بقلم - عبد المنعم سعيد
قد تكون التهنئة متأخرة ولكنها واجبة للنادى الأهلى على فوزه بكأس الأندية الأفريقية. النجاح القارى إنجاز يستحق الإشادة فهي المرة الحادية عشرة لتحقيق هذا الإنجاز، وهو يضع ناديا مصريا عظيما فى كأس العالم للأندية، فوق السحاب مع مانشستر سيتى! ولكن مشاهدة مباراة النهائى الأفريقى فى المغرب الشقيق أثارت هما سلوكيا عاما، تصحيحه لن يقل أهمية عن الفوز، وهو السلوك العام للاعبين المصريين إزاء الحكام. الملاحظة العامة هنا هى أنه خلال خمسين عاما من مشاهدة كرة القدم خاصة بالنسبة للفريق القومى والنادى الأهلى ومؤخرا فريق ليفربول الإنجليزى، فإنه لم يحدث أبدا أن تغير قرار الحكم نتيجة التفاف اللاعبين حوله، والصياح فى أذنه، ومؤخرا جذب قميصه. فى كل الأحوال قرار الحكم فاصل ونهائى، ومؤخرا بات معززا بتكنولوجيا "الفار". لاعبونا للأسف، ما إن يصدر الحكم قرارا يهجمون عليه رافعين الصوت والأيدي، ولمن يشاهدون فى التليفزيون يبدو الأمر وكأنه مقدمة للاعتداء.
وراء ذلك كما يبدو حالة من المظلومية الأبدية تجاه الحكام حيث يكون الحذر جاريا منذ البداية، كما جرى فى مباراة القمة لأنه "إثيوبي" غير عارفين أن الحكم جزء من مؤسسة، كما أن المباراة جزء من تاريخ إذا ما أخطأ فيها فسوف يطارده عارها إلى الأبد، وقد يحرمه من الترقى والعلا. شكوانا المستمرة إلى الفيفا تنتهي إلى لا شىء، وإلى حد كبير تبدو متأثرة بمدى احترام الحكام داخل مصر حيث يصمم مشجعو الزمالك أن الأهلى يفوز دائما لأن الحكام يقفون إلى جانبه. وعندما نشر خبر أن نادى الزمالك هو الفريق الثاني بين فرق العالم احتسبت له ضربات الجزاء لم يكن الخبر مؤثرا؛ وفى قناة الأهلى فإن هناك برنامجا مخصصا لتوضيح كيف يتحيز الحكام ضد الأهلي. حل هذه المعضلة الكبرى هو أن ندرس للاعبين فى الأندية والفريق القومى أن واجبهم إحراز الأهداف والفوز، أما التحكيم فهوعمل الحكم والحكام!.