المُلّا المَوصلِيّ

المُلّا المَوصلِيّ

المُلّا المَوصلِيّ

 العرب اليوم -

المُلّا المَوصلِيّ

بقلم : إنعام كجه جي

 

لا أكتب عنه لأنه بلدياتي، من الموصل، بل لأن المُلّا عثمان المَوصِلِيّ كان حاضراً بقوة في باريس، الأربعاء الماضي، بفضل أوتار العازف القدير نصير شمّة. أمسية موسيقية رائقة وحاشدة في الصالة الكبرى لـ«اليونيسكو». والمناسبة معرض عن السجون الكئيبة التي وُجدت في الموصل بعد طرد الدواعش منها. إن للموصل، المدينة الملقبة بأم الربيعين، أكثر من قصة حب مع آلة العود. من بين عناوينها الشقيقان العازفان منير وجميل بشير، وكذلك محمد فاضل أشهر صانع أعواد في ميدانه.

وُلد عثمان الموصليّ (1854 - 1923) لأسرة فقيرة. والده سقّاء ماء تُوفيَ وابنه في السابعة. أصيب الولد بوباء الجدري في طفولته وتأَكَّلت عيناه. تعهَّده وجيه من آل العمري بالرعاية حتى كبر. تنقّل ما بين مسقط رأسه في الموصل وبين بغداد وإسطنبول ودمشق والقاهرة. ترك ألحاناً ما زالت تشجي الأسماع حتى اليوم.

تلهم الملحِّنين ويتناقلها المطربون والمطربات جيلاً بعد جيل. وحين أقول «مطربين» فإنني أعني الغناء الذي يلفّ بالرؤوس ويبهج الأرواح، لا الحشرجات والغرغرات. ما أكثرَ الذين يتغرغرون بزعم أنهم يغنون!

قليلون يعرفون والغالبية تجهل أن لحن «زُروني كل سنة» هو للموصليّ. أصله الأنشودة الصوفية «زُر قبر الحبيب مرّة». وقد اقتبسه سيد درويش. ومن ألحانه المتداولة حتى اليوم: «فوق النخل»، و«البنت الشلبية»، و«يا أم العيون السود»، و«آه يا حلو يا مسلّيني»، و«طلعت يا مَحلَى نورها»، و«يا من لعبت به الشمول»، وغيرها كثير. قبل هذا وذاك كان شاعراً صوفياً، ومؤلفاً، وخطيباً من قادة الفكر، ورجلاً وطنياً نادى بكفّ يد الإنجليز عن بلاده.

يكتب الباحث زيد خلدون جميل أن الموصليّ عندما وصل إلى عاصمة العثمانيين برز بسرعة ليصبح أشهر قارئ للقرآن فيها. تخيلوا مقرئاً يجوّد ويلحّن ويغنّي معاً. سمع عنه السلطان عبد الحميد، فأمر بالقبض عليه وجلبه إلى قصره ليسمعه. كان كلما حلَّ ببلد تعلّم وعلّم. ففي مصر أدخل نغمات الحجاز كار والنهاوند، وفروعهما. كما أدخل المقام العراقي في الغناء التركي. ولا يزال هذا النوع يسمى بطراز الحافظ عثمان الموصليّ. يكفي أن نعرف أن من بين تلامذته في مصر: كامل الخلعي وأبو خليل القباني وعلي محمود ومحمد رفعت. وأشهرهم الفنان الفذ سيد درويش الذي التقى بعثمان في دمشق، ودرس على يده لثلاث سنوات، وقام باقتباس بعض موشحاته.

وينقل الباحث هذه الحكاية: كان المُلّا عثمان يسير ممسكاً بيد حفيده راجعاً إلى الدار عندما طرق سمعَه عزف صادر من جهةٍ ما. توقف تحت نافذة وقال لحفيده: «ألا تسمع عزفاً على العود؟! لقد قتلني هذا العازف. دُلّني على الباب». فتقدم حفيده به خطوات نحو باب قريب منهما، وقرعه الشيخ بعصاه الغليظة وصاح: «يا عازف العود... إن وتر النوى نازلٌ، شُدّه قليلاً».

arabstoday

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تمادت كثيرا يا جلالة الملك!

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض في مواجهة اليوم التالي

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نكسة الإعلام الأميركي

GMT 06:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 06:15 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أفول الأوبامية: النخب المتعالية ودرس الانتخابات

GMT 06:12 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وسياسة الطاقة الأميركية

GMT 06:10 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الطبعة الثانية من حُكم ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المُلّا المَوصلِيّ المُلّا المَوصلِيّ



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab