مصر التى فى خاطره

مصر التى فى خاطره

مصر التى فى خاطره

 العرب اليوم -

مصر التى فى خاطره

بقلم - عبد المنعم سعيد

أهدانى صديقى العزيز د. حسام بدراوى كتابه بعنوان «مصر التى فى خاطرى: فى السياسة قلنا.. ونقول». العنوان الفرعى للكتاب هو نوع من تأكيد الكاتب المثقف على اتساق مواقفه وأقواله على مر السنين؛ وهو نوع من الدفاع الذى يجده أصلاء مثقفينا ضرورة للتنويه بالأصالة والاتساق فى الفكر والثبات على المبدأ. ولكن ذلك ليس هو الرسالة الوحيدة التى تخص الكاتب، وإنما تأتى إضافة لوحاته الفنية البديعة التى تعكس خيالا خصبا يتعدى الأفكار إلى فضاءات أخرى من الخيال والإبداع. وفى العادة فإن الكتاب يزداد غنى بمن يكتب المقدمة، وهو فى هذه المرة د. بهاء زياد الدين، ومضاف لها رسائل أرسلها، وأخرى تلقاها، فضلا وعلى سبيل التسجيل للتاريخ خطابه فى افتتاح مؤتمر الحوار الوطنى. ولكن الكتاب فى النهاية هو جمع مقالات ودراسات قام بها خلال السنوات العشر الأخيرة. ولمن يتابع الدكتور جيدا فى مقالاته وكتبه سوف يجد علامات «سقراط» مصرى يقوم الكثير من أطروحاته على حوارات يقوم بها مع شباب ومريدين، وربما من أعضاء حزبه «الاتحاد» والجمعيات الأهلية التى يرعاها.

هو عمليا يقوم بتفكيك المعانى الخاصة بالمبادئ الكبرى كالحرية والعدالة ثم إعادة تركيبها فى السياق المصرى والعالمى. وفى العموم فإن الكتاب يحتوى على عمود فقرى من الليبرالية السياسية والاجتماعية، وقليل من الاقتصادية، ونفحات من العلم فهو- فى الأول والآخر وبالإضافة إلى المعارف العامة- عالم وأكاديمى أصيل غزير الإنتاج يسجل جسرا مع الشأن العام. ولكن الكتاب تسجيلى عامة لمواقف، وكأنه يرد على آخرين، وعالم من السياسة العملية أكثر منها النظرية. وبالمقارنة بكتابه الأخير «أنا والميمات من التكوين إلى الحلم» والذى جرى التعليق عليه قبل عام تحت عنوان «ميمات حسام بدراوى» فإن الكتاب فيه الكثير من القول والقليل من العمق النظرى المتروك تماما للقارئ لكى يستجليه من كثرة استخدام المفاهيم الليبرالية والديمقراطية.

لفت نظرى مقال «سياستنا الخارجية بين الكمون والفاعلية»، ولما كان لى بعض المساهمة فى هذه المعادلة، وجرى فيها نوع من الحوار مع كتاب مقدرين، فقد تصورت أن كاتبنا سوف يدخل حلبة قضية هامة من القضايا الوطنية، خاصة أنه وضعها فى سياق «الجمهورية الجديدة». ولكن المتن لم يكن فيه اشتباك مع القضية، بل إن كلمة «الكمون» لم تذكر، ولا مفهومها، وإنما فيه تأكيد على فكرة المنافسة المصرية وهو الأمر الجيد بالنسبة للتلاميذ والمريدين، ولكن التعجب شائك «لماذا نعتبر إيران عدوا، بينما نعتبر إسرائيل حليفا!!» (علامات التعجب من لدى المؤلف). التقدير فيه الكثير من التعجل؛ فلا مصر اعتبرت إيران عدوا من قبل وربما آن الأوان لمناقشة ذلك ونحن نرى أفعالها مع دول شقيقة من خلال المليشيات التى خلقتها فى المنطقة وآخرهم الحوثيون الذين يهددون الملاحة إلى قناة السويس؛ ولا كانت مصر أبدا «حليفا» لإسرائيل. وهنا توجد إشكالية المثقف العام عندما يجاور مفاهيم معقدة تنتمى إلى حقول أخرى للمعرفة فيتسلل له التبسيط وهو يتحدث إلى كثير من البسطاء؛ ولكن صاحبنا «سياسى» بمعنى القيادة فى الشؤون العامة التى يتولاها ليس فقط من يكتب ولكن أيضا من يقود.

حجر الزاوية فى كتاب صديقنا، وخطابه أمام «الحوار الوطنى»، هو عملية تداول السلطة وضرورة ترتيبها دستوريا وعمليا. يقول البدراوى إن «تداول السلطة السلمى هو وحده الذى يتيح للأوطان البناء فوق البناء، ويستفيد من تراكم الخبرات، ولا يبدأ كل حكم جديد من أول جديد». ولكن «تداول السلطة» ليس عملية تختص فقط بقيادات الدولة وإنما بعمليات لانتقال الفكر ونضجه ومواجهة تحدياته؛ ورغم رسوخه فى الدول الغربية فإنه أدى إلى الاستعمار، والسماح بالعبودية، وقوانين للتمييز مثل تلك التى ألقى بها «جيم كرو» بعد الحرب الأهلية التى أعطت الأمريكيين من أصول إفريقية تعديلات التصويت والترشح. لم يكن تداول السلطة هنا فاعلا كما يتخيل صاحبنا، ولكن خصوبة الفكرة لديه تجعله «ملكيا أكثر من ملك» بحيث يرى ذلك عاديا فى إنتاج ترامب فى الولايات المتحدة ولكنه سوف يكون له دلالات سحرية فى مصر. وكم كنت أتمنى أن يشهد الكتاب جزءا هاما من الفاعلية السياسية للكاتب فى شكل تجربته مع بناء حزب «الاتحاد» والعقبات التى وقفت أمامه لكى يكون بديلا مختلفا بفعل تداول السلطة فيه عبر السنين. التنوع بالفعل مطلوب وضرورى فى جميع الكيانات السياسية بما فيها الأحزاب وحتى فى تعليم كوادر الشباب بدلا من سماع صوت واحد وفكر واحد وهو ما يجرى فى مصر فى كثير من الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر التى فى خاطره مصر التى فى خاطره



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab