المذيع زير النساء

المذيع زير النساء

المذيع زير النساء

 العرب اليوم -

المذيع زير النساء

إنعام كجه جي
بقلم - إنعام كجه جي

في العربية «رجلٌ زيرٌ»، تعني يحب مجالسة النساء. لكن المذيع الفرنسي بارتريك بوافر دارفور كان يمضي أبعد من المجالسة والمؤانسة. وهو اليوم بطل لفضيحة اعتداء جنسي. تكسر النساء حواجز الصمت ويطالبن بمعاقبة المعتدين. ومن هؤلاء كاتبة وصحافية تدعى فلورنس بورسيل، تتهم المذيع باغتصابها. تقول إنه استغل سطوته المعنوية عليها حين كانت في ربيعها العشرين. والقضية طازجة والتحقيق في بداياته.
المقصود بالسطوة المعنوية التحصن بالمركز القوي. كان المذيع، طوال عشرين عاماً، أشهر مقدم لنشرة الأخبار في التلفزيون الفرنسي. يجمع حوله عشرة ملايين متفرج كل مساء. رقم قياسي في أوروبا. استضاف الرؤساء وقابل زعماء العالم وكان بالغ الاحتراف في عمله، مع استثناءات صارخة. يستطيع بوافر أن يقرأ خبر صاعقة تضرب رأسه دون أن تضطرب ملامح وجهه. عانت ابنته المراهقة من «الأنوركسيا». وذات نهار ألقت بنفسها تحت عجلات المترو. وفي المساء ظهر الأب على الشاشة وأذاع خبر انتحارها. لم يهتز له جفن.
المثير في القضية الجديدة اعتراف كل معارفه بأنه كان زير نساء. هوايته اجتذابهن والإيقاع بهن. وهو ما اعترف به، من قبل، كل من خالطوا «المتحرش الأكبر» دومينيك ستروسكان، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي. يعرفون ويتغاضون. إلى أن جاءت حركة «مي تو» وراحت الأقنعة تتساقط بالتتابع.
رغم نجاحه، قررت إدارة القناة الأولى وقفه عن تقديم النشرة، عام 2008، من دون سابق إنذار. قال للصحافة إنه عرف بالخبر من التلفزيون. ولعل السبب هو استخفافه بساركوزي في إحدى المقابلات. علّق على مشاركة الرئيس الفرنسي في قمة الدول الصناعية الثماني وقال له، على الهواء، إنه كان مثل ولد صغير في ساحة الكبار. وغضب ساركوزي ولم يرد. لكن شيراك كان للمذيع بالمرصاد. ففي مقابلة معه سأله عن حدود حصانته الرئاسية. وجاء الجواب: «إن سؤالك ينزلق إلى الوقاحة». وفي مقابلة مع ميتران حاول أن يسخر من علاقة الرئيس مع الوزير الأول. وكان رد ميتران باتراً: «هذا ما أعرفه عنك، لا شك أن العلامة التجارية للرجل لا تتغير». وبالعربي الفصيح: الذيل الأعوج لا يعتدل.
نشر بوافر دارفور أربعين رواية وكتاباً. قدم عشرات البرامج لإذاعات وقنوات مختلفة. نال ثلاثة من أرفع أوسمة الشرف. ظهر عنه العديد من الأفلام الوثائقية. دخل خصماً في الكثير من الدعاوى القضائية. وتبقى سيرته صالحة لأكثر من رواية وفيلم. إنه المؤلف الذي أدانته المحكمة بلطش مائة صفحة من كتاب صادر بالإنجليزية عن همنغواي. وهو الصحافي الذي بث في نشرة الأخبار مقابلة زعم أنه أجراها مع كاسترو، عام 1991، ثم تبين أنها فبركة مونتاجية. كان يأخذ ردود الزعيم الكوبي في مؤتمر صحافي ويركب عليها صورته وكأنه هو صاحب الأسئلة.
ذهب المذيع لمقابلة صدام حسين قبل الغزو. وعند عودته زعم أنه أحضر معه طفلاً فرنسياً يبلغ من العمر سنة ونصف السنة، من أبناء الجالية التي كانت محتجزة في بغداد. وهو قد خبأ الطفل في حقائبه. لكن هفوته الأفدح كانت في عز الغزو، حين استضاف شخصاً في نشرة الأخبار وقدمه على أنه الكابتن فلان، أحد ضباط الحماية المقربين من صدام حسين. وأكد المذيع أن هذا المرافق هو الذي تولى تفتيشه قبل دخوله على الرئيس. وطبعاً، تطوع الضيف بتصريحات خرافية تحبس الأنفاس. وتناقلت قنوات عالمية المقابلة ونشرت مجلات شهيرة صوره على غلافها. ولم يكن الكابتن المزعوم سوى محتال متسكع في باريس.

arabstoday

GMT 03:07 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 03:02 2024 السبت ,18 أيار / مايو

نهاية مصارعة الثيران

GMT 02:59 2024 السبت ,18 أيار / مايو

هل كان المتنبي فظاً؟!

GMT 02:57 2024 السبت ,18 أيار / مايو

التكلفة الباهظة للفقر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المذيع زير النساء المذيع زير النساء



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:34 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

وفاة مطرب سوري وضاح إسماعيل بعد صراع مع مرض

GMT 03:05 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هزة أرضية تضرب ولاية البويرة في الجزائر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab