكلات الاجتماعية خصوصا أن نصف اللاجئين السوريين مثلا فى الفئة العمرية تحت ١٥ سنة وكل هؤلاء يضغطون على البنية التحتية والموارد شديدة المحدودية.
المشكلة الأساسية أن الأردن يدفع دائما ثمنا كبيرا لكل مشكلات المنطقة، خصوصا أنه يقع فى منطقة اضطرابات شبه دائمة منذ عام ١٩٤٨، وبعدها ١٩٦٧، ثم الغزو العراقى للكويت عام ١٩٩٠، ثم حصار الغرب للعراق وبعدها غزوه عام ٢٠٠٣، ثم أزمات الربيع العربى وأخطرها الأزمة السورية، والآن جاءت كورونا ثم أوكرانيا لتزيد الأمور تفاقما.
وحسب ما قاله دولة رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة لنا نحن الوفد الصحفى المصرى الذى زار الأردن الأسبوع الماضى، فإن فيروس كورونا أكل الأخضر فى المنطقة، وجاءت الأزمة الأوكرانية لتأكل اليابس!
لكن المشكلة أن الأردن يستورد ٩٦٪ من احتياجاته من البترول، وهو بلد بلا موارد طبيعية كبيرة، خصوصا المياه حيث يصنف باعتباره ثانى أفقر بلد فى العالم فى شح المياه. ورغم كل ذلك فإن الأردن قبل أزمة أوكرانيا كان لديه احتياطى سلعى يصل إلى ١٥ شهرا، ومع الأزمة انخفض الاحتياطى إلى ٦ شهور، وارتفعت البطالة إلى ما بين ٢٢ ــ ٢٥٪ والمشكلة الأخطر أن ٥٠٪ من العاطلين من فئة الشباب.
وطبقا لبيانات البنك المركزى الأردنى بشأن المؤشرات الكلية فإن معدل التضخم وصل فى الأيام الأخيرة إلى ٥٫٥٪، وانخفض معدل النمو إلى نحو ٢٫٢٪، بعد أن كان فوق الـ ٨٪ قبل كورونا وأوكرانيا، وكان قطاع العمالة غير المنظمة هو الذى دفع الثمن الأكبر بعد انخفاض النمو وتزايد البطالة. فى حين وصل عجز الموازنة إلى سالب 5.1% وعجز الحساب الجارى إلى 8.8%، وكذلك ارتفع حجم الديون الخارجية إلى أكثر من 41 مليار دولار خلال أول 5 أشهر من 2022، بنسبة 88.6 % من الناتج المحلى الإجمالى للمملكة، وهى نفس النسبة تقريبا لحجم الديون المصرية مقارنة بالناتج المحلى الإجمالى.
وحسب ما قاله لنا بشر الخصاونة فإن الأردن يحتاج إلى توفير ١٣٠ فرصة عمل سنويا، لكن القطاع الحكومى لا يستطيع أن يوفر أكثر من ١٥٪ من هذه النسبة، وبالتالى فالحل هو تشجيع القطاع الخاص ودعمه، وكذلك جذب الاستثمارات الأجنبية، إضافة لتصدير عمالة مؤهلة للأسواق العربية والإقليمية والدولية. والقضاء على عجز الموازنة الذى يبلغ ٢ مليار دينار سنويا.
فى تقدير وزير التخطيط الأردنى ناصر الشريدة فإن تداعيات الأزمة الأوكرانية ماتزال فى بدايتها وليس نهايتها، وهم يعذرون المواطنين الذين صار عدد كبير منهم غير قادر على تحمل آثار الأزمات الاقتصادية الخارجية، وبالتالى فإن الأردن يتحرك على أكثر من صعيد أولها استغلال العلاقات المتميزة للعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى دوليا، وثانيها عقد مؤتمر حضره ٥٠٠ شخصية اقتصادية لوضع رؤية اقتصادية تستمر حتى عام ٢٠٣٣، يكون هدفها الأساسى مضاعفة الناتج القومى، وخلق مليون فرصة عمل وجذب استثمارات لـ٤٢ مليار دينار خلال هذه الفترة. وبالتالى يمكن وقتها القول إن الأردن قد تخطى هذه الأزمة الاقتصادية التى لا تهدده هو فقط، بل تهدد عددا كبيرا من بلدان العالم خصوصا فى منطقتنا العربية.
كان الله فى عون الأردن، وكل من تأثر سلبا بتداعيات كورونا وإوكرانيا.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد الأردنى طموحات كبيرة وتحديات أكبر الاقتصاد الأردنى طموحات كبيرة وتحديات أكبر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab