بقلم : محمد أمين
وهكذا كتبت السنغال فصلا قويا فى تاريخ الديمقراطية الإقريقية، أجرت الانتخابات الرئاسية يوم الأحد الماضى، بعد محاولات تأجيلها من جانب الرئيس ماكى سال وصدق عليها البرلمان، لكن المحكمة الدستورية رفضت وقضت بإجرائها فى أسرع وقت، وهو ما كان!.
لكن الأمر الأكثر دهشة كان نتيجة الانتخابات التى أسفرت عن فوز ساحق من الجولة الأولى لمرشح المعارضة باسيرو ديوماى فاى، الذى خرج من السجن قبل موعد الانتخابات بعشرة أيام فقط، وبعد أسبوع من بدء الحملة الانتخابية!.
وهنأ الرئيس السنغالى ماكى سال، ديوماى افاى، على فوزه فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، كما أقر منافسه الرئيسى ومرشح التحالف الحاكم أمادو بالهزيمة، واتصل بديوماى فاى لتهنئته بالفوز!.
الرئيس الجديد كان أصغر المرشحين، الذين بلغ عددهم 19 مرشحا، فى السن، ولا يتجاوز عمره 44 سنة، قضى فى السجن 11 شهرا، خرج من السجن إثر عفو عام أصدره الرئيس سال فى سياق محاولة تهدئة المشهد السياسى، بالتزامن مع انتهاء ولايته، رفقة زعيم حزبه عثمان سونكو وقيادات أخرى، ولأن الوقت كان ضيقا كانت الحملة الانتخابية أسبوعا فقط!.
واستطاع فى أسبوع أن يفوز من الجولة الأولى، ما يعنى أن التحولات التى حدثت كانت فى صالح مرشح المعارضة الذى فاز من الجولة الأولى، وهو ما يشير إلى أن الأنظمة الكرتونية لا تصمد أمام أى محاولة جادة!.
ويرى المراقبون أن تجرية ديوماى فاى وسونكو أصبحت حالة خاصة يتم النظر لها بإعجاب من دول الجوار وهو ما ظهر جليا من الترحاب الشديد على مواقع التواصل بفوز ديوماى فاى وهو مرشح المعارضة الذى قضى فترة السجن ولم يخرج سوى قبل أيام من الانتخابات، ليخوض حملة انتخابية قصيرة حققت فوزا ساحقا من الجولة الأولى!.
بالتأكيد هذا التحول أفضل من محاولات الانقلاب التى تحدث فى إفريقيا، فالرئيس المنتخب أفضل شعبيا من الرئيس المنقلب، وخيارات الناس دائما هى الأفضل!، وبهذا انتقل الرجل، الذى لا يملك خبرة سابقة فى خوض الاستحقاقات السياسية، إلى رئيس واحدة من أبرز الديمقراطيات فى إفريقيا!.
استفاد من أخطاء الرئيس المنتهية ولايته على المستوى السياسى وتحديات الاقتصاد لقيادة حملة انتخابية يبدو أنها أتت أكلها، وتحول ديو ماى من مواطن مجهول إلى الرئاسة، وهو الذى أفرج عنه منذ عشرة أيام فقط، كان ذلك فى 14 مارس، ما يعنى أن الشعب السنغالى كان مؤهلا لاعتناق مبادئ حزب باستيف، نحو القيم والأخلاق، كطريق تستعيد به السنغال مكانتها، ونجحت المعارضة السلمية فى تغيير اتجاهات الرأى العام وتحقيق النصر ونبذ العنف، للوصول إلى الحكم