الألماني شتيفان فايدنر طائر محبة يجمع الثقافات
آخر تحديث GMT04:38:04
 العرب اليوم -

الألماني شتيفان فايدنر: طائر محبة يجمع الثقافات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الألماني شتيفان فايدنر: طائر محبة يجمع الثقافات

برلين ـ العرب اليوم

الألماني شتيفان فايدنر سطع نجمه ضمن لائحة الكتاب والمترجمين المولعين بالبحث في قضايا العالم العربي والإسلامي، استهوته الجماليات التي تزخر بها القصائد العربية الحديثة، فزادته إصرارا و إلحاحا للمضي قدما في مساره رغم صعوبة النص الشعري٠ صعوبة الشعر العربي لم تثن المترجم والناشر الألماني شتيفان فايدنر عن المضي قدما في ترجمة أعمال شعرية لأسماء لامعة في سماء القصيد العربي. وبابتسامة عريضة ونَفَس عميق يقول فايدنر "إنه لتحد أكبر ، وأحب التحدي" ملخصا مساره في إعادة إنتاج القصيدة العربية باللغة الألمانية. أنجز فايندر ترجمات مهمة للشعر العربي إلى اللغة الألمانية، خاصة لكبار شعراء الحداثة أمثال بدر شاكر السياب ومحمود درويش، مراكما بذلك معرفة عميقة حول العالم الإسلامي، ليس من منظور استشراقي، بل بخلفية مُحبة للشعوب العربية ومتضامنة معها. فضلا عن ذلك ، يعتبر الكاتب الألماني من أبرز الدارسين المعاصرين للخيال الشعري في اللغة العربية، وهو يشغل حاليا منصب رئيس تحرير للمجلة نصف السنوية ذائعة الصيت والمنتشرة في ربوع العالم العربي "فكر وفن"، التي تأسست عام 1963 بغية تعريف القارئ الألماني بالثقافة العربية و لتقريب الثقافة الألمانية من القارئ العربي بما يساهم في إثراء الحوار بين الثقافتين. "الإسلاموفوبيا في تراجع" "هناك اتجاهان، الأول يدعم الأجانب ، والآخر ضد المهاجرين وخاصة المسلمين منهم" هكذا يجيب شتيفان فايدنر عن سؤال وجه له بشأن تعامل الألمان مع قضية الهجرة، مضيفا أنه لحظ تراجعا كبيرا لظاهرة الإسلاموفوبيا ( الخوف من الإسلام) ، حيث أن ما يناهز 50 بالمائة من مواطني بلده يرحبون بالأجانب، لأنهم لا يشاركون في الأنشطة الاقتصادية فحسب بل في المجالات الأخرى كالفنون والثقافة. ويؤكد فايدنر أن معظم المسلمين اندمجوا بشكل جيد في ألمانيا، خصوصا الجيلين الثاني والثالث ممن ولدوا هناك إضافة إلى الوافدين لغرض الدراسة، والدليل على ذلك أن الأتراك على سبيل المثال يتقنون الألمانية أحسن من لغتهم الأم. في المجال الثقافي يتجلى هذا الاندماج بشكل أوضح، حيث تقوم ثلة من المهاجرين بدور أساس من خلال ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألمانية وكذا الأدب الألماني إلى اللغة العربية، زد على ذلك الكتابات العديدة عن الإسلام. أما في المجال السياسي، فللمسلمين حضور قوي في الساحة الألمانية ، وليس ترأس أوزدمير وهو مواطن تركي الأصل لحزب الخضر الناشط في ألمانيا إلا مثالا يجسد مسارات ناجحة عدة. تبدو رؤية فايدنر عن الإسلام مختلفة جدا عن رؤية المستشرقين، وفي ندوة "ساعة مع شتيفان فايدنر" التي جرت ضمن فعاليات الدورة التاسعة عشر للمعرض الدولي للنشر و الكتاب المقامة بمدينة الدار البيضاء، تحت شعار "لنعش المغرب الثقافي" ، سأل إسماعيل العثماني المترجم فايدنر: إلى أي حد تختلف نظرته إلى الترجمة عن نظرة الأكاديمي قبل 50 سنة؟ " الترجمة من اللغة العربية صعبة والأصعب هو النص الشعري" المترجم الألماني أجاب باختصار:"أقل مركزية" قبل أن يوضح أنه درس الإستشراق، لكنه ترك العمل الأكاديمي مبكرا واشتغل منذ بداية التسعينيات في ترجمة الأدب العربي المعاصر. ويؤكد فايدنر أن الترجمة من اللغة العربية صعبة، لذلك كانت انطلاقته مع أصدقاء عرب. مشيرا إلى تزايد الصعوبة إذا تعلق الأمر بترجمة نص شعري، ومؤكدا أنّ حبه للجماليات التي تزخر بها القصائد العربية الحديثة زاده إصرارا للمضي قدما في مساره حاصدا بذلك نجاحات متعاقبة، وهو ما دفعه أيضا إلى التركيز على قصائد الراحل محمود درويش : "ركزت على شعر محمود درويش لأن الترجمات الموجودة غير جيدة وغير ناجحة، وأشيد ( هنا) بالمستوى الشعري الراقي لهذا الشاعر الكبير الذي لم يتم إنصافه إذ ينظر إليه كفلسطيني، أي من زاوية سياسية، وليس كشاعر تميّز بأسلوبه". أما عن الإبداعات الشعرية المغربية، فلا يخفي فايدنر نيته في الاهتمام بها أكثر، في ظل ندرة النصوص المغربية المترجمة إلى الألمانية. واغلب ما هو متوفر في التداول في المكتبات الألمانية الآن نصوص نثرية وخاصة روايات فرانكفونية (كتبت أصلا باللغة الفرنسية ثم ترجمت منها إلى الألمانية) . في موضوع اللغة، يستغرب شتيفان فايدنر محدودية استعمال اللغة العربية الفصحى في شتى مناحي الحياة العامة، مؤكدا أنها "لغة مثالية". يقاطعه منسق الندوة متسائلا "أليس هناك إشكال في انقراض الفصحى؟" فيجيب فايدنر : "هناك تحول كبير في السنين الأخيرة، كان يبدو في ستينيات ( القرن الماضي) وكأنها تختفي كليا. لكن ظهور القنوات الفضائية ساهم في انتشار استعمال الفصحى بشكل واسع، هذا بالإضافة إلى دور الحركات الإسلامية المستندة إلى النصوص الكلاسيكية المكتوبة بالفصحى، زد على ذلك أنها تسعى للانتشار في ربوع العالم العربي ولذلك أفضّل الفصحى التي تشكّل مجالا مشتركا لكل العرب". هذا ويشير فايدنر إلى الصعوبات اللغوية التي لاقاها كلما تحول من بلد عربي إلى آخر، مستدركا بالإشارة إلى أن الجماليات التي وجدها في الأدب العربي المعاصر جعلته يحب هذه اللغة ويستمر في الاشتغال على إبداعات أدبائها. الألمان غير مبالين بالتدين سؤال التدين والنقاش حوله غير مطروح في ألمانيا، فالأسئلة التي تقلق الفرد الألماني حسب فايدنر هي بالأساس تلك المرتهنة بالأزمة الاقتصادية، حيث أن معظم الألمان هجروا الكنيسة جراء عدم قدرتهم على دفع الضرائب التي تفرضها. ولا يخفى أن الألمان غير متحمسين للأديان عموما، وحتى الروحانيات التي اتسمت بها ألمانيا "الرومانسية" القديمة قد انقرضت بشكل شبه كلي باستثناء ما تزخر به بعض المدن القليلة، ويرجّع فايدنر ذلك إلى الحرب العالمية الثانية، حيث يقول بنبرة حزينة "دُمرت التقاليد مع تدمير المدن القديمة، حتى الأكل، لا تجد الأكل الألماني". غير أن ما يفتخر به فايدنر هو كون بلاده ملتقى لتعايش وتلاقح حضارات عدة، فهي تتسم بتنوع كبير في المأكولات وبغنى ثقافي يجعلها أكثر تلونا. وتظل مواضيع الأدب والهجرة وحوار الحضارات وغيرها من المحاور التي تشغل هذا المترجم الألماني المنفتح على ثقافات إنسانية عدة، يبدو أن العربية والإسلامية منها أخذتا الحيز الأهم من نتاجاته الوافرة.  (خدمة DW)

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الألماني شتيفان فايدنر طائر محبة يجمع الثقافات الألماني شتيفان فايدنر طائر محبة يجمع الثقافات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab