ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023

ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023

ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023

 العرب اليوم -

ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023

بقلم - مصطفى الفقي

إن ما جرى فى السابع من أكتوبر عام 2023 يمثل مرحلة مفصلية فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، ويجسد بشكل واضح مواقف الأطراف المباشرة وغير المباشره، إذ إن الأمر الذى لا خلاف عليه هو أن منطقة الشرق الأوسط بما فيها غرب آسيا وشرق المتوسط لن تعود إلى ما كانت عليه قبل تلك الأحداث الجسام التى تعرضت لها الأراضى الفلسطينية المحتلة والتى كرست فيها إسرائيل أبشع نماذج العدوان العنصرى والتهجير القسرى والعقاب الجماعى الذى مارسته الحكومة اليمينية التى يترأسها بنيامين نيتانياهو، ورغم أننا نسلم بأن الحكومات المتطرفة والأحزاب المتشددة تكون أحيانًا أكثر مرونة من نظيرتها المعتدلة، فالسلام بين إسرائيل ومصر لم يقف فى طريقه الإرهابى مناحم بيجن، ولكن على الجانب الآخر فإن المجازر التى شهدتها غزة فى الفترة الأخيرة تؤكد أن الإرهابى بنيامين نيتانياهو يقترب فى فكره السياسى وقناعته الدينية إلى ما يشبه ما اتخذه بيجن من مواقف منذ أكثر مما يقرب من 50 عامًا، والفارق الوحيد هو أن مناحم بيجن كان إرهابيًا ولكنه فاوض من أجل السلام، أما الإرهابى الآخر نيتانياهو فهو مجرم حرب بجميع المعايير ولا علاقة له بتعبير السلام والعمل من أجله، ولعلى أوجز هنا بعض الملاحظات المتصلة بما جرى ويجرى فى غزة الصامدة المناضلة:

أولًا: إن من أكبر نتائج ما بعد أحداث ٧ أكتوبر هى أنها أحداث كاشفة بالمعنى الشامل للكلمة، لأنه قد ثبت للجميع أن نيات إسرائيل العنصرية العدوانية التوسعية مازالت متأصلة فى الضمير العبرى لا تفهم معنى التعايش المشترك ولا تدرك قيمة التواصل بين الشعوب والثقافات، إذ إن المضمون النهائى لما ترفعه إسرائيل من شعارات لا يعدو أن يكون إضافة لأمر أشمل أو تنقية لموضوع أدق.

ثانيًا: دعونا نفترض أن هذا الائتلاف الحاكم قد أفلت بجرائمه، أتراه يفلت بها جميعًا؟ أشك فى ذلك كثيرًا لأن الجرم واضح والمأساة أمام شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعى كلها تؤكد ذلك.

ثالثًا: إن تلك الأحداث الكاشفة التى نشير إليها تعطى مؤشرًا لا يخطئ بأن نيتانياهو وحكومته سوف يجرى الدفع بهما إلى الظل ولن تقوم لهما قائمة إلا إذا جدت أمور تدفع إلى كارثة كبرى أو نكبة عظمى مثل تلك التى عرفتها القضية من قبل فى المواجهات الطويلة بين طرفى الصراع.

رابعًا: يقولون ربّ ضارّة نافعة، وقد يكون النافع هنا نسبيًا، بمعنى أن يشعر العرب والفلسطينيون بتحقيق الذات، وتأكيد الهوية القومية، والتمسك بثوابت القضية العربية الأولى التى لن تنتهى إلا بعد طلوع الفجر وشروق الشمس.

خامسًا: إن التعاطف الدولى مع الشعب الفلسطينى فى مأساته نتيجة الأفعال اللاإنسانية التى تعرض لها أصبح متزايدًا إذ إن مثل هذا التعاطف قد أكسب الفلسطينيين قدرًا من الثقة بالنفس والإحساس بأن ما جرى له حدث على مسمع ومرأى من شعوب العالم، لذلك كان التعاطف معه واسعًا والإحساس به كبيرًا، كما أن ردود الفعل الدولية حتى على المستوى الرسمى أيضًا قد حملت فى طياتها قدرًا من التعاطف مع شعب الشهداء والجرحى أمام أكبر جريمة فى العصر الحديث.

سادسًا: لقد أدرك العرب أنه على الرغم من أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولى إلا أن الشعب الفلسطينى هو صاحب التضحيات الكبرى والأثمان الفادحة فى النضال من أجل استعادة حقوقه، خصوصًا وقد انكشف الغطاء وسقطت ورقة التوت التى تسترت بها حكومات عديدة أجنبية بل وعربية أيضًا لستر العوار الواضح فى السياسات الدولية والمنظمات المعنية.

سابعًا: إن مطاردة وكالة غوث اللاجئين وإلصاق اتهامات مفتعلة بها هو أمر حرك ضمير الإنسانية فى كل مكان حتى توقفت خدمات الأونروا أو كادت بسبب أكاذيب إسرائيل ومزاعم بعض حلفائها الذين حرموا ذلك الشعب فى الشرق الأدنى من أسباب الإغاثة ومقومات الحياة.

ثامنًا: لقد فشلت محاولات إسرائيل الخبيثة ومن يدورون فى فلكها عندما حاولت ضخ الوقيعة والأكاذيب بين الشعب الفلسطينى وجيرانه العرب، خصوصًا فى مصر والأردن على نحو يكشف أبعاد المؤامرة الكبرى التى عمدت إليها الدولة العبرية فى العقود الأخيرة بالحديث عن تهجير اللاجئين والنازحين من أبناء الشعب الفلسطينى نحو حدود البلدين للاستيطان الدائم وتصفية القضية الفلسطينية برمتها على حساب أراضٍ عربية جديدة، بحيث تنعم إسرائيل بالأرض والمياه وكل مصادر الحياة ويفقد الفلسطينيون ما تبقى لهم بعد النكبة فى ١٩٤٨ والنكسة فى ١٩٦٧، وما بعدهما من جرائم دفع الشعب الفلسطينى ثمنها مقدمًا عبر العقود السبعة الأخيرة.

تاسعًا: إن تغيير الحكومة الفلسطينية مؤخرًا هو إشارة لعملية البدء فى إعادة ترتيب أوضاع البيت الفلسطينى، وتصحيح مساره بالضرب على يد الفاسدين والمتقاعسين، ومحاولة توحيد الصف وتنسيق بين جبهات النضال فيه على اعتبار أن تحرير الأرض وإقامة دولة مستقلة هما هدفان يتحتم أن يلتقى حولهما الجميع بغير استثناء.

عاشرًا: إن مواقف بعض الدول غير العربية أو الإسلامية مثل جنوب إفريقيا والبرازيل وغيرهما هى مؤشرات على التحول الذى طرأ على الرأى العام العالمى تجاه القضية الفلسطينية فى الفترة الأخيرة، وهو أمر يجب الحفاظ عليه والاستمرار فيه.

لذلك كله كانت نتائج السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ فى حياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن نتائج السادس من أكتوبر عام 1973 بالنسبة للعرب جميعًا.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023 ملاحظات حول السابع من أكتوبر 2023



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
 العرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab