صلاح منتصر
تم الإعلان أخيرا عن عنوان بريد إلكتروني لرئيس الجمهورية قال الذين يشرفون عليه إن الرئيس تلقي من خلاله 15 ألف رسالة في أول يوم مما يؤكد أنه كان هناك تعطش حقيقي من المواطنين للتواصل مع رئيسهم.
وهو شيء ضروري أن يجد المواطن وسيلة عصرية يخاطب بها رئيس الجمهورية حتي وإن كان من خلال موظفين يتولون مهمة تفريغ البوستة وهذا أمر طبيعي لأنه ليس من المتصور أن يتولي الرئيس بنفسه متابعة مايصله من رسائل والا كان معني هذا ألا يجد وقتا لعمل آخر، إلا أن هذا بدوره يوضح أهمية اختيار الموظفين الذين يتولون بوستة الرئيس الإلكترونية وقدرتهم علي ترتيب رسائل البوستة حسب نوعياتها ( شكاوي / اقتراحات / اراء مؤيدة لسياسة الرئيس أو معارضة له / طلبات مختلفة: تعيين . علاج . مساعدات . وغيره / مخترعات / طلبات لقاء ...الخ ).بعد ذلك هناك ثلاثة اقسام مهمة يضم الأول الرسائل التي يجب عرضها مباشرة علي الرئيس بعباراتها وكلماتها حتي ولو كانت نقدا بحيث يستطيع الرئيس من خلال هذه النافذة التعرف بطريقة مباشرة علي افكار وملاحظات واقتراحات المواطنين ومعاناتهم، والقسم الثاني الذي يتولي تحويل رسائل الشكاوي ومتابعتها إلي الوزراء والمصالح المختلفة والقسم الثالث وهو الذي يتولي الرد علي المواطنين بما يؤكد العلاقة المتواصلة التي يجب أن تكون بين الرئيس ومواطنيه . وهي كما تري إدارة كبيرة لكنها موجودة في جميع الدول الديمقراطية التي من قواعدها التواصل الدائم بين الرئيس والمواطنين .
مع ذلك لا يجب أن يقتصر الأمر علي الرئيس وحده ، وإنما ان تتوزع المسئولية ،فيكون لكل من رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين بريده الالكتروني الخاص الذي يتلقي رسائل المواطنين والرد عليها ، بشرط ألا تصبح هذه الاجهزة أو الادارات نزيفا ماديا مظهريا دون عائد ، بل علي العكس يكون لها دورها في تحقيق مهمة أي حكومة في الاقتراب من المواطنين ومعرفة مشكلاتهم وحلها ، بالإضافة إلي ما تحققه هذه الإدارات لبوستة المسئولين من توفير العمل لخريجي كليات الإعلام الذين تزايدوا وأشفق علي مستقبلهم !