بقلم - عبد المنعم سعيد
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية يوم الأحد ٢١ يناير إن هجماتها التى نفذتها فى ٧ أكتوبر كانت «ضرورية» ضد الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية. لكن الحركة اعترفت بأن «بعض الأخطاء حدثت... بسبب الانهيار السريع للنظام الأمنى والعسكرى الإسرائيلي، والفوضى التى حدثت على طول المناطق الحدودية مع غزة». الوثيقة تشرح خلفية الهجوم فى نهاية عطلة يهودية يوم ٧ أكتوبر، حينما عبر مئات من مقاتلى حماس إلى إسرائيل وقتلوا مدنيين فى الشوارع وفى منازلهم وفى حفل جماهيرى فى الهواء الطلق. وقالت: «إذا كانت هناك أى حالة استهداف للمدنيين فقد حدثت عن طريق الخطأ أثناء المواجهة مع قوات الاحتلال»..وأضافت: «لقد قُتل العديد من الإسرائيليين على يد الجيش والشرطة الإسرائيليين بسبب ارتباكهم». ورفضت حماس مزاعم الإسرائيليين أن المسلحين ارتكبوا عمليات اغتصاب جماعى وتشويه الأعضاء التناسلية وقاموا بأفعال جنسية مع الأطفال والجثث خلال الهجوم. ورفضت حماس هذه الاتهامات قائلة إن الهدف منها «شيطنتها».
وقالت حماس إن الهجوم كان «خطوة ضرورية لمواجهة كل المؤامرات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني»، وإن «معركة الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال والاستعمار لم تبدأ فى ٧ أكتوبر، بل بدأت قبل ١٠٥ أعوام، منها ٣٠ عامًا من الاستعمار البريطانى و٧٥ عامًا من الاحتلال الصهيوني». المسألة هكذا لها جانب تاريخى طويل المدى يشمل البريطانيين والإسرائيليين معا، وجانب آخر يتضمن التحقيق القانونى ربما تحت عباءة المحكمة الجنائية الدولية سواء فى الجرائم التى ارتكبت فى غلاف غزة أو داخل غزة من قبل إسرائيل؛ ويكون أكثر جوانبها استحقاقا للتحقيق أحداث يومى ٧ و ٨ أكتوبر التى استخدمتها إسرائيل بتوسع لبيان أنها فيما تفعله فى غزة ما هو إلا دفاع ضد جرائم مماثلة لتلك التى ارتكبتها النازية ضد اليهود.. تقرير حماس خطوة إيجابية سوف يجعلها أكثر إيجابية إذا ما قامت بالتحقيق فى تلك الأحداث التى جرت عن طريق «الخطأ» ومن قاموا بها حتى تكون للأمر مصداقية مع النفس ومع التاريخ.