المنظمة والشعب والقضية

المنظمة والشعب والقضية!

المنظمة والشعب والقضية!

 العرب اليوم -

المنظمة والشعب والقضية

بقلم - عبد المنعم سعيد

التواجد خارج مصر، خاصة أثناء أزمة خطيرة مثل تلك التى نعايشها الآن فى غزة والمنطقة بأسرها، يمثل نقمة الغياب عن المكان والغربة عنه وما يجرى فيه من تفاعلات حماسية وعقلانية؛ أما النعمة فإنها تأتى من التأمل والنظر فيما يحدث ويُقال بنوع من الموضوعية والقدرة على التمييز ما بين الذائع والمسكوت عنه.

لا توجد مفاجأة فى رد الفعل الشعبى والرسمى لما حدث وما فيه من تأييد للشعب الفلسطينى، والتحية لقضيته العادلة؛ وبعض النشوة لأن المياه الراكدة حول «القضية» قد تحركت. توقيت الكتابة يأتى، بينما إسرائيل على وشك الهجوم البرى على غزة، وإعلانها عن رغبتها فى إخلاء شمال غزة، ومغادرة الفلسطينيين إلى الجنوب وسط دعوات غربية لا تخلو من وعيد فى الإعلام الأمريكى والأوروبى بأن تقوم مصر باستيعابهم.

ووسط خطاب ما جرى ويجرى على منصات مختلفة، وجدت خلطًا كبيرًا بين ثلاثة أمور لا ينبغى الخلط بينها فى لحظات قرارات خطيرة لا ينبغى فيها أن تزيغ المعانى أو تخلو من الدقة، فمَن بدأ الجولة الحالية من الصراع الفلسطينى الإسرائيلى عمليًّا هو تنظيم حماس، فلا السلطة الوطنية الفلسطينية، الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، كان لها يد فى القرار ولا تطبيقه، ولم يكن فى يدها إلا الإقرار بحق الشعب الفلسطينى فى المقاومة.

ولا كان هناك تمثيل مؤثر من فصائل المقاومة فى الضفة الغربية فى العملية العسكرية؛ ورغم الآمال التى عرضها القائد العسكرى محمد ضيف (أبوخالد) فى فتح جبهة شرقية من الضفة، وأخرى من الشمال تشمل سوريا المجروحة بضربات إسرائيلية عنيفة، وحزب الله الذى أكد أنه سوف يظل داخل المعركة وليس خارجها، فأى من هذا لم يتيسر بعد أسبوع من المواجهة والحاجة إلى اتخاذ قرارات مصيرية منها فى لحظة «نكبة» ثانية يُفرض فيها على الشعب الفلسطينى أن يترك أراضيه التاريخية.

«الشعب الفلسطينى» جزء مهم من المعادلة الاستراتيجية الحالية؛ وهو حاليًا المُعبر عن التجمعات الفلسطينية التى تعيش فى الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل إسرائيل، ثم «الدياسبورا» الفلسطينية فى العالم أجمع. والقضية التى يعيشها الآن ممثلة فى الاحتلال الإسرائيلى لأراضيه الواقعة فى أرض فلسطين التاريخية؛ وما جرى الاتفاق عليه فى اتفاق أوسلو بحل الدولتين، الذى لم توافق عليه «حماس» ولا طبقته إسرائيل.

أكثر من ذلك أن إسرائيل وُلدت فى داخلها وفى مجلس وزرائها «حماس» الإسرائيلية، التى تتقاسم مع حماس الفلسطينية رؤية دينية للصراع تبدأ من نصوص «توراتية» ولا تنتهى مع «المحرقة»، التى عاشها الإسرائيليون فى فترات تاريخية مختلفة؛ بينما هذه الأخيرة تعيش فى «صحوة» تسهم فى عودة «الخلافة» الإسلامية. القسمة على هذا الشكل خلقت لدى الشعب الفلسطينى بُعدًا كبيرًا عن رغباته الأولى فى قيام دولة وطنية فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهى التى على أساسها أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية عضوًا مراقبًا فى الأمم المتحدة.

مصر وسط هذه الساحة المعقدة لا يمكنها إلا أن تنظر فى تاريخها الخاص وعلاقتها مع الشعب الفلسطينى الذى امتزجت دماؤه مع الدماء المصرية؛ ولكنها فى نفس الوقت لا يمكنها أن تخلط ما بين الشعب وتنظيم حماس، الذى اتخذ قرار حرب يكون يومها الأول مثيرًا، ولكن ما بعد ذلك يبدو غامضًا، وما فيه من وضوح هو تكرار النكبة مرة أخرى التى صرح بها أعضاء فى الحكومة الإسرائيلية.

قبل عامين، كان الموقف مشابهًا، بدأت الحرب بصواريخ فلسطينية، ومرت بلعنة «المجتمع الدولى والمعايير المزدوجة»، ووصلت إلى تدمير غزة، وانتهت إلى أن مصر عرضت إعادة إعمار غزة، وحشدت لذلك كل ما يمكنها من موارد. الذى حدث فى هذه التجربة، وما سبقها من تجارب صعبة فى العلاقات مع حماس، يستلزم حشدًا عربيًّا لبعث الحياة فى منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية الفلسطينية المعبرة عنها.

القضية الفلسطينية هى قضية عادلة لشعب عربى شقيق تحت الاحتلال، وبين الشعبين المصرى والفلسطينى جوار وتاريخ ونسب لا ينقطع، ولكن معذرة بعد ذلك، فإنه لا يمكن استمرار حالة الانقسام الفلسطينى، الذى هو عمليًّا ينتج منظمة كانت راعيتها فى مصر تريد أن تأخذ المحروسة إلى القرون الوسطى. ما يحتاجه الفلسطينيون دولة وطنية موحدة، السلطة السياسية فيها تحتكر وحدها حق الاستخدام الشرعى للسلاح؛ ويكون ولاؤها للشعب الفلسطينى وحده وليس لشبكات من المنظمات والدول، التى تريد تغيير المنطقة لكى تكون تحت هيمنة أحزاب وتنظيمات تأخذ أسماء الحشد الشعبى، والله جل جلاله، وقوى أخرى متفرقة تقسم وتفرق فى الأرض والسياسة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنظمة والشعب والقضية المنظمة والشعب والقضية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab