«بنما لمن»

«بنما لمن؟»

«بنما لمن؟»

 العرب اليوم -

«بنما لمن»

بقلم : عبد اللطيف المناوي

هل بدأ ترامب صداماته المتوقعة؟، هل تستمر شطحاته فى ولايته التى ستبدأ بعد أسابيع؟.. هذه الأسئلة وغيرها بدأ العالم يسألها مع موقف الرئيس الأمريكى المنتخب من بنما.ببساطة شديدة، وبجمل هادئة اقترح دونالد ترامب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن تستعيد الولايات المتحدة قناة بنما الرابطة بين المحيطين الأطلسى والهادى، إذا لم تخفض بنما رسوم مرور السفن الأمريكية. وهذا ما استدعى رفضا قويا على الفور من حكومة بنما، التى سيطرت على الممر المائى الحيوى لعقود، قبل أن يقوم نحو ١٠٠ شخص بالتظاهر أمام السفارة الأمريكية فى بنما ضد ما قاله ترامب، الذى اتهم بنما على منصته بسرقة أموال أمريكا، وحرمانها من عوائد قناتها!، وذلك فى سياق إعلانه اختيار سفير جديد لواشنطن فى بنما.

وقناة بنما، هى شريان حيوى للتجارة فى العالم كله، حيث يبلغ طول هذا الممر المائى ٨٢ كيلومترا ويربط بين المحيط الأطلسى والمحيط الهادئ، مما يتيح للسفن تجنب الرحلة الطويلة والخطرة حول رأس هورن. ومع ذلك، فإن قيمتها الاستراتيجية جعلتها محورًا للتوترات الجيوسياسية والنزاعات السياسية الدولية.

فى السنوات الأخيرة، أشار سياسيون أمريكيون، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب، إلى قناة بنما فى سياق الأمن القومى والمصالح الاقتصادية، ولكن الأمر له أبعاد تاريخية كبيرة.

لقد تم افتتاح القناة التى بنتها الولايات المتحدة فى ١٩١٤ وظلت تحت سيطرة أمريكا حتى تم التوصل إلى اتفاق فى ١٩٧٧ ينص على تسليمها فى النهاية إلى بنما. وكانت القناة تديرها الدولتان بشكل مشترك حتى احتفظت الحكومة البنمية بالسيطرة الكاملة بعد ١٩٩٩ بموجب معاهدات توريخوس- كارتر.

والقناة أحد أهم المشاريع الهندسية فى العالم، حيث تقصر القناة المسارات البحرية بآلاف الأميال، ويمر عبرها حوالى ٦٪ من التجارة العالمية سنويًا. وهى بالنسبة للولايات المتحدة، تمتلك القناة أهمية استراتيجية خاصة. تاريخيًا، سمحت القناة للبحرية الأمريكية بالتحرك بسرعة بين المحيطين، وأتاحت للشركات الأمريكية الهيمنة على طرق التجارة.

ولكن هل تذكرت أمريكا هذا الآن فقط؟، بالطبع لا، فإن موقف ترامب من القناة قد طرح غالبًا فى سياق التنافس الجيوسياسى الأوسع مع الصين، والتى تمتلك شركات مملوكة للدولة هناك مصالح اقتصادية كبيرة فى القناة والمناطق المحيطة بها، ما أثار تخوفات واشنطن بشأن تزايد النفوذ الصينى.

الصين أقامت علاقات دبلوماسية مع بنما فى عام ٢٠١٧، ما عزز شراكتهما الاقتصادية، حيث توفر الاستثمارات الصينية فى البنية التحتية والتجارة فوائد اقتصادية كبيرة لبنما، وبالتالى تخشى واشنطن بكل تأكيد أن تؤثر الصين فى قرار بنما السياسى، كما أنها تمثل تحديًا لهيمنتها التاريخية فى المنطقة، وكذلك تثير أزمة حول أمن طرق التجارة العالمية. لهذا أؤكد أن ترامب لا يتحرك من رأسه، هو فقط يخرج بما يدور فى كواليس السياسة الأمريكية إلى العلن وبشكل فج، ولهذا لا أستبعد أبدًا أن يعيد خلال فترة ولايته السيطرة على قناة بنما.

arabstoday

GMT 02:43 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

4 ساعات مللاً

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!

GMT 02:31 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

رسائل محمد الطويّان المفتوحة والمغلقة

GMT 02:28 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

الشرق الأوسط... تشكلٌ جديدٌ

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 02:21 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

متى يراجع الفلسطينيون ما حدث؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بنما لمن» «بنما لمن»



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab