بقلم - عبد المنعم سعيد
لن تكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية أقل إثارة من سوابقها؛ وللحق فإنه لم تكن هناك انتخابات غير مثيرة. ولكن الإثارة أنواع، فمنذ انتخابات ما بعد الحرب العالمية الثانية كان لكل مرحلة إثارتها. الأولى كانت كيف يمكن التخلص من ميراث رئيس ـ روزفيلت ـ مكث فى السلطة أربع فترات متتالية وحكم وهو جالس على كرسى متحرك و يدير حربا عالمية. الإثارة باتت أمام انتخاب ترومان كانت كيف يمكن بناء العالم بعد حرب استمرت ست سنوات؛ وبعده كان لابد من رئيس جديد ـ إيزنهاور ـ للتخلص من آثار الحرب الكورية. أصبحت الحرب الباردة مستحكمة، وباتت القوتان الأعظم لا تمتلكان أسلحة نووية فقط، وإنما بات بينهما سباق فى الفضاء، وساعتها اختار الأمريكيون الشاب كيندى لعله يفتح آمالا جديدة ولكنه جرى اغتياله خلال الحملة الانتخابية التى ورث رئاستها جونسون الذى رفع آمال الأمريكيين فى الداخل ولكنه سحقها بالغوص فى حرب فيتنام. عاد نيكسون إلى البيت الأبيض فى عام ١٩٦٨ لكى يخرج أمريكا من حرب فيتنام ويفتح الأبواب مع الصين ولكنه يخرج من البيت الأبيض مستقيلا بعد فضيحة ووترجيت التى تستمر فى عارها حتى تخرج الرئيس فورد بعد عامين. أتى كارتر لكى يقود أمريكا بعد حرب وفضيحة، ولكنه سقط فى يد الإيرانيين الذين رفضوا الإفراج عن رهائن السفارة الأمريكية حتى يتولى رونالد ريجان السلطة. رغم بعض الفضائح فإن هذه كانت أكثر المراحل الرئاسية استقرارا رغم أن الرئيس يعانى من الزهايمر فى نهاية حكمه، وكان كافيا لكى يحصل نائبه بوش الأب على فترة واحدة وهو الذى أشرف على نهاية الحرب الباردة. ومع ذلك لم يستطع الصمود أمام حيوية شاب جديد يدعى كلينتون الذى أصبحت أمريكا فى عهده سيدة العالم ومع ذلك لم ينه حكمه إلا بعد فضيحة كبرى مع مونيكا لوينسكى. لم يكن ممكنا للديمقراطيين الفوز بعد الفضيحة فجاء القرن الجديد ومعه بوش الآخر- الابن.