صلاح منتصر
بودى لو ان كاميرات الفضائيات العديدة نقلت الى المواطن المصرى صورة للشوارع البريطانية اليوم حيث هناك 45 مليون بريطانى لهم
حق الانتخاب سيختارون اليوم البرلمان رقم 56 فى تاريخ بريطانيا ليشهد المصريون كيف تجرى الانتخابات فى البلد الديمقراطى العجوز
تتم الانتخابات فى جو ملتهب لا تتوقع استطلاعاتها حصول أحد الحزبين الكبيرين :العمال والمحافظين ،على الأغلبية التى تمكنه من الانفراد بتشكيل الحكومة ، وبالتالى فلا بد من التحالف مع أحد الأحزاب الأصغر التى أصبحت تتنافس هى الأخرى لتلعب دور الممثل المساعد الذى لابد منه لتشكيل الوزارة .
لندن وهى واحدة من اكبر عواصم العالم ومازلت اذكر يوم استضافنى الدكتور عمرو عبد السميع فى بيته عندما كان مدير مكتب الاهرام فى العاصمة البريطانية وقد سهرنا« ليلة صباحى » يوم اول مايو 1997نتابع عملية فرز الاصوات واعلان النتائج تباعا ، وتقدم الفائز فى كل دائرة لتوجيه كلمة قصيرة الى مواطنى دائرته ، وقبل الرابعة صباحا كان قد تأكد فوز حزب العمال بقيادة «تونى بلير» بعد غياب عشرين سنة عن الحكم . وبعد ذلك فاز العمال فى ثلاثة انتخابات متتالية ، الا أنه منذ الانتخابات السابقة فى 2010 تراجع العمال وحصل المحافظون على أكثرية مكنتهم من التحالف مع حزب الأحرار وتشكيل الوزارة برئاسة ديفيد كاميرون . وفى هذه الانتخابات اليوم يجرى السباق عنيفا وملتهبا بين كاميرون عن المحافظين وميليباند عن العمال ولكن دون الخروج على قواعد اللعبة كما تعودتها بريطانيا .
هذه القواعد تجعل من يزور لندن يدهش لمعركة انتخابية بالغة السخونة والقوة دون لافتات تملأ الشوارع وصور المرشحين على كل جدار . فما زلت أذكر منظر شوارع لندن الخالية من كل مانعرفه فى مصر من وسائل الدعاية وتشويه الشوارع والجدران لدرجة أننى اتصلت بالدكتور عمرو يومها وانا اجوب شوارع لندن أساله : ايه الحكاية ؟ هل اجلوا الانتخابات ؟ وجاء رده : الانتخابات حامية جدا ولكن هذه هى قواعد اللعبة هنا . انتخابات بلا صورة ولا لافتة ولا جولات على «البارات» التى تحل فى بريطانيا محل مقاهى مصر ، والكل راض وملتزم !