واشنطن ـ العرب اليوم
تعرض الفلسطينيون، الذين يتصلون بذويهم وأقاربهم في غزة عبر خدمة سكايب إلى ما وصفوه بـ"تدمير حياتهم الرقمية"، بعد أن أغلقت شركة مايكروسوفت حسابات بريدهم الإلكتروني دون سابق إنذار.
تحدثت بي بي سي إلى 20 فلسطينيا يعيشون في الخارج قالوا إن شركة مايكروسوفت، التي تمتلك تطبيق الدردشة الصوتية والمرئية (سكايب)، أغلقت حساباتهم وحُظروا من التطبيق، ويُعتقد أن العدد الإجمالي للمتضررين أعلى من ذلك بكثير.
وفي بعض الحالات، بلغ عمر حسابات البريد الإلكتروني هذه أكثر من 15 عاما، ولم يعُد لدى المستخدمين أي وسيلة لاستعادة رسائل البريد الإلكتروني أو جهات الاتصال أو الذكريات الخاصة بهم في هذه الحسابات.
وتقول مايكروسوفت إن هؤلاء الأشخاص انتهكوا شروط الخدمة الخاصة بها – دون ذكر التفاصيل – مشيرة إلى أن قرار إغلاق حساباتهم نهائي.
"مغلق"
يعيش صلاح السعدي في الولايات المتحدة، ومثل العديد من الفلسطينيين في الخارج، كان يستخدم سكايب للاتصال بزوجته وأطفاله ووالديه على هواتفهم المحمولة في غزة.
وكثيراً ما تكون خدمة الإنترنت سيئة أو تنقطع بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية، كما أن المكالمات الدولية المباشرة باهظة الثمن.
ومن خلال الاشتراك المدفوع عبر برنامج سكايب، يمكن لأي شخص الاتصال بالهواتف المحمولة في غزة بسعر زهيد، وبما أن خدمة الإنترنت تتعطل وتتوقف دائما - لذلك فقد أصبح الاتصال عبر سكايب بالهواتف المحمولة، بمثابة شريان حياة للعديد من الفلسطينيين.
لكن في أبريل، أغلق حساب السعدي، مثل كثيرين آخرين، بما في ذلك جميع الخدمات المرتبطة ببريده الإلكتروني "الهوتميل" على مايكروسوفت.
ويقول السعدي إن الكثير من عروض العمل فاتته، كما لم يعد بإمكانه الوصول إلى حساباته المصرفية المرتبطة بحسابه على البريد الإلكتروني "هوتميل".
ويضيف السعدي: "أملك هذا البريد الإلكتروني منذ 15 عاماً".
ويردف "لقد حظروني دون سبب، قائلين إنني انتهكت شروطهم - أي شروط؟ أخبرني".
ويوضح بحزن: "لقد ملأت حوالي 50 نموذجا لطلب استعادة حسابي، كما اتصلت بهم بشان ذلك عدة مرات".
واشتكى آخرون على وسائل التواصل الاجتماعي من معاملة مماثلة.
"نشاط احتيالي"
يقول إياد حميتو، الذي كان يتصل بعائلته من المملكة العربية السعودية: "نحن مدنيون ليس لدينا أي خلفية سياسية، نريد فقط الاطمئنان على عائلاتنا".
ويضيف: "لقد علقّوا حساب بريدي الإلكتروني، الذي أملكه منذ ما يقرب من 20 عاما".
ويوضح حميتو: "بريدي الإلكتروني مرتبط بكل أعمالي، لقد قتلوا حياتي على الإنترنت".
ولم ترد مايكروسوفت بشكل مباشر على الاتهامات، لكن متحدثاً باسمها قال إنها لم تمنع المكالمات أو تحظر المستخدمين بناء على منطقة الاتصال أو الوجهة.
وأضاف المتحدث دون الخوض في التفاصيل: "يمكن أن يحدث الحظر على خدمة سكايب بسبب نشاط احتيالي يُشتبه في حدوثه، ويمكن للمستخدمين الاستئناف".
لكن العديد ممن تحدثت معهم بي بي سي قالوا إنهم حاولوا عدة مرات استعادة حساباتهم، لكنهم دائما ما يتلقون نفس الإجابة غير المقنعة.
أما خالد عبيد، فقد فقد الثقة بشركة مايكروسوفت، وأكد: "لم أعد أثق بهم بعد الآن".
وأضاف: "لقد دفعت مقابل باقة لإجراء مكالمات هاتفية، وبعد 10 أيام، قاموا بحظري دون سبب، بل إنهم لم يقدموا شرحاً لذلك".
وأردف: "وهذا يعني أن السبب الوحيد هو أنني فلسطيني واتصل بغزة".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
مايكروسوفت تقّر بمخالفات قانونية في تعامل موظفين في دول عربية وأفريقيا
مايكروسوفت تتعرض لهجوم سيبراني من هذه المجموعة
أرسل تعليقك