متى تنخفض الأسعار

متى تنخفض الأسعار؟

متى تنخفض الأسعار؟

 العرب اليوم -

متى تنخفض الأسعار

بقلم - عماد الدين حسين

متى تنخفض الأسعار ومتى ترتفع فى مصر؟

البعض يعتقد أن الأمر يتم بقرار من الحكومة. لكن الواقع ليس كذلك، ولو كان بيد الحكومة فعلا لكان من مصلحتها ألا ترتفع الأسعار مطلقا حفاظا على شعبيتها بين المواطنين.

يوم الخميس الماضى أعلنت الحكومة عن التوصل لاتفاق مبدئى مع صندوق النقد الدولىبشأن حزمة تمويلات جديدة بقيمة ٩ مليارات دولار، وقبل هذا القرار رفع البنك المركزى سعر الفائدة ٢٠٠ نقطة أساس أى ٢٪ والأهم أنه ترك سعر الدولار مرنا، ما أدى إلى ارتفاع سعره ليصل إلى ما يقرب الـ ٢٣ جنيها بزيادة ١٧٪.

بعد هذه التطورات صار هناك قلق بين المواطنين، بأن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من ارتفاع الأسعار، باعتبار أن ارتفاع الدولار سيرفع معه الأسعار بنفس النسبة على الأقل.

مساء الخميس الماضى كنت أوجه نفس السؤال لأحد المتخصصين فى الاقتصاد، وهو فى نفس الوقت مستثمر بارز. قال لى إن الأمر ليس بهذه الصورة، وقدم لى صورة واقعية أتمنى أن تتحقق فعليا.

فى تقديره أن التجار والمستوردين كانوا يبيعون منتجاتهم فى الشهور الماضية على أساس أن سعر الدولار يتراوح ما بين ٢٢ ــ ٢٤ جنيها وليس السعر الرسمى السابق أى ١٩٫٦٠ جنيه، وبما أن السعر الرسمى يلامس الـ ٢٣ جنيها، فالمفترض ألا تزيد الأسعار، أو إذا زادت فلن ترتفع أكثر من ٥٪.

لكن النقطة الأكثر أهمية أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة فى تحديد مستقبل سعر الدولار أمام الجنيه وبالتالى مستوى الأسعار.

السبب فى ذلك أن الأسواق عانت فى الأسابيع الماضية شحا كبيرا فى الدولارات وبالتالى توقف الاستيراد تقريبا. وغالبية التجار كانت تبيع من المخزون، الذى نفد تقريبا، وبالتالى فإن الأسواق متعطشة لأى دولارات.

توقيت اتخاذ قرار التعويم كان جيدا حيث تم إعلانه قبل ظهر الخميس، وهناك جمعة وسبت كاملان، حتى تفتح الأسواق والبورصة، وبالتالى تكون الصدمة قد خفت إلى حد كبير، لكن هذا أمر مؤقت جدا فإذا وجد التجار والمتعاملون والمستوردون الدولارات متوافرة، فإن الأسعار ستظل مستقرة إلى حد كبير، وبالتالى لن تحصل المضاربة على الدولار. هذا الأمر يتطلب أن يكون فى يد الحكومة كمية من الدولارات تضخها فى الأسواق فى بدايات التعاملات ابتداء من اليوم الأحد، لأن عدم توافر الدولارات سيجعل المستوردين يبحثون عنه بأى ثمن، وهنا تكون المشكلة. فى رأى هذا الخبير فإن سعر ٢٢٫٥ للدولار يعتبر معقولا جدا، لكن مرة أخرى بشرط جوهرى هو توافر الدولارات خصوصا لمن يحتاجها لتمويل تجارته وأعماله واستيراد مستلزمات إنتاجه، ويقال إن بعض المصانع توقفت بصورة جزئية أو كلية مؤخرا حينما لم تجد الدولارات أولا، أو دبرتها لكن قيود الاستيراد جعلتها مغلول اليد، حتى لو كانت تحاول استيراد مستلزمات إنتاج أساسية.

هذا فيما يتعلق بالأيام والأسابيع القليلة القادمة، أما على المديين المتوسط والطويل فالأمر بسيط للغاية، فلكى يستقر سعر الجنيه يقوى ويشتد عوده أمام الدولار وبقية العملات الأجنبية، فنحتاج ببساطة إلى أن يزيد إنتاجنا وتزيد صادراتنا وتقل وارداتنا.

نعرف أننا نصدر بحوالى ٤٢ مليار دولار تقريبا سواء سلعا وبضائع عادية أو مشتقات بترولية، لكن فى المقابل نستورد بضعف هذا الرقم أى أكثر من ٨٠ مليار دولار.

وطوال السنوات الثلاث الماضية تعرض اقتصادنا - شأن العديد من الاقتصادات العالمية - لضربة موجعة بفعل تداعيات جائحة كورونا ثم الأزمة الأوكرانية، وهو ما قاد إلى تضخم غير مسبوق وزيادة فى أسعار السلع الأساسية خصوصا الحبوب والبترول، وبالتالى فإن الدول التى تستورد أكثر هى التى دفعت الضريبة الأكبر.

حل هذه المعضلة يحتاج إلى أن نعتمد على أنفسنا أكثر، أى ننتج ونصدر أكثر ونستورد أقل، ومن دون حدوث ذلك، فسوف نظل تحت رحمة ظروف خارجية لا نتحكم فيها، خصوصا أن معظم عائداتنا الدولارية لا نتحكم فيها بالكامل، ثم إن الأشقاء توقفوا عن المساعدة الفعلية.

الاعتماد على النفس يتطلب شروطا كثيرة، منها سياسات حكومية ناجحة ودعم حقيقى وليس لفظى لكل المنتجين فى القطاع الخاص، وأن يكون لدينا جهاز إدارى متطور.

حينما يحدث ذلك فسوف تستقر الأسعار بل ربما تنخفض وبالتالى علينا جميعا أن نرفع شعار «ما حك جلدك مثل ظفرك، ، فتول أنت جميع أمرك». حفظ الله مصر والمصريين من كل سوء.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تنخفض الأسعار متى تنخفض الأسعار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab