تراجع العاطفة وسيطرة العقل
الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة السعودية ترتب تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم تمويل الميزانية
أخر الأخبار

تراجع العاطفة وسيطرة العقل

تراجع العاطفة وسيطرة العقل

 العرب اليوم -

تراجع العاطفة وسيطرة العقل

بقلم - مصطفى الفقي

كنت طفلًا شديد التأثر بما حوله وتحكمه عاطفة تلقائية تجاه أبويه، خصوصًا أن أخى الذى يكبرنى كان يدرس فى مدينة الإسكندرية عند خاله، فانفردت بصحبة أبى فى كل مكان يذهب إليه، وتعودت الاستماع إلى أحاديث الكبار بما فى ذلك تلك الحوارات الصعبة والمتخصصة فى شؤون الزراعة وبنك تسليف الفلاحين والخلافات بين العائلات، والأحداث الكبيرة مثل ثورة 1952 التى قامت وأنا بين السابعة والثامنة من العمر.

كل هذه الأمور مرت على ذاكرتى الطفولية وحفرت فيها حشدًا هائلًا من المعلومات والانطباعات والأحاسيس، فكنت طفلًا عاطفيًا متعلقًا بأسرته متفوقًا فى دراسته، ومع ذلك كنت أحب العطلات المدرسية وأشعر بالسعادة يوم الخميس لأن اليوم التالى هو يوم إجازة، عندما كانت عطلة المدارس يوما واحدا فى الأسبوع، وعندما فرضت الظروف أن أنتقل إلى مدرسة ابتدائية بعيدًا عن القرية التحقت بمدرسة (أبو عبد الله) الابتدائية فى مدينة دمنهور فى حى قريب من سوق (سيدى عمر).

غير بعيد عن المنطقة التى تربى فيها البابا تواضروس الثانى رغم أن أصوله من محافظة الدقهلية، وكنت متعلقًا بزملائى وأصدقائى نخرج سويًا فى عطلة نهاية الأسبوع ولا تخلو لقاءاتنا البريئة من تعليقات ساخرة حول بعض المدرسين مع شعور نحوهم بالامتنان والاحترام، وقد كانت تلك هى سمة العصر الذى تربينا فيه، وكنت أذهب فى العطلة الصيفية الكبيرة إلى بيت جدى الذى كانت له حديقة كبيرة وذات يوم عَبثت بإحدى الشجيرات وكانت شجرة (فلفل حار) من نوع شديد التأثير وفركت عينى تلقائيًا فكانت آلامًا مبرحة لم أشهد لها مثيلًا فى حياتى، وظللت أصرخ.

وجدتى وخالتى لا تعرفان ماذا تفعلان إلى أن هداهما الله لعمل (كمادات) سريعة دافئة على العينين، حتى بدأت أستريح بعد أصعب نصف ساعة شعرت فيها بأننى أكاد أفقد بصرى وأشعر بعذاب وحرقة فى العينين لا نظير لهما، لذلك ارتبطت عاطفتى بالأماكن والأحداث وتكونت لدى رؤية شاملة لما يدور حولى وفهم دقيق للمواقف والأشخاص.

كما تشكلت لدى ذاكرة فوتوغرافية لا يزال شريطها يعبر أمامى من حين إلى آخر، لذلك عشت سنوات الطفولة فى ظل عواطف عائلية مختلفة وتعلق شديد بالأبوين ومرافقتى الدائمة لأبى على امتداد اليوم كله خارج نطاق الدراسة، وعندما دخلت مرحلة الصبا بدأت أشعر باستقلال ذاتى يدفعنى نحو صداقات ما زلت أعتز بها لمن ظلوا أحياء من أصحابها.

ولقد اكتشفت فى سن مبكرة أن لدى نزعة تلقائية لخدمة الناس فى دائرة واسعة تشمل الأقارب والأصدقاء بل والمعارف أيضًا، حتى إن نسبة كبيرة ممن يلجأون إلىّ طلبًا لرفع ظلم أو الحصول على حق أو التيسير فى حل مشكلة لمن لا تربطنى بهم صله شخصية فما بينى وبينهم هو الهاتف وحده، إننى أقول ذلك لكى أعترف بأن جبر الخواطر كان إحدى الصفات الملازمة لى حتى اليوم، حيث أجد راحة نفسية فى قضاء حوائج الناس، وإذا كانت شهادتى عن نفسى مجروحة فإن كل من يعرفنى يؤيد ما أقول، ومنذ سنوات الصحوة المعرفية التى تعبُر عن تطور سنوات العمر فى منتصفها بدأت ألتهم الكثير من مظاهر الرشادة وتحكيم العقل.

وأرفض تلقائيًا الانسياق وراء العاطفة وحدها فأنا أتحمس لخدمة الآخرين دون المضىّ بإلحاح وراء من يتطلعون إلى الاستثناءات والحصول على غير ما يستحقون، ولقد منحنى الله قبولًا لدى معظم من أعرف من حصيلة علاقاتى المتشابكة فى الداخل والخارج، فى الوزارات ومؤسسة الرئاسة وفى مجالات الأدب والسياسة والفن، حتى أصبح لى رصيد ضخم أعتمد عليه بعد صياغته من منظور العقل قبل العاطفة؛ إذ إن صاحب الحاجة مندفع بالطبيعة منحاز لمطلبه حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين.

هذه سطور صادقة للصراع الخفى فى الأعماق بين العاطفة والعقل، وكلما تقدم بنا العمر انتصرنا للعقل بينما لا تختفى العاطفة تمامًا، فهى إحساس وجدانى بآلام الآخرين ومعاناة البشر مهما اختلفت الأصول والأعراق والأوطان والأديان، فكلنا فى قارب واحد إما أن نطفو جميعا وإما أن يغرق الكل!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تراجع العاطفة وسيطرة العقل تراجع العاطفة وسيطرة العقل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab