حذر مصدر في مجلس محافظة الانبار الخميس، من هجمة قوية لتنظيم "داعش" قد تؤدي إلى سقوط قضاء هيت مرة أخرى، في وقت عقدت لجنة "مؤتمر بغداد الوطني" للقيادات السنية، اجتماعاً أمس في فندق بابل في بغداد، وسط غياب الرموز السنية البارزة.وقال المصدر في تصريح صحافي، ان تكرار التعرض على مدينة هيت ينبئ بوجود هجمة قوية لداعش تهدف لإعادة السيطرة عليها، مبينا ان تسلل عجلات داعش التي تحمل الإنغماسيين أغلبها من مناطق غرب الأنبار ما زالت تحت سيطرة داعش ".
وأضاف ان القوات الأمنية المتواجد في المحافظة، بحاجة إلى تعزيز قوتهم ورفدهم بمعدات أضافية، وتحسين الجهد الإستخباري، داعيا القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، إلى العمل جاهدا من أجل البدء بعملية تحرير المناطق المحررة في الأنبار، وتحرير عانة وراوة والقائم، كون هذه المناطق تهدد أمن المحافظة بالكامل.
وفي الموصل أعلن بريت ماكغورك، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، عن وقف تدفق المسلحين الأجانب إلى صفوف هذا التنظيم في سورية، مؤكدا أن بلاده لن تسمح للواصلين منهم بالخروج. وقال ماكغورك، في تصريحات صحفية، إن "المسلحين الأجانب لم يعودوا يتسللون إلى سورية، أما أولئك الذين قد وصلوا إلى العراق وسوريا، فنقوم بعمل جدي لضمان عدم تمكنهم من الخروج منهما".
وقال مسؤولون أمنيون وعسكريون عراقيون، أمس الخميس، إنّهم على علم بصور تظهر جنودا عراقيين يضربون ويقتلون أشخاصاً يرجح انتماؤهم لتنظيم "داعش" ، في الموصل شمالي البلاد. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وحضره كلّ من المتحدث باسم الداخلية العراقية، العميد سعد معن، والمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة (تابعة لوزارة الدفاع العراقية)، العميد يحيى رسول، والمتحدث باسم قيادة البيشمركة ، هلكرد حكمت.
وردَّ معن، في رد على سؤال حول الصور والتسجيل المرئي المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقال: "اطلعنا عليها، وأوقفنا عن العمل عددا من تلك القوات التي تظهر بالصور". وتابع "نعم قد يكون هناك بعض سوء تصرف أو أسلوب غير لائق من قبل بعض القوات، ولكن التحقيق مستمر، ونحن ضدّ أيّ انتهاك يستهدف أيّ إنسان، وهذا هو موقف الحكومة".
من جانبه، أعلن العميد يحيى رسول أنه "في حال وجود أيّ انتهاكات لحقوق الإنسان من أي قوّة، سواء من (قوات) مكافحة الإرهاب أو الشرطة أو الجيش، فستتم مساءلتهم عسكرياً، وسنكون شديدين في محاسبتهم". واستطرد "لا تنسوا أنّ هنالك من يريد سلب الفرحة والثقة التي ولّدها فينا هذا الانتصار، وربما كانت هذه التسجيلات المرئية مصطنعة ". وأكّد على أن السلطات العراقية "ستدرس الأمر بعناية وستحاسب بشدّة جميع مرتكبي هذه الأعمال".
وفي غضون ذلك اعتقلت القوات العراقية ما يعرف بصندوق تنظيم "داعش" الأسود، المدعو نظام الدين الرفاعي، وهو قاضي قضاة التنظيم وذلك خلال حملات تفتيش أعقبت تحرير ايمن الموصل . واقتيد الرفاعي مع المتطرفين اخرين ليخضع الى تحقيق اولي لدى جهاز مكافحة الإرهاب وبخصة التحقيقات التي تبحث بشان ممر الجرذان.
وأكدت مصادر امنية استخبارية ان الرفاعي لم يصب وانه لا يعاني من أي جروح واعتقل في منطقة القليعات من قبل قوات مكافحة الإرهاب وهي المنطقة التي شهدت إضافة الى منطقة الشهوان اخر المواجهات المسلحة مع القوات الأمنية المحررة . ويعد نظام الدين عبدالله الرفاعي والذي يعرف أيضا باسم ابو معاذ العراقي قاضي قضاة داعش وهو المتطرف الذي يحمل التسلسل الثالث من ناحية الأهمية في التنظيم وقد درس البغدادي على يده العقيدة والحديث يعرف أيضا باسم ابو حسين الشايب ويوصف بصندوق اسرار داعش.
وسط ذلك، عقدت لجنة "مؤتمر بغداد الوطني" للقيادات السنية، اجتماعاً أمس الخميس في فندق بابل ببغداد، وسط غياب الرموز السنية البارزة. وحسب بيان للجنة التحضيرية للمؤتمر، يأتي الأخير "تزامناً مع فرحة شعبنا بالنصر وتحرير مدينة الموصل، وبحضور ممثلي المحافظات المحرّرة وعدد من النواب والوزراء وأعضاء مجالس المحافظات وقادة الحشود العشائرية والشخصيات الأكاديمية والعشائرية".
وحيا رئيس اللجنة، كامل الدليمي، في افتتاح المؤتمر، "الانتصار الذي حققته القوات المسلحة على الاعداء"، مؤكداً أن "العراق لا يقبل القسمة، وأن المقاتلين اثبتوا، وهم يقتحمون مواقع الأعداء، أنهم متوحدون في حب العراق والتضحية من أجله". وأشار إلى أن "دور قادة البلد جاء ليكمل نجاح القوات المسلحة، من خلال إعادة النازحين وبناء المدن المدمرة"، داعياً لـ"حملة لافشال الخطاب الطائفي". وطالب أن "يتنازل بعضنا لبعض، من أجل دماء الشهداء ولحماية جيلنا من المؤامرات الخارجية لبناء البيت العراقي الذي نحقق فيه العدالة الاجتماعية وننبذ فيه الظلم".
أما رئيس البرلمان الاسبق النائب محمود المشهداني، فقال في كلمته إن "هذا الاجتماع هو الخطوة الاولى في مشروع البيت العراقي"، منوهاً إلى أن "هذا الانتصار العسكري سيمهد لنصر سياسي ناجز. والآن يمكن أن ننجز التسوية التاريخية، وهي خيار انقاذي ويجب النجاح بها"، مؤكدا أن "الإرهاب لا دين له، واسقاطه نصر عراقي بامتياز". ووفق المشهداني، "مشروع البيت العراقي يؤكد على وحدة العراق ومشروعية نظامه السياسي، ونبذ العنف والإرهاب بكل أشكاله وعدم تغطيته سياسيا ومجتمعيا، والتأكيد على التعايش وقبول الأخ". وخاطب المشهداني، السياسيين العراقيين، بالقول: "ماذا جنيتم من حكومات تقاسم السلطة، هل استطعتم زراعة الثقة أو قيادة الشعب إلى الرخاء؟ فلماذا تريدون العودة بنا إلى المربع الاول؟".
وذكر مصدر من داخل المؤتمر، أن أبرز المشاركين من النواب والشخصيات، هم من المقربين لـ"للتحالف الوطني الشيعي"، إضافة إلى نواب وشخصيات شيعة، مشيرا إلى غياب رموز سنية بارزة عن المؤتمر لخلافات في توقيت المؤتمر وبرنامج المشروع. ولفت المصدر إلى "خلافات حادة في مواقف القيادات السنية تجاه عقد مؤتمر للمكون، حيث انقسموا بين الداعين إلى عقد مؤتمر وطني عام يشارك فيه الجميع ورفض المؤتمر السني، وبين الداعين إلى مؤتمر يوحد قيادات السنة، لمواجهة استحقاقات مرحلة ما بعد "الدولة الإسلامية"، وخاصة الانتخابات القادمة". وانسحب عدد من شيوخ العشائر لمحافظات بغداد ونينوى والانبار، من قاعة المؤتمر كونه لا يمثل المكون السني، طبقاً للمصدر.
وكان رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني، صالح المطلك، أكد لنائب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جورج بوستن، أن تأجيل مؤتمر اتحاد القوى"، جاء لـ"اعتبارات وطنية". وقال المكتب الإعلامي للمطلك، في بيان، أن الجانبين "بحثا تأجيل عقد مؤتمر القوى الوطنية الهادف لإعانة أهالي المناطق المتضررة وفتح أفق جديد من المصالحات والتفاهمات الوطنية بين مكونات الشعب العراقي دون استثناء".
وأوضح المطلك، حسب البيان، أن "مؤتمرنا تأجل لاعتبارات وطنية ولشرح أهدافه بشكل واضح للشركاء السياسيين، ولفسح المجال امام القوى التي تكتلت على اساس طائفي لمراجعة مواقفها والعودة إلى جادة الصواب".
وأضاف: "عازمون على عدم الاشتراك بأي نشاط يركز على ترسيخ الطائفية ويفسح المجال امام الآخرين ليتخندقوا خلف مكوناتهم ويؤدي إلى تشتيت حقوق النازحين والمتضررين وأهالي المدن المنكوبة". وأقر بأن "المؤتمر قد تم تأجيله إلى وقت آخر نزولا عند رغبة شخصيات لها ثقلها الوطني
أرسل تعليقك