المشجع الرياضي وحسن المعاملة

المشجع الرياضي وحسن المعاملة

المشجع الرياضي وحسن المعاملة

 العرب اليوم -

المشجع الرياضي وحسن المعاملة

بقلم : حفيظ برهديش

عندما اشتكت الدولة من شغب الملاعب، و نفذ صبرها، قالت "كفى من الشغب"، وخاطبت، في شعار حملتها، الجمهور وحده، فحملته مسؤولية أي انفلات يقع داخل أو خارج الملعب، و في سياق غريب، وجد الجمهور نفسه في معادلة غريبة، فهو المتهم، وهو الضحية، لظاهرة مجتمعية أكبر بكثير من أن يكون المتهم فيها واحدًا، لأن الدولة لم تكلف نفسها عناء الإجابة عن سؤال سيكولوجي مهم، وهو كيف تحول المناصر من مشجع، يبتغي التشجيع، إلى مخرب، وخارج عن القانون، يساهم في اندلاع أعمال شغب؟، لأن منطق الحال يقول لا نتيجة بدون أسباب، فالمناصر إن وصل إلى الحدود الحمراء لفعل يسمى "شغب"، فقد مر قبل ذلك بعدة مراحل شحنته، وهيأته نفسيًا ليتحول من مناصر عادي، إلى مشاغب متمرد.

بالأمس نُقل ديربي البيضاء، قسرًا وقهرًا، إلى خارج قواعده، في الدار البيضاء، لتكون أغادير المحتضن البديل، رغم بعد المسافة، وبالرغم من هذا المعطى المهم، المتمثل في بعد المسافة بين أغادير والبيضاء، فقد تحمل المناصر، سواء بلونه الأخضر أو الأحمر، عناء السفر لمسافة 1200 كيلومترًا، بين الذهاب والعودة، وتحمل مصاريف التنقل، ومنهم من تحمل مصاريف المبيت، لا لشيء سوى شغف يحركه من بيته وفراشه الدافئين، إلى ملعب بلغه بقطع مئات الكيلومترات، في أجواء ممطرة و باردة، ولذلك، نفسيًا ومنطقيا، هذا النوع من المناصرين يبتغي التشجيع، وليس الشغب، ويستحق حسن المعاملة، لا شحنه بشكل مجاني.

هذا المناصر، ومنذ مغادرته البيضاء، وهو يُشحن سلبيًا بشكل مجاني، وبتصرفات تجرده من آدميته، وتشعره بأنه شخص منبوذ، وغير مرغوب فيه، فالمناصر عندما توصد في وجهه أبواب باحات الاستراحة، فهذا إقصاء له، ورسالة نفسية موجهة إلبه، يقرأها في داخله، بكونه عنصرًا غير مرغوب فيه هنا، سواء كان يبتغي من المحطة وقودًا، أو كأس قهوة، أو حتى قضاء حاجته البيولوجية، فلا مكان له هنا، وهذا شحن مجاني، تساهم فيه الدولة برجال دركها، الذين يسهرون على غلق منافذ الباحات، وهذه أولى محطات العبور نحو الحدود الحمراء للشغب.

يصبر المناصر، ويغالب نفسه، ويمضي قدمًا في طريقه صوب الملعب، ليجد في استقباله رجال الأمن، وفي قسمات وجوههم إشارات تعني أنهم سيتعاملون مع مجرمين، لا أنصار يشجعون فريقهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشجع الرياضي وحسن المعاملة المشجع الرياضي وحسن المعاملة



GMT 12:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 04:31 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

كأس العرب هيا..

GMT 17:33 2020 الخميس ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة مارادونا

GMT 11:04 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

" أبيض أسود

GMT 11:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 21:26 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 21:47 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:01 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء
 العرب اليوم - نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء

GMT 06:18 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم
 العرب اليوم - الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم

GMT 20:44 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نحن وانتظارنا الطويل... الطويل جداً!

GMT 11:11 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نووي إيران... الحقيقي

GMT 23:59 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تجدد هجماتها على الضاحية الجنوبية لبيروت

GMT 16:22 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

غارة تدمر مسجدا في بلدة يارون جنوبي لبنان

GMT 21:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 21:26 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير ويليام يكشف سبب غيابه عن الأولمبياد 2024

GMT 00:31 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روح أكتوبر!

GMT 01:26 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab