غزة - صفا
تسببت أزمة شح الأدوية والوقود الخانقة التي تتعرض لها مستشفيات قطاع غزة ومراكز الرعاية الأولية في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الثامن على التوالي، في شل القطاع الصحي بغزة، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين وأثر سلبا على تقديم الخدمات الصحية لهم.وتعاني مستشفيات وزارة الصحة ومرافقها الحيوية بغزة نقصا حادا في الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية، يصل إلى أكثر من 52%، فيما تعاني من شح كبير في الوقود اللازم لتشغيل سيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية، بسبب الحصار الإسرائيلي، وعدم تواصل وزير الصحة بحكومة التوافق جواد عواد مع موظفيه بغزة.
ومنذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني الشهر الماضي، لم يتواصل أي وزير في الحكومة من رام الله بموظفيه في قطاع غزة، الأمر الذي أحدث حالة من الفراغ الإداري في جميع الوزارات لا سيما الصحة.وتشن "إسرائيل" لليوم الثامن على التوالي عدوانا عنيفا على قطاع غزة، أسفر حتى اللحظة عن استشهاد 171 شهيد، وإصابة 1120 جرحا، الأمر الذي استهلك الكثير من الأدوية والمستهلكات الطبية.وبحسب مدير عام مجمع الشفاء الطبي بغزة نصر التتر فإن شح الأدوية والمستهلكات الطبية تهدد حياة آلاف المرضى وجرحى العدوان بالمستشفى، محذرا من توقف بعض الأقسام داخل المستشفى بالتوقف عن العمل بسبب هذه الأزمة خلال الأيام المقبلة.
وأشار التتر لـ"صفا" إلى أن حالة العجز وصلت إلى أغلب أدوية العمليات وقسم الطوارئ ومرضى الأورام والدم، وأدوية مرضى زراعة الكلى إضافة إلى أدوية القلب والمضادات الحيوية، وأدوية القلب، وكذلك نقص في المحاليل الطبية.وأوضح التتر أن العجز وصل أيضا إلى الخيوط الجراحية بأنواعها ومقاساتها، وشاش العمليات والأربطة الضاغطة والحقن والسرنجات، بالإضافة إلى أفلام الأشعة بمقاساتها المتعددة، مبينا أن المختبر المركزي بالمجمع يواجه أيضا نقص شديد في مواد فحص الدم.وحذر مدير مجمع الشفاء من كارثة إنسانية صحية في القطاع نتيجة توقف العديد من الخدمات الصحية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، مبينا أن شركات تغذية المرضى وتنظيف المستشفيات تهدد بإيقاف خدماتها بسبب تأخر صرف مستحقاتها.
رصيد صفر
من جهته، قال مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة أشرف أبو مهادي إن ما يزيد عن 25% من قائمة الأدوية الأساسية رصيدها صفر في مستشفيات القطاع، وحوالي 15% منها مؤهلة للنفاد في الأيام المقبلة إذا لم يتم حل الأزمة.
وأضاف أبو مهادي لـ"صفا" "أكثر من 52% من المواد اللازمة لإجراء العمليات الجراحية، وما يزيد عن 55 % من المستهلكات الطبية الأساسية نفدت تماما من مستودعات الوزارة"، مشيرا إلى أن وزارته أوقفت العمليات الجراحية المجدولة بمستشفيات القطاع بسبب هذه الأزمة.
وكانت وزارة الصحة أعلنت قبل أسبوعين تقريبا عن وقف العمليات الجراحية المجدولة وغير الطارئة لتتمكن الطواقم الطبية في مستشفيات القطاع من تأمين الخدمات الصحية الأساسية بحدها الأدنى بحسب ما هو متوفر لديها من الأدوية و المستهلكات الطبية.وأوضح أبو مهادي أن هذا الأمر يشكل خطورة بالغة على قدرة وزارته في تلبية الاحتياجات الصحية لما يزيد عن 1.9 مليون مواطن يعيشون في القطاع، لافتا إلى أن المستشفيات تعاني من نقصا حادا في كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية, حيث لم يتبق لديها سوى 20 % من مخزون مولداتها الكهربائية.وذكر أن المولدات الكهربائية تحتاج إلى ما يزيد عن 240 ألف لتر من سولار شهريا بمعدل 8 ألاف لتر يوميا في ظل انقطاع التيار الكهربائي لــ 8 ساعات يوميا، بالإضافة إلى نقص السولار الخاص بسيارات الإسعاف والنقل الصحي التي تحتاج إلى نحو 22 ألف لترا من السولار و 12 الف لتر من البنزين شهريا.
ودعا أبو مهادي جميع الجهات ذات العلاقة بتحمل مسئولياتها للتدخل الفوري لإنقاذ منظومة العمل الصحي وحماية حقوق المرضى العلاجية بقطاع غزة.
أيام قليلة
وفي ذات السياق أكد وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش أن الأدوية والوقود اللازم لعمل المستشفيات لا تكفي سوى لأيام قليلة مقبلة.ودعا أبو الريش المتواجد بمجمع الشفاء لـ"صفا" حكومة الوفاق الوطني إلى الوقوف عند مسئولياتها الانسانية والاخلاقية لرفع المعاناة عن شعبنا بغزة في ظل العدوان، داعيا مصر لفتح معبر رفح البري فورا وبشكل طبيعي أمام الاحتياجات الإغاثية لشعبنا وسفر الجرحى.كما طالب الجهات المحلية والدولية لإنقاذ منظومة العمل الصحي بغزة، شاكرا في الوقت ذاته جميع الطواقم الطبية العاملة في غزة وتحاول تضميد جراحات شعبنا، بالرغم من حرمان أبنائهم من لقمة العيش.
وأعلن وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد الأربعاء الماضي عن تجهيز 20 شاحنة محملة بالأدوية والمستهلكات الطبية لتسييرها إلى مستودعات الوزارة في قطاع غزة من أجل سد الاحتياجات الطارئة والعاجلة للمرضى.إلا أن الناطق باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة أكد أن هذه الكميات لا تكفي سوى لأيام معدودة فقط، ولا تحل المشكلة بشكل جذري خصوصا في ظل التصعيد الإسرائيلي على القطاع.وقال القدرة لـ"صفا": "ما يتوافر في مستودعات الوزارة قليل جدا، وقد لا نستطيع تقديم الخدمات الطبية للمواطنين في حال استمر التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة خلال يومين فقط"، مناشد حكومة الوفاق والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتدخل فورا لإنهاء تلك الأزمة.
أرسل تعليقك