كتاب دراسات في الحب رؤية جديدة استنادًا لبحث سيكولوجي
آخر تحديث GMT12:47:16
 العرب اليوم -

كتاب "دراسات في الحب" رؤية جديدة استنادًا لبحث سيكولوجي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - كتاب "دراسات في الحب" رؤية جديدة استنادًا لبحث سيكولوجي

دمشق ـ سانا

يعتبر الحب ظاهرة من أهم ظواهر الحياة البشرية وأخصبها وهي دائمة الحدوث ولا يوجد فيلسوف إلا وقد وجد نفسه ملزما بالحديث عنها ويحاول الكاتب خوسه أورتغا إي غاسيت في كتابه دراسات في الحب ترجمة علي إبراهيم أشقر تقديم رؤية جديدة للحب تنقيه وتنزع عنه الإضافات التي تعتم على حقيقته الواقعية وتعقد سيرورته. ويقدم الكاتب الحب المفسر استنادا إلى بحث سيكولوجي وظاهراتي في آن واحد وحتى إلى بحث اجتماعي فيعتبر الاختيار في الحب أحد العوامل الأكثر فعالية في التاريخ. ويقدم خوسه في كتابه الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب تعريفه الخاص للحب معتبرا أنه ليس طلقة وإنما هو فيض مستمر وإشعاع نفسي يذهب من المحب إلى المحبوب وهو ليس دفقة واحدة تنتهي وتبدأ مرة أخرى بل إنه تيار. ويفرق الكاتب في الوحدة الأولى من كتابه التي حملت عنوان ملامح الحب بين الحب والغراميات فالأخيرة حسب الكاتب هي قصص عارضة تحدث بين الرجال والنساء تعترضها إشكالات تعقد سيرورتها وتربكها لكنها لا تكون بأي معنى حباً فالحب كما يقول الكاتب مستنداً إلى دانتي يحرك الشمس والنجوم الأخرى. ويعرض الكاتب تاريخ الحب في كتابه فيشير إلى انه منذ قرنين والكلام جار عن الغراميات كثيراً وعن الحب قليلاً فإذا كان للعصور كلها منذ العصر اليوناني نظرية كبرى عن المشاعر فإن هذين القرنين خلوا منها فالعالم القديم نحا نحو نظرية أفلاطون ثم نحو نظرية الأبيقوريين وتعلّمت العصور الوسطى نظرية القديس توما والعرب ودرس القرن السابع عشر نظرية الانفعالات لديكارت واسبينوزا. ويرى الكاتب أن الفيلسوف في الماضي كان يحسب نفسه ملزماً بأن يعد نظرية عن الحب والمشاعر أما نحن فلا نملك بحثاً كبيراً لنظم المشاعر في نسق لكن وجود هذه النظريات لا يجعلنا ملزمين بالعودة إليها كما هي ففكرة القديس توما عن الحب //خاطئة// إذ إنه يعتبره شكلاً من أشكال الرغبة أو الشهوة فيما نحن ملزمون بالتفريق بينهما ومنع اختلاطهما فقد استطاع القديس أوغسطين وهو أحد الرجال الذي فكروا كما يعتبره الكاتب أعمق تفكير في الحب أن ينأى به أحياناً عن أن يفسر بالرغبة أو بالشهوة. أما اسبينوزا فقد أبعد الشهوات عن الحب فالحب لديه هو الفرح المقترن بمعرفة سببه أي أن نعرف أن مصدر هذا الفرح هو الحب لكن قد يسبب الحب الحزن أيضاً فالعاشقة كما يرى الكاتب تؤثر ضروب القلق التي يسببها العشق على اللامبالاة المقترنة بالراحة. وباعتبار أن الكاتب لم يرض بأي من التعريفات التي سبقت للحب فأولى به إذاً أن يقدم تعريفه الخاص فالحب حسب الكاتب الاسباني في بدايته يشبه الرغبة لأن موضوعه يحثّه على ذلك فالنفس كما يقول تشعر أنها مثارة في نقطة معينة بحافز يأتي من الموضوع إليها ولهذا الحافز اتجاه جاذب إلى المركز هو يأتي من الموضوع إلينا لكن فعل الحب لا يبدأ إلا بعد هذه الإثارة أما الآثار التي تنشأ عن الحب كالتقرب الفيزيقي من المحبوب والتعايش الخارجي معه فلا تهم في تعريفه إنها من آثاره وليست جوهرية فيه. ويعتبر الكاتب أن للشعور بالحب كما لكل شيء إنساني تطوره وتاريخه وهو يشبه في هذا تطور الفن وتاريخه ولكل عصر أسلوبه في الحب فكل جيل يعدل بهذه الدرجة أو تلك نظام حب الجيل السابق ولكنه تعديل خفيف وضعيف حتى يهرب من التحليل ولا يسمح بتحديده بوضوح ذلك أن العاشق يتبنى في البدايات أسلوب الجيل الذي سبقه كالأفكار والأيديولوجيات تماماً ولكن بعد أن تأتي فترة من الصدق الخلاق والحيوية الخلابة يبدأ فيها أن يكون وفياً لذاته بعد أن تكون نضجت ميوله الذاتية والأصيلة حينئذ يفكر بأفكاره الخاصة فيعشق نساء جيله وشعراء زمانه وأفكار وإيديولوجيات وطريقة سلوك أقرانه. وبهذا يقترب الحب حسب الكاتب من كونه "زياً" أو هو فعلاً "زي" يتناسب مع كل جيل وفي هذا الصدد لا يعتبر بحال من الأحوال أن مفردة "زي" عندما تطلق على أمر ما حتى على الحب سلبية ويقول إننا إذا نظرنا إلى الحب بوصفه "زياً" لبدا لنا السبب الذي يجعل الشيوخ يقولون إن الحب في انحطاط وصار لا يُحتمل وذلك لارتباط "الزي" لديهم بهذه الصفات وهذا مرتبط باختلاف أفكار وعادات وإيديولوجيات وسلوك كل جيل عن الآخر. يذكر إن الكاتب خوسه أورتيغا إي غاسيت ولد في اسبانيا درس الفلسفة في إسبانيا وألمانيا وشغل كرسي ما بعد الطبيعة في جامعة مدريد حتى العام 1936أسس عام 1915 مجلة إسبانيا ثم مجلة الغرب التي يعتبرها الدارسون الأكثر أهمية في إسبانيا كتب في مواضيع متعددة من كتبه تمرد الجماهير/ دروس في الميتافيزيقيا/ الرجل المفرد والناس/ وغيرها الكثير.. جُمعت موءلفاته في مجلدات ضخمة أطلق عليها اسم "المشاهد".. توفي عام 1955.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب دراسات في الحب رؤية جديدة استنادًا لبحث سيكولوجي كتاب دراسات في الحب رؤية جديدة استنادًا لبحث سيكولوجي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab